يصل سعره في أحايين إلى 1800 جنيه تجارة المراكيب .. سوق كبير ينتظر الانتعاش مقبل الأيام
مع اقتراب عيد الفطر المبارك تنتعش تجارة المراكيب في السودان بصورة لافتة ويشكل ذلك سوقاً كبيراً للتجار الذين يقولون إنهم ورثوا هذه المهنة عن آبائهم الذين ورثوها بدورهم عن آخرين ويصل سعر المركوب في أحايين كثيرة إلى 1800 جنيهٍ.
ويصنع المركوب من عدة جلود منها جلد “الأصلة” نوع من أنواع الثعابين وجلد الضأن وجلد الأبقار والتيس”ذكر الماعز” والورل والنوامة “جلد دبيب كاميرونى” وجلد الكوبرا وجلد كديس الخلاء بجانب جلد الفهد والنمر مع وجود بعض الجلود التي دخلت حديثاً في صناعة المراكيب مثل فرو جلد الأرنب والتيس الجبلي خاصة في صناعة الأحذية النسائية.
وأثر انفصال جنوب السودان في العام 2011م على مبيعات المراكيب التي تصنع من الجلود في السودان واعتبر مراقبون أن هناك جلوداً تأتي من جنوب السودان “الأصلة” وتباع في السوق السوداني من دون رسوم أو جمارك تسهم في خفض أسعار مراكيب “الأصلة”.”
ويباع سعر مركوب “الأصلة” في السوق بحوالى 150-200 جنيه فيما تصل أسعار مركوب النمر ما بين 1500 – 1800 جنيه ومركوب الدبيب “الثعبان” 300-350 جنيهاً.
ويقول التاجر محمد بابكر إسماعيل إن أفضل أنواع المراكيب هي المسماة بالنمر وهو مركوب ذو جودة عالية وعليه طلب كبير رغم سعره المرتفع، ولكنه ممنوع من قبل سلطات الحياة البرية نظراً لتحريم ومنع صيد الحيوانات البرية.
ويبحث معظم السودانيين خلال الأعياد على جودة صنع المركوب وتتجه غالبية الأنظار إلى مركوب “الجنينة” وتتعدد أنواع مركوب الجنينة “نمرة واحد” يتراوح سعره بين 100-200 جنيه نمرة اثنين مركوب الجنينة “بربل” التي تشكل أرضية له يتراوح سعره بين 50-60 جنيهاً.
ومكونات مركوب الجنينة “القرفة” جلد “التيس” إضافة إلى جلد الضأن وقربة قديمة يطلق عليها. وبرغم أن المركوب قد تطور بفضل الدباغة الحديثة في صناعة الجلود إلا أنه مازال يحتفظ بتصنيعه اليدوي.
وعن كيفية صناعة المركوب يقول محمد بابكر أولا نفصل الجلد ونبدأ بتقطيعه وفقاً للمقاس ومن ثم تجهيز الأرضية التي دائما ما تكون من الجلد الخام ثم خياطة الحذاء يدوياً وشده في القالب حتى يأخذ شكله النهائي وكل هذه العملية تتم يدوياً. ولعبت المشاركات الخارجية في المعارض الدولية دوراً كبيراً في إبراز قيمة المركوب السوداني واكتسب شهرةعالمية وأصبح يطلب من أجناس غير سودانية. وتأتي غالبية جلود الزواحف من منطقة جنوب النيل الأزرق في الحدود مع دولة إثيوبيا بجانب الجلود المحلية والمستوردة القادمة من بعض الدول.
ويعد سوق الحرفيين في مدينة أم درمان من أقدم الأسواق المختصة بصناعة المراكيب.
ويقول مختصون إن السوق مهدد بالزوال عقب تغيير أذواق البعض وباتوا يفضلون الأحذية المستوردة التي بدأت تملأ السوق السوداني بأسعار رخيصة، إلا أن الخبير في مجال الجلود ياسين الباقر يضيف بالقول إن من مهددات السوق القوانين المشددة في صيد التماسيح والثعابين التي يتهددها الانقراض.
ولكن حرفيي سوق مدينة أم درمان بدأوا في مقاومة تلك المتغيرات بأن يقوموا بتصنيع الأحذية من جلود الأبقار ويضعون عليها نقاطاً سوداء ليصبح شكلها مشابهاً لجلد النمر خاصة وأن أحذية جلود النمر مازال الإقبال عليها كبيراً من قبل كبار التجار.
ويعتقد كثيرون أن سوق الحرفيين في مدينة أم درمان أصبح جزءاً من التراث السوداني في صناعة الجلود بصورة عامة وتشكل منتجاته رافداً للمحلات الكبيرة وسوقا رائجة يقصدها السواح.
الخرطوم: عاصم إسماعيل
صحيفة الصيحة