تفاقم أزمة الخبز بالخرطوم.. والمواطنون يتخوفون من استمرارها !

تفاقم أزمة الخبز بالخرطوم..
والمواطنون يتخوفون من استمرارها !
*مواطنون: نعاني في الحصول على الخبز..
*أصحاب مخابز: الأزمة بسبب تقليص حصص الدقيق..
*مواطن: لا يمكننا شراء كمية تكفينا من الرغيف والمخابز ترفض إعطاءنا رغيف بأكثر من 5 جنيهات..
* صاحب مخبز: اتحاد المخابز لم يتدخل لحل الأزمة
عضو بالاتحاد: نتوقع انفراج الأزمة بعد تسليم الحصص كاملة للمخابز يوم الخميس الماضي..

تشهد أحياء واسعة بولاية الخرطوم أزمة في الخبز استمرت لأكثر من أسبوع في بعض المناطق ورصدت (الجريدة) عددا من شكاوى المواطنين من انعدام الخبز. ويواجه المواطنون بمناطق شرق النيل وسوبا وجبرة وأحياء أخرى يواجهون صعوبات في الحصول على الخبز من الأفران ورجعت الصفوف أمام المخابز. وارجع أصحاب المخابز أزمة الدقيق التي تشهدها ولاية الخرطوم لتقليص حصص الدقيق من شركة سيقا.

وكشف مواطنون بالخرطوم بحري، عن انتظام الصفوف أمام المخابز فيما أغلقت بعض المخابز أبوابها لعدم وجود دقيق.
وانتقد مواطنون بمناطق الحاج يوسف وجبرة عدم اتخاذ اتحاد المخابز أية إجراءات لتخفيف الأزمة التي بدأت في تصاعد وطالبوا الدولة بضرورة توفير الخبز كحد أدنى من المتطلبات التي يجب توفيرها. ولفت المواطنون إلى أن الأزمة ببعض مناطق شرق النيل دخلت يومها السابع. وشدد المواطنون على ضرورة وضع المعالجات التي توفر انسياب الدقيق للمخابز.

عودة الصفوف
وكانت (الجريدة) قد نشرت في الأيام السابقة شكوى من أصحاب مخابز بولاية الخرطوم ضد قرار تخفيض حصص الدقيق المخصصة لهم في اليوم من (15) جوالاً للمخبز إلى جوال واحد، الأمر الذي خلق أزمة في توفر الخبز وأدى لعودة الصفوف أمام المخابز، فيما توقعوا وصول سعر الرغيفة الواحدة إلى جنيه.
وذكر محمد جبران، وهو صاحب مخبز بحي جبرة، أنه قد طرأت زيادة أخرى في أسعار مدخلات صناعة الخبز مثل الخميرة التي قال إن سعرها قد وصل إلى (725) جنيهاً بينما وصلت جركانة الزيت عبوة (36) رطل، إلى (500) جنيهاً، ووصل جوال الأكياس الخاصة بتعبئة الخبز إلى (600) جنيهاً.
وتوقع عدد من أصحاب المخابز تحدثوا لـ(الجريدة) أن يصل سعر الرغيفة الواحدة إلى جنيه، بسبب الزيادة التي وصفوها بالجنونية في أسعار مضافات الخبز من محسنات وغيرها.
واشار أصحاب المخابز إلى أن الجهات المسئولة عن توفير الدقيق توفر فقط جوال من الذرة المخلوط بالقمح لكل مخبز.
وفي السياق عبر مواطنون عن معاناتهم من أجل الحصول على الخبز. وقال أحمد حمزة، وهو من سكان الحلة الجديدة، إنه قد اضطر للتردد على المخبز عدة مرات في المساء حتى يتمكن من الحصول على حاجته من الخبز لم يجده في المرات الأولى بسبب نفاد الكمية، لكن تمكن بصعوبة من الحصول على ربع حاجته بعد الوقوف في صف طويل.

انعدام الدقيق
وشكا مواطنون بنمطقة سوبا شرق من أزمة في الخبز بكل المنطقة ولفتوا إلى عودة الصفوف وأشاروا إلى أن أصحاب المخابز أفادوهم بانعدام الدقيق. وقال مواطنون لـ(الجريدة) إنهم يذهبون إلى شراء الخبز بعد الفجر مباشرة لأنهم لا يحصلون على الخبز إلا في هذا التوقيت.

تقليص الحصة
وكشف مواطنون بمنطقة الكلاكلة شرق عن معاناتهم في الحصول على الخبز وأشاروا إلى أن أصحاب البقالات أفادوهم بأن الأزمة بسبب انعدام حصة الدقيق وأن المخابز أصبحت لا تعطيهم الكميات التي يطلبونها وأن من كانت حصته 1000 من (الرغيف) أصبحت (500) رغيفة، وأضافوا أن أصحاب المخابز أفادوهم بأن الأزمة بسبب وجود أزمة بالدقيق لا يعلمون متى ستنتهي، واشتكى مواطنون من الزحمة بالمخابز وقالوا لـ(الجريدة) إن أصحاب الأفران يحرمونهم من الشراء بمبالغ تزيد عن الـ5 جنيهات.

انفراج الأزمة
وكشف أصحاب المخابز عن أسباب أزمة الخبز بالولاية وأشاروا إلى أن الأزمة حدثت بسبب تقليص حصة الدقيق. وقال محمد جبران لـ(الجريدة) إن الأزمة حدثت بسبب تقليص حصص الدقيق، وأضاف أن المخابز التي كانت حصتها 4 جوالات دقيق أصبحت حصتها جوالا واحدا وأشار إلى أن تقليص الحصص جاء من شركة سيقاف حسب سياسات الشركة وكشف عن عدم تدخل اتحاد المخابز لحل الأزمة وتوقع انفراج الأزمة بعد رجوع الحصص السابقة للمخابز. ولفت عدد من أصحاب المخابز إلى أن الفوضى التي تشهدها المخابز ترجع إلى أن جميع مخابز الولاية تم تقليص حصصها من الدقيق إلى مستوى لا يصلح أن يتم العمل به خاصة أنهم في الوضع الحالي يعملون بالخسارة.

تمدد الأزمة
يبدو أن أزمة الدقيق تسبب في ربكة استعصى على الاتحاد والحكومة تداركها وامتدت الأزمة من الخرطوم إلى مناطق واسعة بالسودان حيث تشهد ولايات الشمالية والقضارف والخرطوم أزمة خبز حادة وعلى الرغم من أن النائب البرلماني المستقل عن دائرة الفشقة مبارك النور قد كشف عن أزمة خبز تعيشها ولاية القضارف إلا أن الأزمة لا زالت مستمرة.
ودخلت مناطق جديدة حيث تعاني مناطق بمحلية الدبة ومحلية مروي بالشمالية من انعدام تام للخبز وتواجه مدينة مروي أزمة خبز حادة منذ أكثر من شهر وتفاقمت الأزمة هذه الأيام بسبب ندرة في دقيق الخبز. وشكا مواطنون لخرطوم بوست من معاناتهم في الحصول على الخبز، وقال المواطن تاج الدين عثمان إن السلطات الامنية بالمحلية احتكر دقيق الخبز الذي يأتي من العاصمة ويقوم بتوزيعه عبر مناديب إلى القرى والمدن الأخرى، وأضاف أن معظم المخابز بمدينة مروي تشهد زحاما شديدا وعادت صفوف الخبز التي اختفت منذ التسعينيات.

تحكم الشركات
ويشير مراقبون إلى أن قضية الخبز استعصت على الحكومة خاصة أنه كثر الحديث عن مواصفات الخبز ومدى الالتزام بها وأشاروا إلى انعدام الرقابة على المخابز فضلا عن عدم وضع أسس ثابتة لتوزيع الحصص وإلزام الشركة التي تقوم بامداد المخابز بالدقيق بتوفير الحصص وتساءلوا عن كيفية تقليص الحصص وهل الشركة هي التي تقوم بالتحكم في الحصص مما يعني أن الشركة هي التي تتحكم في الأزمة وانفراجها بغض النظر عن الدور الحكومي ودور اتحاد المخابز في ذلك وشددوا على ضرورة تدخل الدولة ووضع ضوابط على الشركات حتى لا تحدث أزمات مفتعلة.

مزايدات في الخبز
وأرجع خبراء أزمة الدقيق إلى تعثر استيراد الدقيق واعتبروا أن محاولة خلق أزمة في الوقت الحالي، قد يكون مقدمة لزيادة أسعار الخبز وأشار الخبير الاقتصادي كمال كرار في تصريحات سابقة إلى فشل المخزون الاستراتيجي في توفير كميات كافية من القمح، وقال: على الحكومة أن تتحمل مسؤولية الاستيراد بكميات كافية لتغطية فشل المخزون، وسد حاجة المواطن، ويشير الخبراء إلى أن سلعة الدقيق من السلع المهمة التي لا تخضع للمزايدات والمضاربات.

بيروقراطية الإجراءات
(الجريدة) أجرت اتصالا برئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم التجاني اودون، لسؤاله عن أزمة الخبز بالولاية ودور اللجنة في حل الأزمة الراهنة، خاصة انه في تصريحات سابقة أرجع الأزمة إلى بيروقراطية الإجراءات في تسليم حصص الدقيق، بالإضافة إلى خضوع بعض خطوط المطاحن للصيانة، وكشف أن الولاية توزع 48 ألف جوال يومياً.
وأشار أودون إلى أن حكومة الولاية قريبة جداً من ملف توفير الدقيق لحساسيته، وأقر بوجود سوق أسود للدقيق من بعض العاملين في مجال الخبز، وقال (لا نريد أن نتهم شخصاً)، إلا أنه اعتذر عن التصريح ووعد بالرجوع إلينا حال انتهائه من بعض الأعمال.

عدم رد المخابز
اتحاد المخابز باعتباره المسؤول عن المخابز بالولاية وتوفير حصص الدقيق إلا أن الأمين العام لاتحاد المخابز بدر الدين الجلال لم يستجب لاتصالات (الجريدة) المتكررة.

الخرطوم: عازة أبوعوف
صحيفة الجريدة

Exit mobile version