عالمية

الولايات المتحدة تعترف لإيران بدور “صانعة سلام”

كتب إ. سوبوتين مقالا في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” عن زيارة ترامب إلى إسرائيل، وتصريحات الرئيس الأمريكي بشأن نظرة الرياض الإيجابية إلى تل أبيب.

كتب إيغور سوبوتين:

صرح الرئيس الأمريكي، خلال زيارته إلى إسرائيل، بأن موقف العالم العربي تغير من إسرائيل بسبب “الخطر الإيراني” (أي أن إيران أصبحت صانعة سلام بين العرب وإسرائيل من دون أن تدري!).

وكان ترامب، الذي التقى نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قد وعد بتسوية النزاع العربي–الإسرائيلي خلال فترة قصيرة.

الرئيس الأمريكي بين نظيره الإسرائيلي ورئيس حكومة إسرائيل

من جانبه، نوه نتانياهو في كلمته، التي ألقاها في مطار بن غوريون خلال مراسم استقبال الرئيس الأمريكي، بالأهمية التاريخية لزيارة ترامب؛ معربا عن ثقته بأن “التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة سوف يتوسع ويقوى تحت قيادتكم”. كما أشار إلى موافقته التامة على مضمون خطاب ترامب في قمة الرياض: “لقد دعوتم جميع البلدان إلى طرد الإرهابيين والمتطرفين. ودعوتم القوى المتحضرة إلى الوقوف بوجه البرابرة… سيدي الرئيس! هذا ما تفعله إسرائيل على مدى 69 سنة”.

ولم تغب إيران عن بال ترامب. فبعد انتهاء اجتماعه بنظيره الإسرائيلي، أشار إلى أن تصرفات السلطات الإيرانية “حولت وجهة العديد من أجزاء الشرق الأوسط نحو إسرائيل”. وأضاف أن هناك في المملكة السعودية “شعورا جيدا تجاه الدولة اليهودية”. وهذا برأيه أمر جيد؛ مشيرا إلى أن كل فرصة تخلق إمكانية. هذا على الرغم من أن الخبراء يشيرون إلى أن تقارب العرب وإسرائيل على خلفية مواجهة إيران بدأت قبل تصريحات ترامب بزمن.

بيد أن طموحات ترامب لم تقتصر على محاربة الإرهاب، فقد سبق أن أعلن عن نيته الإسراع بتسوية النزاع العربي–الإسرائيلي. لكن ممثل فلسطين السابق في المفاوضات مع إسرائيل محمد أشتية يسأل: “هل بمقدور ترامب وضع شروط أمام نتانياهو تمنعه من بناء المستوطنات؟ أعتقد أن هذا سيكون اختبارا حقيقيا”، بحسب قناة “الجزيرة”.

من جانبهم، لا يستبعد الخبراء استئناف المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية.

تقول كبيرة الباحثين العلميين في معهد الاستشراق إرينا زفياغلسكايا إن “محمود عباس زار واشنطن، وبعد ذلك أُجريت اتصالات بنتانياهو. وأكثر من هذا، أعلن عن تقدم ما. وقد أعلنت عدة بلدان عربية من بينها المملكة السعودية أنه حتى إذا لم تتم تسوية القضية الفلسطينية بصورة نهائية، فمن الممكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل في بعض الاتجاهات. أي يمكن في جميع الأحوال إطلاق هذه العملية. فهل سيفعل ترامب هذا، أم سيتم هذا بالاشتراك مع روسيا، وهذا ليس مهما. المهم، عدم وضوح النتائج التي ستتمخض عنها هذه المفاوضات”.

وتضيف زفياغلسكايا أن تسوية المسائل الهامشية قد تمت، وبقيت مسائل “الوضع القانوني. وهذا مرتبط بالقدس، المهاجرين، المستوطنات، الأراضي والحدود. وهذه هي المشكلات الأساسية التي لن تحل بسهولة، على الرغم من إعلان ترامب أن 12 شهرا تكفي لتسويتها، ولكنني أشك في ذلك”.

روسيا اليوم