سياسية

الوثبة .. نزاع بين فكرتين


والخرطوم مثقلة بسبتمبر لم يجد حزبها الحاكم مخرجا غير أن يدعو خصومه للحوار في يناير، وهم بدورهم تنازعوا بين فكرتين، الأولى تقول إنه طرح دعوته للالتفاف على ضائقته بأبعادها السياسية، الاقتصادية والأمنية، ويريد فقط إبرام محاصصة مع عينة مختارة من المعارضين تكرس لسلطته مقابل آخرين آثروا قبولها بحجة جديته واعترافه بخطورة الأزمة الوطنية. وليس مهما الآن الجدل هو صحة أي من الفكرتين طالما أن عملية الحوار التي تكمل اليوم عامها الأول لا تزال حبيسة يومها الأول وأصحاب الدعوة إليها يهجرونها إلى صناديق الاقتراع التي باتت عندهم (إطارا من أطر الحوار الشعبي) لا يجوز تركه ولو مؤقتا.

وسط تكاثر الحديث من قادة الحزب الحاكم عن خطة إصلاحية شاملة، يعتقد على نطاق واسع أن (هبة سبتمبر)، كما يصطلح عليها في أدبيات المعارضة هي من دفعته إليها.. وزعت رقاع الدعوة لكل القوى السياسية سواءً الموالية أو المعارضة لحضور خطاب للرئيس البشير يحدد فيه ملامح الخطة أمسية السابع والعشرين من يناير الماضي في قاعة الصداقة.

وكان متوقعا أن ترفض الأحزاب المتكتلة في قوى الإجماع الوطني خصوصا ذات النزعة اليسارية تلبية الدعوة، لكن لم يكن متوقعا أن يشق حزب الترابي الصف المعارض وينضم إلى حزب الأمة وحزب الإصلاح الآن كـ(ترويكا) داعمة لخطة الحزب الحاكم ويصطفون في الصف الأمامي وينصتون باهتمام للخطاب الرئاسي الذي بدأ تعريفه لاحقا باسم (خطاب الوثبة) ودعا فيه البشير إلى الحوار حول أربعة محاور هي (وقف الحرب وتحقيق السلام، المجتمع السياسي الحر، محاربة الفقر وإنعاش الهوية الوطنية

اليوم التالي