خالد حسن كسلا : «سامية» دعيهم.. الحكومة محظوظة
والآن تحالف نداء السودان إذا كان يريد أن يصرف بعض الأحزاب من برنامج الحوار الوطني، فإن على الحكومة ألا تغضب، لأنها ليست هي المحتاجة إلى الحوار الذي يمضي في مسار مستقل عن مسار التفاوض مع المتمردين هنا وهناك.
والحكومة أكثر ما يهمها هو التفاوض مع المتمردين حتى توقف اعتداءاتهم على مناطق وأسواق المدنيين وتحقن دماءهم وتحفظ ممتلكاتهم. إذن قبول التفاوض مع حملة السلاح الذين يعتدون على أرواح وممتلكات المواطنين وينسفون استقرار الاطفال والنساء والشيوخ ويحولونهم من مساكنهم إلى حياة معسكرات النازحين، يبقى من أوجب واجبات الدولة. ولولا ذلك فإن كل أطروحات المتمردين يستوعبها الدستور، وحتى لو المشكلة في التطبيق فإن الحركات المتمردة غير مؤهلة للتطبيق كما هو معروف دعك من أن تشرف عليه. أما الحوار الوطني فهو هدية سياسية للقوى السياسية المعارضة، والأحزاب التي رفضته من الأساس أو نعته بعد الدخول فيه والتمتع بالظهور في الإعلام، أوحت بأنها لا تملك قدرات حوارية ومهارات جدلية تنازل بها النظام الحاكم كما تسميه في الساحة السودانية، لكي «يعرف متين يبقى المطر ويفهم متين يصبح حريق». فالحوار ما معناه؟ معناه أن تحاول إقناع الطرف الآخر. فبماذا يمكن أن يقنع حزب الصادق أو أحزاب اليسار الحكومة؟ كل سؤال له إجابته الحكومية، مصطفى عثمان إسماعيل وإبراهيم غندور وأمين حسن عمر والفاتح عز الدين والطائفة تطول. كل يمتلئ بالإجابات عن كل الأسئلة في صعيد القوى المعارضة، إذن النقصان في الأسئلة، وغير المكتملة هي الإجابة.
الحوار الوطني تسبب في إعادة صحيفة إلى الصدور تقوم سياستها التحريرية على كشف الفساد في المؤسسات العامة. وهذه الثمرة الأولى. فلماذا يتركون بقية الثمار للحكومة؟ هل الحكومة محظوظة لهذه الدرجة؟ طبعاً أراها كذلك.
تنويه
الجمعة الماضية وتحت عنوان: «مشكلة مهرجان السياحة» كنا نقصد عبارة «حس سياحي» وليس «حساً سياسياً».
صحيفة الإنتباهة
ت.أ