عثمان ميرغني

عصر المهندس الحسن الميرغني!!


مفاجأة انفردت بها صحيفة (التيار) أمس.. مولانا محمد الحسن الميرغني تقرر أن يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية .. في حكومة ما بعد الانتخابات..
ولا أخفي عليكم سعادتي بوصول (أول مهندس سوداني) لهذا المنصب المرموق.. فالسيد محمد الحسن الميرغني هو (مهندس) طيران خريج الجامعات الأمريكية.. جمع الحسنيين، الهندسة وأمريكا.. لكني أنتهز الفرصة لأكرر رسالتي إلى السادة قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي.. الغاضبون منهم والمغضِبون (الذين تسببوا في غضب الغاضبين)..حزبكم أمام المحك إما أن يعبر أو يغرق وإلى الأبد.. الأجدر استثمار الأزمة الحالية لإنضاج مفاهيم إصلاحية عاجلة وشاملة لتجتاح الحزب وتعيد هيكلته فكرياً وسياسياً.
دور (بيت الميرغني) في المشهد السياسي السوداني آخذ في الأفول التدريجي ، إلا إذا نجح السيد محمد الحسن الميرغني في استيعاب العصر ومطلوباته.. وتستطيع القيادات الاتحادية المستنيرة مساعدة الميرغني الابن في مشروع (البروسترويكا) المطلوبة.. ولا أقصد بالمساعدة مجرد إسداء النصح والمشورة الصادقة فحسب.. بل بتكوين(قوى ضغط) فاعلة داخل الحزب.. تيار اصلاحي مستنير يستوعب كل المدارس الاتحادية ويحتملها في اطار (الحوش الكبير) .. الحزب الكبير الواحد..
الأجدر أن يرتب الاتحاديون أولوياتهم جيداً، فقضية دخول الانتخابات أو مقاطعتها لم تعد أمراً ذا جدوى.. بل –وللدقة- الانتخابات نفسها غير ذات جدوى بصورتها الراهنة. فالأفضل النظر ببصيرة استراتجيية لمستقبل الحزب.. وأي حزب؟ واحد من أهم أركان منظومة أحزابنا التاريخية.
صحيح لا يزال موقف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني كابحاً لأية أصوات اصلاحية داخل أسوارالحزب.. ويفضل مولانا حزباً مطيعاً صامتاً، يعمل بلغة (الإشارة)، بلا مؤسسات حقيقية.. لكن الأصح أن مولانا نفسه لم يعد في يده تكبيل عجلة الزمن والإبقاء على الحال على ماهو عليه، ولم يعد التغيير يستأذنه أو ينتظره.. فالطريق واضح: إما التغيير أو التلاشي التدريجي.. إما التغيير أو يخرج (بيت الميرغني) كله من المشهد السياسي كله وبأعجل مما يتصور الكثيرون..
في مثل هذه المنحنيات التاريخية فالبقاء لمن يملك البصيرة الثاقبة.. الذي ينظر إلى المستقبل لا الذي يغرق في شبر ماء اليوميات السياسية تحت قدميه.
ونصيحتي للمهندس محمد الحسن الميرغني أن يصنع معروفاً ليس في حزبه فحسب، بل في وطنه السودان كله. فيستلهم روح المرحلة، أن يخرج من جلباب أبيه فلكل زمان رجاله.. (جنينة مولانا السيد على).. أو (دار أبوجلابية) لم تعد مكاناً مناسباً لإدارة حزب سياسي كبير يتطلع لدور في العقد الثاني من الألفية الجديدة.. حان الوقت للخروج والانفتاح السياسي والجماهيري..
وكما يقول أستاذنا محجوب عروة.. انتهى عصر (سيدي) فنحن في عصر الـ(سي دي) (CD).