حالة (المناقرة).!!

قرأت قبل قليل رد حزب حركة الإصلاح الآن على د. مصطفى عثمان إسماعيل.. مصطفى قال قبل يومين (نحن دافننوا سوا..) والتعبير من عندي.. فهو يقصد أن الحزبين الوطني والإصلاح الآن شربا من ثدي واحد وترعرعا وارتكبا نفس التأريخ.. فليس من سبب لحركة الإصلاح الآن أن تتبرأ أو تمارس النصح..
حركة الإصلاح ردت على لسان د. أسامة توفيق بأن لها حق نصح الوطني.. وقالت بالحرف (إما أننا نعطي دروساً لهم في الإخلاق والديمقراطية فهذا حق أصيل ولنا ومن حقنا إعطاء هذه الدروس لمن نراه يستحقها)..
في تقديري أن أكثر ما برع فيه حزب المؤتمر الوطني هو (التكتيك).. تنفيذ الأهداف التكتيكية بمنتهى البراعة كما هو المشهد الآن.. ابتدع حزب المؤتمر الوطني (أنشوطة!) الحوار الوطني الشامل.. واستطاع – مثل الكابوي الأمريكي- من صهوة جواده المنطلق أن يلقي بها في عنق (المعارضة) فتلتف حول عنقها.. فتظل تتلوى وتركل دون أن تنجح في الإفلات من الحبل..
عاش الحوار الوطن فترة من الزمن في أوهام رقمية.. سبعة وسبعة… عشرة وعشرة.. وهكذا إلى أن أناخت راحلتها على سبعة وسبعة..
ثم مطلوبات.. وأجندة الحوار.. ثم خارطة طريق صارت متاهة طريق.. ثم حزمة أعذار وحجج (انتظارية).. ننتظر الانتخابات.. ثم ننتظر تكوين الحكومة.. ثم أخيراً ننتظر رمضان.. والسلسلة ممتدة ستظهر الحلقة التالية منه بعد انتهاء صلاحية عذر (رمضان)..
الآن يتسلى الوطني بحلقات (المناقرة).. يوجه لوماً او تهمة أو حتى سخرية إلى أحد أحزاب المعارضة المحاورة.. فينشغل الحزب بالرد حرفاً بحرف.. على (المناقرة).. كما هو مشاهد الآن في رد أخينا أسامة توفيق على تصريحات مصطفى عثمان..
وبعد يومين سينبري قيادي آخر في الوطني.. ويصرح أن (المعارضة لا تعرف كيف تلبس الكرافتة..) فيحصل على بيان شديد اللهجة من المعارضة تكشف أنها تعلمت لبس الكرافتة قبل ميلاد الوطني..
وبين هذا وذاك ينتظر الوطن لا شيء.. بين حزب حاكم يتقن تشتيت الكرة.. ومعارضة تفشل في اكتشاف ذلك فتدخل طائعة مختارة في سلسلة (مناقرة) لا طائل منها..
لو أدرك حزب الإصلاح الآن أن في يده قلب المعادلة ووضع الوطني في موضع (رد الفعل) لأدرك أنه ليس في حاجة حتى لمجرد قراءة أطنان التصريحات التي يبثها حزب المؤتمر الوطني كل يوم..
متى يخرج الملعب السياسي السوداني من حالة (المناقرة!) المستطيلة هذه؟.

Exit mobile version