تحقيقات وتقارير

موسى هلال .. زعيم في قبضة السلطات


كسرت قوات الدعم السريع حاجز معقل رئيس مجلس الصحوة الثوري زعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال بمنطقة (مستريحة) بولاية شمال دارفور، بعد أن ظلت تحاصره من كافة الاتجاهات لفترة طويلة، خلال حملة واسعة قادتها القوات لجمع السلاح في مرحلته الثانية، مستريحة استعصت على السلطات، خاصة بعد إعلان الحكومة لعملية جمع السلاح، والتي رفضها هلال صراحةً، وفرضت قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد مواجهات دامية، أدت إلى احتساب الجانبين لعدد من أقرباء أولاد العم موسى هلال، وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي)، ولم تكتف قوات الأخير بالسيطرة على المنطقة فقط، بل اعتقلت زعيم قبيلة المحاميد هلال وثلاثة من أبنائه، وتم نقلهم إلى الخرطوم

أصل الخلاف
الشاهد أن المواجهة بين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي) ورئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال، كانت متوقعة، خاصة وان أصل الخلاف بين أبناء العمومه، عندما رفض الأخير قرار دمج قوات حرس الحدود مع الدعم السريع، القرار أصدرته وزارة الدفاع بإيعاذ من رئاسة الجمهورية.. بعدها توالت الخلافات حيث اتهم حميدتي هلال، بإيواء مرتزقة من المعارضة التشادية داخل الأراضي السودانية، واستخدامهم في الحرب إلى جانب المتمردين في مواجهة الحكومة، وقال وقتها حميدتي في بيان مغتضب أن قوات المعارضة التشادية موجودة في منطقة (فونو) القريبة من مكان إقامة موسى هلال، في محافظة كتم بولاية شمال دارفور.

وفي المقابل رفع هلال من وتيرة خلافه مع حميدتي، وصعّد من النبرة العدائية مع الحكومة، وأعلن جاهزيته للحرب، مؤكداً أنه لن يسكت على الزج بأبنائهم كمرتزقة في الحروب من أجل المال، وقال هلال في تسجيل صوتي، إن الحكومة تخلت عنهم بعد أن حصدت ثمار ما غرسوه من بسط الأمن في دارفور، وما زاد من وتيرة الخلاف بين أبناء العمومة، عملية جمع السلاح الأخيرة، بعد أن رفض هلال صراحة التجاوب مع تلك الحملة، كما اعترض على أن تتولى قوات الدعم السريع مهمة نزع السلاح، في وقت أكدت الحكومة تمسكها بجمع أسلحة المليشيات والقبائل، وشددت على أهمية حصر امتلاك الأسلحة بشتى أنواعها لدى القوات النظامية الرسمية، وهو الأمر الذي عارضه هلال، الذي ظل يؤكد على الدوام بأن الخلاف موجود في تصريحاته وتسجيلاته الصوتية، إلا ان حميدتي دائماً ما يوصد الباب أمام أي حديث عن وجود خلاف يقود إلى حرب دامية بينه وابن عمه، وفي مؤتمره الصحفي الأخير أكد قائد قوات الدعم السريع إنهم لن يدخلوا في أي مواجهات مع موسى هلال، بينما كان الأخير سبقه الى الإعلان عن استعداده لمواجهة أي حملة تشن عليه لنزع أسلحة قواته حرس الحدود.

تفاصيل ما حدث
وقبل أيام قلائل، توعد قائد متحركات قوات الدعم السريع في دارفور العميد عبد الرحيم جمعة دقلو، المتفلتين بملاحقتهم في كل مكان بدارفور، وأمهلهم 48 ساعة لتسليم أنفسهم وسلاحهم أو ستطالهم يد قوات الدعم السريع .
وبعدها بيومين، اعتدى متفلتون بالقرب من منطقة (مستريحة) على سيارتين للدعم السريع تحملان متفلتين تم القبض عليهما، وأثناء ترحيلهم من كبكابية إلى الفاشر، وقعت في كمين نصبه لهم المتفلتون، وتم تدمير عربة عسكرية ونجت العربة الأخرى، وأعلنت قوات الدعم السريع، على لسان ناطقها الرسمي العقيد عبد الرحمن الجعلي، أن القوات احتسبت قائد متحرك حمدان السميح العميد عبد الرحيم جمعة وتسعة من الشهداء في هذا الهجوم، وتم القضاء على بعض المتفلتين وأسر عدد منهم، وقال الجعلي إن القوات ظلت تطارد وتلاحق المتفلتين والمجرمين في إطار حملة جمع السلاح، وأنها تقوم بواجبها الوطني.
هذه الأحداث تسببت في وقوع معارك بين قوات الدعم السريع، وقوات هلال، أسفرت عن فرض قوات حميدتي سيطرتها على (مستريحة) واعتقال زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال، وثلاثة من أبنائه .

تأكيد الحادثة
وفي وقت مبكر من أمس ضجت الأسافير بأنباء عن اعتقال هلال، الأنباء اختلف المراقبون حول صحتها من عدمه، وما زاد من الضجة حول الأمر إعلان قوات الدعم السريع لمؤتمر صحفي عاجل عند الساعة الحادية عشرة صباحاً في المطار العسكري بالقيادة العامة، تزامناً مع وصول المعتقلين، لتوضح ما تم نقله عن المعركة والقبض على هلال، ولكن تفاجأ الصحفيون بعد أن وطئت أقدامهم أمام الباب الرئيسي للمطار الحربي بعدم إخطار الجهات المختصة بإدخال الصحفيين، بعدها علمنا بأن المؤتمر تم تأجيله إلى وقت غير معلوم .
ولم يمر الوقت طويلاً، إلا وقطع وزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق ركن علي محمد سالم، الشك باليقين، مؤكداً اعتقال موسى هلال رئيس مجلس الصحوة وابنه حبيب، مضيفاً أنه سيتم ترحيلهما إلى الفاشر، ثم إلى الخرطوم، وأكد في تصريحات صحفية بالبرلمان، استقرار الأوضاع الأمنية بمنطقة مستريحة عقب اشتباكات تعرضت لها يوم أمس في إطار خطة جمع السلاح في دارفور، مبيناً أنه ليس هناك خسائر وسط المواطنين، وقال إن الأحداث نتجت أثناء تحرك قوة من قوات الدعم السريع تحمل بعض المتفلتين إلى الفاشر بعربتين .

استقرار مستريحة
وعلى الفور أعلن الفريق قائد قوات الدعم السريع حميدتي عن وصول موسى هلال إلى الخرطوم، وتسليمه للسلطات المختصة، بعد أن تم القبض عليه خلال المواجهات التي حدثت بمنطقة مستريحة بولاية شمال دارفور، وقال حميدتي لـ(سونا ) إنه تم القبض على هلال وعدد من معاونيه وثلاثة من أبنائه المتورطين في الأحداث، مؤكداً استشهاد العميد عبد الرحيم جمعه عبد الرحيم وعدد من أفراد قوات الدعم السريع خلال المواجهات، واتهم حميدتي هلال بضلوعه في مؤامرة ذات أبعاد خارجية ضد السودان، لافتاً إلى أنه تم القاء القبض على شخص يحمل جنسية أجنبية ضمن مجموعة موسى، ويمتلك أجهزة اتصالات متطورة ما يؤكد مشاركة أطراف أجنبية في زعزعة الأمن والاستقرار في دارفور، وأكد دقلو مضي الدولة في مشروع جمع السلاح وحسم المتفلتين والمتربصين بأمن البلاد، وأشار حميدتي إلى أن الأوضاع في مستريحة الآن مستقرة وتحت السيطرة تماماً، و أن قوات الدعم السريع ماضية في تنفيذ واجباتها المكلفة بها .

توجيهات عليا
ورشحت أنباء أمس، عقب وصول موسى هلال إلى الخرطوم، عن صدور توجيهات عليا، بعدم معاملته معاملة الأسرى، ونقله إلى منزله بأركويت، تحت الإقامة الجبرية، ريثما يتم التفاوض معه لحل الخلافات.

تقرير: جاد الرب عبيد
اخر لحظة


تعليق واحد

  1. هلال لم يصدر اوامر بالاشتباك مع قوات الدعم السريع كما انه استجاب لطلبهم بملاحقة المتفلتين اللذين تدعى قوات الدعم السريع انهم دخلوا الى مستريحة .ما حدث فى مستريحة عبارة عن تصرف طائش ومتهور قام به اشخاص معينين ومعروفين من غير موافقة هلال.حيث ان هلال كان فى سرادق عزاء والدته فى ذلك الوقت ومعه جمع من الناس العزل .كماان هلال كان قبل ذلك يقوم بمشاورات مع الحكومة من أجل ضم قوات حرص الحدود وقوات الدعم السريع .. عشان ما تخمونا ساى