هيثم صديق

التداوي بالانتخاب


[JUSTIFY]شارفت الدورة البرلمانية على الانتهاء فاعترى حاج الطاهر سأم شديد وأصبح ساهماً دوماً ولاهياً عمن حوله كثير الاختلاء بنفسه و(طيبا) جداً مع الغير على غير العادة ثم ما لبث أن لزم سريره يشكو من وجع المفاصل و(الحاصل).. زاره أهله ومعارفه وخصومه، وقد ذبلت نوارة (جضومه)، فغشوا به الأطباء وسافروا به إلى بلاد ينهض من إبرة مرضانها إلا أن كل الفحوصات تؤكد أن الحاج لا يشكو من شيء جسدي.

في خلواته عند دعواته كانت أماني الحاج أن يُعاد ترشيحه للبرلمان من جديد

أخذ الحاج يضرب في حظوظه للفوز بدورة جديدة في البرلمان فلم يجد حظاً، فعرف أنه إن فارق النيابة ستستدعيه النيابة، وسوف يفقد عشرات القطع النواصي التي نالها وسيكشف سر زواجه الثاني.

بحث حاج الطاهر في دفاتره القديمة عن شخص يمكن أن يجعل له جسراً إلى البرلمان من جديد فهداه تفكيره إلى (الأمين حربوية).

فتح الأمين حربوية الباب لحاج الطاهر، وهو مندهش لهذه الزيارة، فلقد راه آخر مرة قبل خمس سنوات أسوة بمن رشح حاج الطاهر وأعطاه صوته ولقد أعطى حاج الطاهر ظهره لكل من أعطاه صوته في اعتيادية النواب مع مرشحيهم بعد جلسة استمرت لساعات. ودع حاج الطاهر الأمين حربوية عند الباب وشد على يده بقوة ولقد تلون جلد حاج الطاهر بلمعة من الحربوية. عاد حاج الطاهر إلى بيته بشخصيتة القديمة التي فقدها لشهر وبضعة أيام وعلا صوته من جديد ناهراً وموجهاً. استغرب أولاده وأهله في سرعة علاج الحاج الذي يئس منه عواده قبل مدة فأسرعوا إلى سائقه عبد الغفار ليخبرهم إلى أين ذهب الحاج فأخبرهم عن حربوية.

طرق أكبر أبناء حاج الطاهر منزل حربوية ودخل إليه وبعد حق الضيافة سأل الرجل القيافة عن الوصفة التي عالج بها والده, ابتسم الأمين حربوية ابتسامة تمثيلية، وقال لولد حاج الطاهر: أنا يا ابني المعالج الوحيد لكل أهل السياسة في البلاد، وقبل أن تأتي كان معي فلان وانتظر بعد قليل علان, كل أولئك بمن فيهم والدك لا ينفعهم دوا مثل التداوي (بالانتخاب) أسأل معي الله أن تتدخل فيه إدارة الصيدلة، فتطالبنا برخصة وتسجيل!!
[/JUSTIFY]