الطاهر ساتي

لم تكن هناك رؤية ..!!


:: على سبيل المثال، إعترض الأخ حيدر خير الله على نقل المشرحة من مستشفى الخرطوم إلى مستشفى بشائر، ثم أضاف مداعباً : ( الميت لحد ما يصل هناك بيتعذب مرتين)، فضحك الجميع، ورد عليه وزير الصحة بالخرطوم : ( توقعتك تطالب بمشرحة في كل محلية حتى لا يحدث زحام في بشائر، ولا معنى لوجود مشرحة في مستشفى مرجعي)..فاللقاء الصحفي بمستشفى حاج الصافي بالخرطوم بحري، والذي تناوب فيه بالرد على أسئلة الزملاء والي الخرطوم و وزير الصحة كان مفيداً، بحيث لم يًكن (سؤال مقابل إجابة)، بقدر ما كان تلاقي و تقاطع آراء..وكان الوالي يكررعبارة إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية عندما ترتفع درجة حرارة ( الآراء)..!!
:: وهناك علمنا – بالشوف وليس بالسمع – عن سر إختيار الهلال الأحمر مستشفى حاج الصافي مكاناً لعلاج أفواج جرحى حرب اليمن .. هذا المرفق نموذج مثالي لما يجب أن يكون عليه حال كل مشافي السودان ..فالنظافة تلفت الأنظار والعقول، والنظام المتبع في الطوارئ وغيرها من الأقسام في غاية الدقة ..ورغم الزحام تشعر برضى المريض والمرافق.. والعنابر و الغرف أجمل وأنظف من غرف بعض (المشافي الخاصة)..ومستر علاء الدين يس إستشاري الجراحة العامة هو المدير العام لهذا المرفق، و بصمته الإدارية الناجحة كانت من محاور حديث الزملاء.. فالإدارة – وليس الطبيب والجهاز والمال – هي الأزمة الكبرى بمشافي السودان..وما لم تتم ترقية الإدارة إلى مستوى المسؤولية، فلن تنهض المشافي و المراكز ولو أنفقت عليها الدولة مال قارون وإستقطبت لها من الكوادر أبقراط و إبن سيناء و الرازي ..!!
:: ومن آراء اللقاء تشكلت القضية .. فالقضية لم تعد نقل مشرحة أو قسم من مستشفى الخرطوم إلى مشافي أخرى.. ولكن هي أهمية توفير الطوارئ وخدمات الرعاية الأولية والثانوية بكل محليات الخرطوم ووحداتها الإدارية، وبعد ذلك ليس هناك ما يمنع تحويل مستشفى الخرطوم – وغيره من مشافي وسط الخرطوم و بحري وأمدرمان – مرجعياً في إستقبال الحالات التي يستعصى علاجها بطوارئ ومراكز ومشافي المحليات والوحدات الإدارية..توفير الخدمات في المحليات والوحدات والأحياء بمختلف مستويات الخارطة الصحية (العلمية)، هو الأهم و الأجدر بمتابعة الإعلام ..هكذا أصبحت زاوية النظر للقضية.. وهي (نظرة كلية) وليست (جزئية) أو ( سطحية) من شاكلة (جففوها وشلعوها)..!!
:: وفي الدول التي تحترم مرضاها، فالأم لاتذهب بطفلها مباشرة إلى المستشفى حين يصاب بداء ما، ولكن تذهب به إلى أقرب طوارئ أو مركز صحي..وبعد ذلك، يقرر المركز علاج الطفل أو تحويله إلى المستشفى.. ولكن هنا في السودان، موطن الغرائب، كل أطفال الخرطوم كانوا يتزاحمون في طوارئ إبن عوف على سبيل المثال، فترقد فئة منهم في عنابر المستشفى ثم يعود السواد الأعظم إلى ديارهم وهم يحملون (بنسلين شراب)..ولو كنا من الذين يرسمون وينفذون الخارطة الصحية بمهنية وعلمية، لما تكبد السواد الأعظم العائد مشاق الحضور إلى ابن عوف، بل لتم علاجهم بأقرب طوارئ ومراكز تجاور ديارهم..!!
:: لم تكن هناك رؤية تصطحب مستويات الهرم العلاجي، بل كانت النظرية سودانية بحيث يقول حالها الراهن ( كدسوها )..أي جمع كل الحالات المرضية من كل ولايات السودان وأطراف الخرطوم في ( مكان واحد)، ثم يصبح هذا المكان من الثوابت الوطنية ..!!


تعليق واحد

  1. اها اخبار الدقيق والقمح والخبز شنو
    اسامة داؤود ما اداك حاجة