ياحليل ستهم!!

[JUSTIFY]
ياحليل ستهم!!

كلما مررت بمطار الخرطوم تصيبني الحسرة والألم والغبينة، والمطار بمساحته الممتدة لا أثر ولا وجود للناقل الوطني سودانير فيه، وقصة سودانير هذه حكاية تستحق أن تؤرخ لها للأجيال، وتحكى للسامعين عن نهاية شركة ليست هي فقط مجرد أرباح وحراك تجاري، ولكنها شركة قمة وقيمة وسيادة بل هي جزء أصيل من مكونات استقلالنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي!! وقصة سودانير هذه التي يحاول البعض أن يطويها بالنسيان والتجاهل يفترض أن يرفع الغطاء عنها وتكشف كافة التفصيلات عن الجريمة الكبرى التي قيدت ضد مجهول، ومثلها لا يقيد ضد فاعل مجهول، لأنها جريمة في حق وطن، وجريمة في حق التاريخ.. أو دعوني أسأل سؤالاً أول سألته قبلاً وسأل عنه غيري أيضاً ولم تمنح إجابة وربما أن الإجابة عليه قد تكون البصمة الأولى التي تكشف أركان الجريمة كاملة.. والسؤال هو من باع خط (هيثرو)؟؟ ولماذا بيع الخط الذي كنا نجني من ورائه الملايين؟ كيف تمت الصفقة ومن وراءها بل وما الدافع والحاجة لأن يباع هذا الخط المهم والاستراتيجي؟!.

أعتقد لو أن أحداً يملك الشفافية بمعناها الحقيقي والفعلي وليس مجرد شعارات للاستهلاك وخطب وكلمات سئمنا كثرة ترديدها، بأن طريق التغيير بدأ والإصلاح سيتحقق والعدل سيسود طيب أرموا (بياضكم) وأخبرونا لماذا بيع خط (هيثروا)؟ ومن باع خط (هيثرو)؟ وكيف دفع من فعل ذلك ثمن فعلته التي كلفتنا الكثير!.

أعتقد أن حال سودانير الآن حال لا يسر أحداً، لأنها وصلت حداً من الانهيار يجعل وطنيتنا تثور وكرامتنا تفور وأبناء السودان يحملون جوازاتهم في كل مدن العالم ويقفون أمام شبابيك خطوط الطيران من كل شكل ولون، وليس لهم خطوط محترمة تمثلهم وترفع رؤوسهم في المطارات والمرافئ البعيدة!!.

ما أود أن أقوله إن حديثي هذا ليس حديثاً عاطفياً للاستهلاك أو أنه مجرد كلام أملأ به هذه المساحة لكنه حديث سودانية مغبونة ومحروقة وكرامتها مطعونة، وهي تشاهد الحال الذي وصلت اليه خطوط طيرانها الرسمية، ودول في مساحة الثورات وأم بدة تملك أساطيل من الطائرات الضخمة تجوب بها المطارات والمدائن!! حتقولوا لي ده سببو الحصار الأمريكي.. أقول ليكم نعم ربما التبرير صحيح.. لكن جاءتنا الفرص تلو الفرص لفك الحصار بدءاً من نيفاشا التي بصمنا على بنودها بلا ثمن، وكان ممكن أن يكون المقابل رفع الحصار عن الخطوط السودانية لكن للأسف ساستنا لا يجيدون اللعب إلا على الشعب السوداني، والآن أمريكا واقعة في عرضنا لنلعب دوراً حقيقياً في إخماد نيران الجنوب المولعة، لذلك جهزوا ورقة طلباتكم وطالبوهم بالدفعة الأولى منها عربون وضمان، لأنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!! وياحليك ياستهم.

كلمة عزيزة:

رسالة بعنوان (لا تعرضوا بناتنا للخطر).. جاءتني من المواطن عبد الرحيم محمد عبد الرحيم حمد يناشد فيها وزير التعليم العالي ومدير جامعة بحري بضرورة توفير بصات خاصة بطالبات جامعة بحري المضطرات للتنقل عبر المواصلات العامة من وإلى الجامعة التي تقع في مدينة الكدرو، وبعضهن يسكن أقاصي الخرطوم جنوباً وشرقاً وغرباً، خاصة وأن مواعيد عودتهن تكون ما بعد الرابعة عصراً ولا يجدن مواصلات، مما يعرضهن لأخطار جمة وهن شابات في مقتبل العمر، وبدوري أقول للسيد مدير جامعة بحري إن دوركم لا يقتصر فقط على العطاء ا لأكاديمي والبحثي، لكن هناك دور مجتمعي كبير أنتم مطالبون بالقيام به حفاظاً على بناتنا وعرضنا، فماذا يكلف الجامعة أن توفر بصين أو ثلاثة بصات لنقل الطالبات حفاظاً عليهن حتى تطمئن أسرهن، أو على أسوأ الفروض تأجير بصات من ولايات الخرطوم تقوم بهذا الغرض.

كلمة أعز:

أكبر ولايتين في السودان حراكاً وتأثيراً قامتا بتغيير في وزرائهما الأولى ولاية الخرطوم وستلحقها ولاية البحر الأحمر.. والغريب أن ولايات بحجمها وتأثيرها الاقتصادي لا ترمي أن تكون ولاية، لكن رغم ذلك وزراؤها يتمتعون بالمخصصات والصلاحيات لم تفكر في تغيير جلدها وعاملة (حمد لبد) يا جماعة مع كل حركة بركة.

عز الكلام : صحيفة آخر لحظة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version