تحقيقات وتقارير

داخل الحوش الكبير تنشئة الصغار.. توهان بوصلة التربية


حتى القريب كانت الأسر تعتمد في موضوع التنشئة الاجتماعية على من حولها. وهذا الأسلوب أخرج شخصيات أثبت التاريخ تفوقهم متراسين مناصب هامة ومميز في ذلك من رحم (الحوش الكبير). هذه العبارة تجبرنا أن نقف فيها كثيراً لأنها تحمل مضامين وقيما لا نجدها في أي بلد آخر غير السودان، ورمزيتها تنبع من تكافئها بالمشاركة في المسؤولية التي لا تقف علي دور الأب أو الأم فقط بل تسع الجميع (الخال العم الأخ وغيرهم). وحيث ان كانوا يفضلون أن يبتعد عنهم أولادهم ولا بناتهم، والأسر ممتدة بوجود الأعمام والأخوال؛ يساهم ذلك في تربية الأبناء. لهذه نشأ جيل يجمع الحب والود، وكانت الصلات قوية، الكل يعرف ما يصيب أخاه من شيء. أما اليوم فتغيرت معايير التربية، وجدّت فلسفات حديثة للتربية وكل واحد يريد أن يطبق ما تعلمه في المدارس من أساليب حديثة للتربية التي ترتبط بنظام (الخواجات). “التغيير” استطلعت الناس حول هذا الموضوع فإلى المضامين.

زاهر كمال يقول إنه قادر على ضبط سلوك ابنه بمساعدة أعمامه لأنها مسؤولية الجميع خاصة في ظل البيت الكبير وبطبيعة عملي كابتن طائرة، فزوجتي تسكن مع عائلتي في منزل واحد، الأمر الذي يطمئنني على عائلتي، وهو وجود أسرتي بجانبهم فالحبوبة والجد لهم خبرات كثيرة وقيمة يغرسونها في الأبناء ونشأة سليمة.

أنا أعاني من تدخل أسرتي في تربية أبنائي، هكذا بدأ محمود عبد الله حديثه لــ(التغيير) وهذا الأمر الذي أجبرني على أن اسكن في منزل بعيد عنهم (أنا ولدي إذا ضربتو بضرب لأبوي تلفون بكلموا بالحاصل كلو وده حالي أنا بعيد عنهم) لو هذا بحكم انه أول حفيد لهم.

إسلام عبد الحفيظ حامل بطفلها الأول، لكن تريده أن ينشأ في بيئة أحسن من بيئتها وبأساليب حديثة؛ حيث ترى أن الزمن تغير من السابق في كل شيء حتى أسلوب التربية، لكن هذا لا ينفي أنني سآخذ من أسرتي النصائح ومع ما تعلمته من كتب (أساليب حديثة في التربية).

أما أستاذة الاجتماع ثريا إبراهيم فتقول إن التربية تقع على عاتق الأم والأب في المقام الأول لكن إذا كانت الأسرة النووية موجودة مع الأسرة الكبيرة فإن التربية تكون على حسب توعية الأسرة الكبيرة لدور الأم والأب في تربية أبنائهم، مضيفة إلى أن تبتعد الأسرة النووية من المجاملة في التربية لأن هذا يكون على حساب الابن .

أميرة صالح
صحيفة التغيير