علي الصادق البصير : فوضى وإهمال بحج المؤسسات

[JUSTIFY] الحاجة فاطمة الفاضل عبد الرحمن، تلك المرأة التي تعلق قلبها بأستار الكعبة، فقد ظلت روحها الشفيفة تتنازعها كلما رأت القبة «اليلوح قنديلا» في التلفاز.. ترفع يديها الطاهرتين لله تعالى تدعوه بعزته وجلاله أن تقر عينها بهذا المشهد، فعقدت العزم أن تكون ضمن حجاج بيت الله، وأن تفعل المستحيل حتى تطأ قدماها الأراضي المقدسة.. جمعت كل حصادها وعتادها وبعض خواتمها وحليها الذي جمعته خلال «60» عاماً وأكثر، وللذين لا يعرفون الحاجة فاطمة فهي من فضليات نساء بلادي وكفى.

> تعيش الحاجة فاطمة في قرية «…» بولاية نهر النيل يخصها أبناء شقيقتها بمودة خاصة، فهي أمهم الثانية وتبادلهم ذات المحبة والتقدير، وعندما علموا بـ «تحويشتها» تعاونوا على البر والتقوى ووضع كل منهم ما يستطيع وضعه حتى اكتمل مبلغ الـ«27» ألفاً و«809» جنيهات بالتمام والكمال، وتسارعوا في التقديم لها لتكون ضمن ضيوف الرحمن هذا العام، وتم سداد المبلغ في يوم 14/7/ 2014م بإيصال رقم «12272» صادر عن الإدارة العامة للحج والعمرة قطاع المؤسسات الإدارة المالية،

> فرحت الحاجة فرحاً جعلها تذرف الدموع، وتخبر كل من تحب بأن الله أكرمها واستجاب دعواتها.. ودعت أخواتها وجيرانها وأحبابها ووزعت الكرامة ولملمت حقيبتها واتجهت صوب العاصمة، فقد أخبرها «طارق» ابن أختها المتابع لإجراءاتها بالخرطوم أن مواعيد حجزها يوم 27/9/2014م، زاد تعلقها بالبيت المعمور، فقط «48» ساعة وتحلق بها الطائرة صوب الأراضي المقدسة.

> ولكم أن تتخيلوا كم كانت مأساة الحاجة فاطمة عندما اتصل أمير الفوج في ساعة متأخرة من يوم 23/9 أي قبل يوم من مواعيد حجزها ليقول إن نظام السفارة السعودية أوقف جواز الحاجة، ولم يقبله، وأن المشكلة فنية والجواز «ما مرق».

> تحرك ابن شقيقتها صوب إدارة المؤسسات فلم يجد بها إلا الحرس، اتصل على كل الهواتف الخاصة بالحج والعمرة، ولم يجد من يخبره بما حدث، استغل علاقاته الشخصية لمعرفة الإشكال، فإذا بالأمير «الفالح» يغادر ويترك الحاجة فاطمة بلا اعتذار أو توضيح أو رد حقها واعتبارها.

> نعم، هكذا أغلق عصام مسؤول قطاع المؤسسات هاتفه الذي صار خارج الخدمة.. الآن تعاني فاطمة من حالة نفسية حرجة ليس لأن الله لم يكتب لها السفر للحج، بقدر ما يحس به قلبها من حسرة لعدم تقديرها، ولو باعتذار .

أفق قبل الأخير > هذه الواقعة تعكس الفوضى التي تعاني منها إدارة الحج والعمرة، وليت الشيخ المطيع والشيخ الياقوت وهما محل ثقة أن يعالجا الأمر عبر غرفة الطوارئ والحالات الحرجة.
أفق أخير > حاجة فاطمة اتصبري.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version