(مستشفى النو) وأصحاب الركشات!!

أصدر معتمد الخرطوم الفريق “أحمد أبو شنب” مؤخراً قراراً منع بموجبه تحرك الركشات ليلاً، والهدف منه الممارسات التي يقوم بها أصحاب تلك الركشات ليلاً، والجميع يعلم سلبيات أصحاب الركشات والممارسات التي يقومون بها، وهي ظواهر يعلمها الجميع. والركشات حينما تصدق للعمل في الولاية الهدف منها أولاً مساعدة العاطلين عن العمل على إيجاد عمل لهم، ثانياً مساعدة أصحابها على توفير دخل ثابت شهري أو يومي.
ولكن الركشات أحياناً سلبياتها أكثر من فوائدها، اتصل عليَّ أحد المتضررين من تلك الركشات خاصة أمام بوابة (مستشفى النو) بأم درمان الذي يتوسط عدداً من الحارات بـ(مدينة الثورة)، اتصل يشكو من أصحاب الركشات الذين يشكلون كثافة كبيرة لدرجة أحياناً لا تجد عربات الإسعاف مخرجاً لنقل المرضى إلى داخل أو خارج المستشفى إلا عن طريق (النقالة)، وأصحاب تلك الركشات قابعون في أماكنهم لا يفسحون المجال لتلك السيارات بالدخول وكأنما المنطقة التي يقفون عليها حكر عليهم، ولا أحد يستطيع أن يزيحهم من منها حتى عربات الإسعاف التي تتطلب السرعة في الدخول أو الخروج من المستشفى.. وهذا الحال لم يكن قاصراً على (مستشفى النو)، ولكن نفس المنظر والمشاهد أمام مستشفى (أم درمان التعليمي)، فكمية من الركشات تقف أمام بوابتها ولا تسمح أيضاً للإسعاف بالدخول أو الخروج.
إن ظاهرة الركشات وتجمعها بكثافة أمام المستشفيات تحتاج إلى معالجة من الجهات المسؤولة، إما من معتمد كرري أو معتمد أم درمان، لأن هذا الوجود الكثيف وبهذه الطريقة العشوائية يشكل ظاهرة سالبة وكأنما الرزق وقف عند بوابة تلك المستشفيات فقط.
والركشات عنصر مساعد في تخفيف أزمة المواصلات، ولكن أصحابها أصبحوا يستغلون المواطنين برفع قيمة المشوار أضعاف ما كان عليه، وأصبح صاحب كل ركشة له سعره الخاص، إذا لم تتفق معه فعليك أن تتحمل كل ما يبدر منه من سوء المعاملة ورفع الصوت والسعر الذي يطلبه منك، فإما أن ترضى بما يقوله لك وإما أن تسمع ما لا يرضيك.
لذا فإن الجهات المسؤولة ينبغي أن تضع حداً لصغار قائدي الركشات مع تحديد خطوطها وأعمار سائقيها.. أما إذا تركت شيئاً بداخلها فما عليك إلا أن تتعوض الله فيما تركت.
وقد كانت لي تجربة مع أحدهم، ولم أتوقع أن يصل الحال بأولئك الشباب إلى أن يسطو على مال الغير جهاراً نهاراً، مما جعلتني أكون حذراً في التعامل معهم أولاً في الاتفاق قبل بداية المشوار، وثانياً ألا أترك أي غرض داخلها، لأن أحدهم سبق أن أخذ كل الأغراض التي تركتها بداخلها، حينما طلبت منه التوقف لشراء خبز قبل مواصلة المشوار، ولكن حينما نزلت هرب بكل ما تركته بداخلها، لذلك اعتقدت أن الجميع سيء رغم أن كل مهنة فيها الصالح والطالح، ولكن الطالح أحياناً يفسد على الآخرين الصورة الجميلة التي تزينهم، فهل تتخذ (مستشفى النو) قراراً بإبعاد أصحاب الركشات من الوقوف أمام بوابتها، أم ستكون هناك وسيلة أخرى لتنظيم وقوفهم؟.

Exit mobile version