عالمية
نيجيريا و الفضيحة الكبرى: ما الأسباب التي منعتها عن التصويت لصالح مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي!؟
وتابعت «القدس العربي» هذا الموقف للإطلاع على الأسباب الحقيقية وحل اللغز عبر مصادرها في واشنطن، وتكشفت لنا «مفاجآت» أخرى كانت غائبة عن الدبلوماسية الفلسطينية والعربية بشكل عام. يذكر ان البعثة الفلسطينية في الامم المتحدة كان لديها انطباع وثقة بأن نيجيريا ستصوت بنعم حتى اللحظات الاخيرة من التصويت، اذ أوضحت نيجيريا بأنها ملتزمة بالتصويت لصالح القرار وكانت لديها دراية بان رواندا وكوريا الجنوبية واستراليا لن تؤيد ذلك.
في الواقع إن القرار النيجيري لم يكن وليد اللحظات الأخيرة. لكن الحسابات الفلسطينية الدبلوماسية تجاهلت مجموعة من التحركات الإسرائيلية والأمريكية باتجاه نيجيريا قبل التصويت، فقد هاتف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان ليطلب منه عدم تأييد القرار، وبالفعل استجاب جوناثان وطلب من بعثة بلاده في الأمم المتحدة الامتناع عن التصويت وهي خطوة ادعت السفارة النيجيرية في واشنطن بأنها لا تعلم شيئا عنها.
وضغطت الولايات المتحدة بدورها على نيجيريا من خلال محادثة هاتفية أجراها وزير الخارجية جون كيري مع نظيره النيجيري ضمن حملة أمريكية دبلوماسية شرسة استمرت 48 ساعة فقط لإقناع الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي بعدم التصويت لصالح المشروع المؤيد للشعب الفلسطيني.
واستندت ثقة المؤسسة الدبلوماسية الفلسطينية على الموقف النيجيري من تصريحات رسمية نيجيرية سابقة تؤكد تأييد المساعي الفلسطينية لعضوية الأمم المتحدة كدولة ذات سيادة، كان آخرها تصريح صادر في عام 2011 لوزير الخارجية آنذاك الوغبينغو أشيرو، قال فيها إن نيجيريا تفضل «حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام»، وهو تصريح مبكر نسبيا ولا يمكن الاتكاء عليه في ظل التغيرات الداخلية في دولة نيجيريا.
وأدت القراءة الفلسطينية الخاطئة إلى فقدان الصوت النيجيري في اللحظات الاخيرة مما ساعد في هزيمة قرار تاريخي يدعو إلى وضع حد للاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية مع نهاية عام 2017.
وقد أصاب امتناع نيجيريا عن التصويت القيادة الفلسطينية بصدمة وخيبة أمل بل وغضب تمثل بهجوم حاد شنه المندوب الفلسطيني لدى منظمة التعاون الاسلامي إذ قال إن امتناع نيجيريا هو «تناقض صارخ» وانتهاك للقرارات العديدة التي اتخذها المؤتمر لدعم فلسطين. ودعا ايضا منظمة المؤتمر الاسلامي للتعامل داخليا مع ما أسماه التناقض «غير المقبول» من دولة عضو عبر الامتناع عن التصويت في حين صوتت دول اوروبية لصالح القرار، ولكن الرئيس النيجيري لا تهمه على الإطلاق الروابط الدينية مع العالم الإسلامي والعربي فهو أصلا غير مسلم رغم أن نصف عدد السكان من المسلمين وقلقه الوحيد في الوقت الراهن ينبع من تهديد الجماعات الدينية الإسلامية المتشددة على حكمه، وعلى النقيض من ذلك، يعتقد جوناثان بأن ايمانه ومعتقداته تحتم عليه دعم إسرائيل.
وتجاهل الذهول العربي والاسلامي والفلسطيني من الموقف النيجيري في الواقع، ازدهار العلاقات بين نيجيريا وإسرائيل في عهد هذا الرئيس الذي زار إسرائيل مرتين بشكل رسمي ومرات عديدة بشكل غير رسمي، ووقع عدة اتفاقيات ثنائية معها من بينها اتفاقية للسفر الجوي المباشر لتسهيل «الحجيج إلى الأراضي المقدسة». كما ارسلت إسرائيل خبراء «مكافحة إرهاب» للمشاركة في عمليات البحث عن مئات من طالبات المدارس اللواتي اختطفتهن جماعة «بوكو حرام، والأنكى من ذلك كله، أن الحسابات الفلسطينية غيبت تماما حقيقة مفادها أن الزعيم النيجيري مهتم بدعم إسرائيلي «خفي» للانتخابات الرئاسية في العام الحالي وأنه زار إسرائيل في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي لكي تجلب له الرحلة «الحظ السعيد» على حد قوله.
السفارة الفلسطينية في أبوجا، عاصمة نيجيريا لم تكن على دراية إطلاقا بنوايا الزعيم النيجيري ولم تحذر القيادة الفلسطينية من مؤشرات تدل على تغير الموقف الرسمي للبلاد في الأيام الاخيرة رغم الود المتبادل بشكل علني بين جوناثان ونتنياهو. وقد اتصل السفير الفلسطيني هناك منتصر ابو زيد، مع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية النيجيرية قبل أيام من التصويت للتأكد من الموقف الرسمي للبلاد بناء على استيضاح من القيادة الفلسطينية وأخبره المسؤولون، لم يكن بينهم الوزير، بأنهم سيكونون إلى جانب الفلسطينيين. لكن هذه التأكيدات كما هو واضح لم تكن عالية المستوى، غير أن السفير ابو زيد استيقظ في غداة يوم التصويت ليرى المفاجأة مثل غيره. وردا على ما حدث قال منتصر ابو زيد إن الشعب الفلسطيني مصدوم ومصاب بخيبة أمل من امتناع نيجيريا عن التصويت. وأضاف أن الصدمة جاءت لأنهم ينظرون إلى نيجيريا كأخ أكبر في طليعة الكفاح من أجل العدالة في جميع أنحاء العالم.
واعترفت نيجيريا بدولة فلسطين منذ عام 1984، وفشلت محاولات إسرائيلية وأمريكية في السابق في تغيير موقفها قبل المفاجأة الاخيرة. فقد رفضت الحكومة النيجيرية طلبات عدة من ايهود باراك حينما كان وزيرا للدفاع الإسرائيلي وهيلاري كلينتون حينما كانت وزيرة للخارجية في الفترة الأولى من عهد اوباما. وانسجمت نيجيريا مع قرارات منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في سعيه لإقامة الدولة، وصوتت نيجيريا دائما بهذه الروح في الامم المتحدة إلى ان خرج نتنياهو ليعرب عن امتنانه وتقديره لموقف صديقه جوناثان «الرئيس النيجيري» الذي القى بتاريخ بلاده تجاه فلسطين من النافذه خلال نصف ساعة. [/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] القدس العربي
م.ت
[/FONT]
[SIZE=5]لا تلام نجيريا علي هذه الخطوة ففي بعض الاحيان مصلحة البلاد فوق كل شي .[/SIZE]