سياسية

إسرائيل تكشف عنصر «الموساد» في دولة الجنوب

وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان على اتفاق نهائي بشأن الترتيبات الأمنية للفترة الانتقالية ووقف إطلاق نار دائم بين الطرفين، والاتفاق على حجم القوات الشرطية المشتركة البالغ عددها 3 آلاف لتأمين العاصمة جوبا، بواقع 1500 شرطي لكل طرف، حيث وقع عن رئيس وفد المعارضة الجنرال جيمس كونغ شول، على الاتفاق الذي يتضمن النص على أن يكون حجم قوات الحرس الرئاسي 1000 عنصر للرئيس، و300 للنائب الأول، الذي سيشغله زعيم المعارضة رياك مشار. وينص الاتفاق أيضًا، على أن تبعد قوات الطرفين في الثكنات العسكرية 25 كيلو مترًا عن العاصمة جوبا، وكذلك حجم القوات التي تحرس المرافق العسكرية والحيوية في جنوب السودان وتقدر بـ 5 آلاف من القوات. وقال رئيس وساطة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا إيقاد، السفير سيوم مسفن، في تصريحات للصحفيين عقب توقيع الاتفاق امس الإثنين، إن الاتفاق يمثل انطلاقة لتنفيذ اتفاق السلام والترتيبات الانتقالية، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
مسلحون ينهبون الشاحنات
أوقفت مجموعة مسلحة ترتدي الزي الرسمي للجيش الشعبي قافلة من شاحنات النقل التي تحمل مواد غذائية تابعة للأمم المتحدة في ولاية غرب بحر الغزال وأجبرت السائقين لنقلهم عشرات الكيلومترات من الطريق الرئيس. وأوضح سائق شاحنة نجا من الهجوم أنه تم توقيفهم حوالي 30 كيلو مترا من منطقة بازيا وواو من قبل أفراد مسلحين يرتدون الزي العسكري وتم تهديدهم بالسلاح، فيما أكد مصدر في مكتب الأمم المتحدة في واو أيضا الحادث لكن السلطات قالت انها لم تتلق أي تقرير حول هذا الحادث. وقال المصدر تم توقيف سائقي الشاحنات القادمة من جوبا من قبل مجموعة مسلحة ترتدي زي الجيش الشعبي حوالي 30 كيلومترا بين بازيا ومدينة واو، وطلب منهم قيادات الشاحنات للغابة. وأضاف بعد توقف سائقي الشاحنات، قررت المجموعة المسلحة ضرب السائقين ومساعديهم. وأخذوا منهم جميع ممتلكاتهم والممتلكات الشخصية، بما في ذلك الأموال التي بحوزتهم. وقال انه تم تفريغ المواد الغذائية حوالي 40 كم من الطريق الرئيس في الأحراش حيث وصل العديد من الأشخاص الآخرين وساعدوهم في تفريغ الشاحنة بالكامل. وكشف بأن الشاحنة التي تم توقيفها تحمل رقم لوحة CE-161-L ومع مقطورة 775-UCD. وقال المستشار الأمني لولاية غرب بحر الغزال وول ضوال في مقابلة أخرى عندما طلب منه التعليق على هذه المسألة أن مكتبه لم يتلق أية معلومات عن الحادث لكنه اعترف بأن هناك مجموعة مسلحة في المنطقة التي وقع فيها الحادث يعملون ضد مصلحة الولاية. وأضاف كولاية، أصدرنا بالفعل احتياطات أمنية واستشارية للأمم الأمم المتحدة وأعضاء المنظمات الإنسانية باستخدام الطريق القادم من ولاية غرب الاستوائية للحصول على المساعدة من قبل الجيش والقوات النظامية الأخرى لأن هناك مؤشرات تدل على تنامي معدل الجريمة ونشاط العصابات.
دلالات انسحاب يوغندا
بعد مرور عامين منذ دخول أول قوة عسكرية يوغندية إلى البلاد لمساعدة الجيش الشعبي في تصديه للمعارضة جراء أحداث 15 ديسمبر للعام 2013م بدأت القوات اليوغندية المتواجدة في البلاد بتنفيذ عمليات الإنسحاب من البلاد وفقاً لبنود إتفاق السلام الأخير بين الحكومة والمعارضة، وحول هذا الانسحاب يقول الفريق ملوال ايوم قائد قوات الجيش الشعبي في منطقة بور ان الجيش الشعبي يقوم بتنفيذ بنود اتفاقية السلام الذي وقع مؤخراً بين الحكومة والمعارضين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وبحسب قوله فان الجيش الشعبي ملتزم بتنفيذ الاتفاق حتى اذا لم ينفذ الطرف الآخر. وأعرب عن شكره وتقديره للقوات اليوغندية لوجودها لمدة سنتين في البلاد ووصفهم بالإخوة للجيش الشعبي، مضيفاً أن الفترة التي قضتها القوات اليوغندية في بور شهدت تعاونا مشتركا بين الجيشين خاصة على صعيد توفير الأمن للمواطنين في بور وحفظ السلام، وأكد جاهزية الجيش الشعبي لتقديم الدعم اللازم لدولة يوغندا لرد الجميل. كما أكد العميد موهانقا كاينغا قائد القوة العسكرية اليوغندية في جنوب السودان قبيل مغادرتهم جنوب السودان أن الجيش الشعبي أصبح قادرا على الدفاع عن أراضي جنوب السودان لذلك هم الآن بدأوا عمليات الانسحاب وفق بنود الاتفاق الذي وقع بين الطرفين، وان عملية الانسحاب تتم في ثلاث مراحل الأولى هي سحب المعدات من منطقة بور والثانية سحب القوات كلها وتمركزها في منطقة نسيتو وأخيراً الخروج من البلاد في الثلاثين من هذا الشهر بشكل نهائي. مشيرا إلى أن تسعة من القوات اليوغندية تم قتلهم وجرح آخرون أثناء الحرب، مضيفاً ان الدفعة الأولى من هذه القوات قد غادرت منذ يوم 13 أكتوبر وتجتمع في منطقة نسيتو بمدينة جوبا في انتظار مغادرتهم يوم 30 من هذا الشهر. وقال إنهم جاهزون في أي وقت آخر لمساعدة الجيش الشعبي في جنوب السودان متي طلب منهم ذلك، خاصة وان هذا الجيش لا يزال يحتاج للمساعدة على صعيد التدريب والتنظيم. ويعتقد موهانقا بأن منظمة إيقاد والمجتمع الدولي لابد ان يلعبوا دوراً في تأهيل الجيش الشعبي، ونتوقع أن ينفذ بنود إتفاق السلام من أجل استقرار جنوب السودان. وبحسب ناشط مدني فان خروج القوات اليوغندية يعتبر خطوة صحيحة اتخذتها الحكومة من أجل إبراز نواياها الطيبة لتطبيق اتفاق السلام، كما يؤكد جدية الجيش الشعبي في مساندة بنود اتفاق السلام كما جدد دعوته لأطراف الصراع البقية من أجل إتباع نفس النهج لتأكيد رغبتهم في إحلال السلام في البلاد كما أشار الناشط بأن خلو البلاد من القوات الأجنبية في حد ذاته يمثل سيادة كاملة للحكومة على أراضي الوطن، وفي نفس السياق يشير إلى ان مشاركة القوات اليوغندية كانت إيجابية في حفظ السلام في بور وانحاء من العاصمة جوبا ابان الأحداث العسكرية الأخيرة، كما ساعدت الجيش الشعبي الذي يحتاج الكثير من كسب الخبرات العسكرية في عقيدة الدفاع عن أراضيه والابتعاد عن القبيلة والسياسة الامر الذي يتطلب بذل الكثير من الجهود والتدريب من أجل التأهيل. وبحسب الكثيرين فإن دخول القوات اليوغندية في الصراع العسكري في البلاد كان قد أحدث جدلا واسعا على الصعيدين الداخلي والخارجي بين مؤيد ورافض لمشروع الاتفاق بين الحكومتين اليوغندية والجنوب سودانية.
تحديات الثروة الحيوانية
يواجه قطاع الثروة الحيوانية بمناطق متفرقة بولاية أعالى النيل بدولة جنوب السودان، تحديات كبيرة بسبب انتشار الأمراض وإنعدام الأدوية نتيجة لإنسحاب المنظمات العاملة في مجال الثروة الحيوانية بمناطق واسعة بأعالى جراء الصراعات بين طرفي النزاع في جنوب السودان. وقال مطر شو اطو سكرتير الأعلام بمقاطعة فشودة التي تسيطرة عليها قوات الجنرال جونسون ألونج أن مئات من رؤوس الماشية عرضة للنفوق بسبب إنتشار الأمراض المختلفة في ظل إنعدام كامل للأدوية البيطرية، وارجع سبب إنعدام الأدوية إلي إنسحاب المنظمات العاملة في مجال تعطيم وتوفير الأدوية للماشية، مؤكدا أن المنطقة شهدت توترات أمنية في الاشهر الفائتة مما أجبر المنظمات لإجلاء موظفيها. مطالبا المنظمات الأممية بالإسراع في توفير الأدوية البيطرية للحفاظ على قطاع الثروة الحيوانية بمنطقة فشودة. وفي السياق أكد دانيال يور أكيج وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة أعالى النيل ايضا من جانبه تفاقم أوضاع الثروة الحيوانية بمناطق متفرقة من أعالى النيل، وأوضح الوزير أن هنالك صعوبات تواجه قطاع الثروة الحيوانية بولاية أعالى النيل وذلك بسبب انتشار الأمراض المتفرقة وسط الماشية، مؤكدا انسحاب المنظمات العاملة في مجال الثروة الحيوانية نتجية للصراعات التي شهدتها أعالي النيل بين الحكومة ومعارضي جنوب السودان.
اختفاء مدينة
أجرى مراسل هئية الاذاعة البريطانية «BBC» تحقيقا صحفيا عن مدينة «ملكال» بولاية اعالى النيل وصف التقرير المدينة «ملكال.. المدينة التى اختفت في جنوب السودان. حيث تعرض التقرير بعد الاشتباكات والمعارك التى وقعت فيها بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
أسباب أمنية
أكد مسؤول بإدارة جامعة جوبا فضل حجب هويته لدواعي أمنية، أن مدير مركز دراسات السلام بالجامعة والأكاديمي المعروف دكتور لوكا بيونق تعرض لضغوطات أمنية وسط تهديدات بالإعتقال، أجبره لمغادرة جنوب السودان بعد أن قدم إستقالته الذي دعا إدارة الجامعة لتكليف دكتور لابيم مارو لإدارة المركز. وفي الاثناء رفض دكتور لوكا بيونق من جانبه نهاية الأسبوع الماضي التعليق على الخبر وذلك في إتصال هاتفي من مقر إقامته بأستراليا، هذا وزعم المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بدولة جنوب السودان السفير انتوني ويك، بأن رئاسة الجمهورية ليست لها علاقة باستقالة دكتور لوكا بيونق، وذلك في بيان تلقى راديو «تمازج» نسخة منه الأحد، بينما مدير جامعة جوبا البروفيسور جون افروت أكيج من جانبه هو الآخر، كما اشار في خطاب صادر من الجامعة بأن بيونق هو من طلب التنازل عن المنصب لدواعي تتعلق بأسرته، وكان مركز دراسات السلام قد نظم ندوة عقب قرار رئيس جمهورية جنوب السودان الأخير والقاضي بتقسيم البلاد إلي «28» ولاية بدلا من «10» تحدث فيه لفيف من السياسيين من بينهم زعيم المعارضة المدنية بجنوب السودان، دكتور لام أكول وآخرون إنتقدوا فيه القرار، مما دفع رئيس مجلس سلاطين الدينكا، أمبروس رينق للإنسحاب من الندوة بسبب الإنتقادات التي وجهت للرئيس سلفا كير ميارديت، واتهم فيه مدير مركز دراسات السلام لوكا بيونق بأنه يعمل ضد سياسات حكومة جنوب السودان.
بسبب المجاعة
كشف محافظ مقاطعة إكتوس بولاية شرق الإستوائية بدولة جنوب السودان، بيتر لوكينق، عن عبور المئات إلي معسكر كاكوما بدولة كينيا، هذا إلي جانب إرتفاع الوفيات نتيجة لتفاقم الأوضاع الإنسانية بإكتوس. وسط إنتقاد للحكومة الإتحادية بجنوب السودان لعدم الإعتراف بكارثية الأوضاع هناك،وقال المحافظ أن المنطقة تشهد أوضاعا كارثية بسبب انعدام الغذاء وذلك أجبر المئات للعبور إلي معسكر كاكوما بدولة كينيا بحثا عن الأمن الغذائي، مؤكدا وفاة «4» أشخاص نتيجة للجوع. هذا ووجه المحافظ انتقادات لاذعة لمسؤولين في الحكومة الإتحادية بجوبا بسبب تنكرهم للواقع الذي تعيشه المقاطعة، مضيفا أنهم لا يعرفون أوضاع الأهالي، وحذر من كارثية الأوضاع إذا ما إستمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن.
اعتقال اثنين بواراب
اعتقلت السلطات بولاية واراب اثنين من سلاطين مقاطعة تونج الشرقية التى شهدت اشتباكات دامية بين عشيرتى ريك و لواج بسبب خلاف على الارض بداية الشهر الجارى والتى راح ضحيتها العشرات، وكشف انجلو دينق عضو المجلس التشريعى بولاية واراب عن مقاطعة تونج الشرقية عن اعتقال السلطات الولائية للسلطان الوانق اجانق والسلطان كوال انقونق سلاطين قبيلتى ريك ولواج للتحقيق معهم حول الاحداث التى شهدتها المنطقة، وأرجع دينق سبب اعتقال السلطانين الى تبادلهم الافاظ غير الحميدة اثناء اجتماعهم مع محافظ تونج الشرقية واعتراضهم للمحافظ الذى دعاهم للاجتماع بشإن تسوية نزاع الارض بين القبيلتين، قبل اندلاع الاشتباكات بين القبيلتين، مؤكدا هدوء الأوضاع بالمنطقة.
دور الموساد
سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر تفاصيل حول دور جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة الموساد في تقسيم السودان، وطبيعة الدور الذي لعبته في تسليح جيش جنوب السودان، وكيف عمل رجل الموساد، دافيد بن عوزئيل، الذي اشتهر بلقب طرزان، في بناء القوة العسكرية والاقتصادية لجنوب السودان، وعرف هناك باسم الجنرال جون. ونشر موقع ميدا الإسرائيلي الكثير من تلك التفاصيل، التي وردت في كتاب طرزان الجديد، وقال إن إسرائيل نظرت إلى السودان الذي كان أكبر الدول الأفريقية، منذ زمن بعيد، على أنه يمثل أزمة شائكة، منذ أن سار على نهج الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، واستضاف قمة الخرطوم في أواخر أغسطس 1967، والتي سُميت بـقمة اللاءات الثلاث، وهي لا للسلام مع إسرائيل، ولا للاعتراف بإسرائيل، ولا للمفاوضات معها. ويقول الموقع إن الكثير من الإسرائيليين نظروا إلى السودان على أنه دولة عربية إسلامية، ولكنها حقيقة كانت تتكون من مجموعات عرقية مختلفة، وكان بها الملايين من غير العرب وغير المسلمين، مضيفا أنه تم الاتفاق على شطر السودان كما يتم شطر الفطيرة، بعد أن تم التوصل إلى نتيجة بأنه لا يمكن أن تستقيم الأمور في ظل وجود شمال عربي مسلم، وجنوب مسيحي. ويلفت الموقع الإسرائيلي، إلى أن الجنوبيين بدأوا في طلب المساعدة من إسرائيل منذ النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، وأنه في عهد رئيسة الحكومة الإسرائيلية، جولدا مائير، تقرر تقديم هذا الدعم للجنوبيين، مضيفا أنهم نجحوا بعد 4 عقود من الدعم الإسرائيلي في جذب الانتباه الغربي إلى قضيتهم، إلى أن تم التقسيم في يوليو 2011م. ويشير موقع ميدا الإسرائيلي إلى أن سفير جنوب السودان الأول لدى تل أبيب، روبين ماريال بنجامين، حين قدم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي، ريؤوفين ريفلين، في ديسمبر 2014، سلمه خطابا جاء فيه، لقد أقيم جنوب السودان بفضلكم، لقد ولد الجنوب بفضل دولة إسرائيل والجنرال جون. ويفسر الموقع ذلك بقوله، إن الجنرال جون المقصود هنا، هو رجل الموساد دافيد بن عوزئيل، الذي اشتهر بلقب طرزان، وكان قد بدأ حياته بسلاح المظليين، قبل أن يلتحق بالموساد، ويبدأ عمله في إثيوبيا ومناطق أخرى في القارة الأفريقية، ولعب دورا كبيرا في هجرة يهود الفلاش مورا، وهو من قام ببناء جيش جنوب السودان، وأشرف على تدريبه وتسليحه. وبحسب ميدا، فقد نشرت التفاصيل الكاملة لقصة طرزان في كتابه الجديد مهمة الموساد في جنوب السودان، مشيرا إلى أن ثمة 3 أسباب وراء توجه إسرائيل نحو دعم الجنوب حتى انفصاله، وأن أول هذه الأسباب تعزيز الدائرة الثانية التي بنتها إسرائيل حول الدول العربية، التي تشمل تركيا وإيران وإثيوبيا وكينيا، أما السبب الثاني هو منع الترابط بين وحدات الجيش السوداني بالجيش المصري. ويزعم الكتاب أن حركة الأنيانيا المتمردة، والتي تأسست خلال الحرب الأهلية السودانية الأولى، في الفترة من 1955 إلى 1972، تحولت إلى جيش قوي بفضل 3 من ضباط الموساد، وعلى رأسهم بن عوزئيل، الذي عمل مستشارا عسكريا وتنظيميا للمتمردين، وإيلي كوهين، الذي عمل مستشارا سياسيا، وتشارلي، الذي كان يتحدث اللهجة السودانية بطلاقة، مضيفا أن الـ3 طاروا إلى نيروبي عاصمة كينيا عام 1969، ومن هناك إلى كامبالا عاصمة أوغندا، ووصلوا إلى جنوب السودان، حيث التقوا اللواء جوزيف لاقو، قائد حركة الأنيانيا. ويروي كتاب طرزان، تفاصيل بناء جيش المتمردين الجنوبيين، والمساعدات العسكرية والتدريب الذي حصلوا عليه من إسرائيل، وكيف أخبر لاقو ضباط الموساد في اللقاء الأول، أن الجنوبيين يحتاجون السلاح احتياجهم للهواء، وأن كميات كبيرة من السلاح ستمكنهم من مواجهة العرب المسلمين، وكيف أن ضباط الموساد أقنعوه بأن عليهم، إلى جوار التسليح، العمل على تنمية مجال الزراعة والطب والتعليم، وأن الأمر أقنعه بالسير وراء رؤيتهم، معتبرا أن الجنوبيين واليهود يتشابهان في تعرضهم للإبادة والاضطهاد. ويسرد الكتاب الكثير من التفاصيل حول دور الموساد، ويحدد أن بن عوزئيل، درب الجنوبيين على كيفية بناء قوام الجيش وتقسيمه إلى وحدات وكتائب، وكميات السلاح التي يحتاجها، وكيف أنهم اصطحبوا لاقو إلى إسرائيل بعد ذلك، هناك حيث التقى جولدا مائير. وتوالى الدعم العسكري الإسرائيلي للجنوبيين، وتوجهت العديد من الوفود إلى هناك، وتم تزويد حركة الأنيانيا بأسلحة ومعدات عسكرية كثيرة، غالبيتها كانت قد سقطت في أيدي الجيش الإسرائيلي إبان حرب الأيام الستة عام 1967م. ويروي الكتاب الكثير من التفاصيل التي شهدتها السنوات التالية، وصولا إلى عام 2011، حين تم إعلان انفصال جنوب السودان، ويقول إن رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، الذي كان مقاتلا في حركة الأنيانيا المتمردة، يذكر جيدا الدعم الإسرائيلي طوال العقود الماضية، وأنه وجه دعوة رسمية لطرزان، لزيارة الجنوب بعد انفصاله، واستقبله استقبال الملوك، وأثنى على دوره في الانفصال، كما أرسل خطاباً إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يبلغه أنه اختار الجنرال جون ممثلاً شخصيًا له في إسرائيل.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. قديييييمة،وكما عرفناها في حينها(عهد قرنق ) وانكرها الرفاق!
    نعرف الآن ان لإسرائيل نفس التحالفات القائمة على كراهية العرب بالسودان[ان كان هناك عرب،لأن السوداني سوداني اصوله مختلطة ] مع بعض حركات التمرد،وتقوم هذه التحالفات
    على ما قامت عليه مع جنوب السودان! وسينكرها الكثيرون كما انكرها الرفاق سابقا ولكن الايام ستكشف ذاك بدون ورقة توت! يمكنك ان تخدع احيانا بعض الناس،،ولكن لايمكنك ان تخدع دائما كل الناس! تمهلوا وستسمعون وسترون.