مَن قتل (سامر)؟!

* ليس غريبا ان يٌقتل شاب لسبب تافه على أيدى مجرمين سفاحين تطلق عليهم الدولة اسم (الشرطة)، وتسبغ عليهم الحصانة القانونية لممارسة أبشع الجرائم والهروب من العقاب، فإذا كان رئيس الدولة نفسه قد اعترف بأنهم سفكوا دماء أهل دارفور لأتفه الأسباب لا تستحق أن يُذبح بسببها خروف دعك من إنسان، واستشهد بالحديث النبوى (إن زوال الكعبة أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة)، ورغم ذلك لا يزال طليقا، بل ورئيسا للبلاد منذ ثلاثين عاما، ويأمل فى ثلاثين عاما أخرى، فكيف نستغرب أن ترتكب جنده يوم عشرات الجرائم، ومنها جريمة قتل هذا الشاب البرئ بتهمة الجلوس مع (فتاة) فى عربة مظللة؟!
* لنفرض أنه كان يجلس مع فتاة فى عربة مظللة، أو حتى كان يمارس فعلا فاضحا ــ حسب مزاعم الشرطة ــ وعندما ضبطته متلبسا، فر هاربا، فهل يعنى ذلك مطاردته وتعريض حياته وحياة آخرين للخطر، ثم إطلاق كمية من الأعيرة النارية عليه وإرداءه قتيلا؟!

* إنه النهج الرسمى للنظام الحاكم، الذى جاء بمليشيات أغدق عليها الأموال الطائلة لحمايته وارتكاب أبشع الجرائم ضد المواطنين كما حدث فى سبتمبر 2013، وكما يحدث الآن فى مختلف بقاع السودان، مما تسجله مواقع الميديا كل يوم!!

* كما جاء بمجرمين فاقدى دين واخلاق وتربية، يطلقهم كالكلاب المسعورة على النساء والفتيات يطاردوهن فى الشوارع والأسواق والميادين والجامعات لأسباب وهمية من صنع خيالهم المريض وخيال من أتى بهم، ويسمعوهن أبشع الألفاظ ويمرغون كرامتهن فى التراب، ويمارسون ضدهن أفدح الجرائم، ويسيئون لسمعة اسرهن بلا ذنب أو جريرة، بدون أن تهتز شعرة واحدة فى بدنه المتعفن لصراخ إمرأة بريئة أو دموع صبية يافعة أوقعها حظها التعس فى قبضة كلب ضال رأى فيها فريسة لنظراته وشهواته العدوانية، وعندما أدرك أن ذلك دونه قطع الرقاب، إمتدت أظافره النتنة لتقبض عليها بتهمة (الزى الفاضح) لتنال نصيبها من الاهانة والضرب والجلد، بينما ينعم أسياده بالمال المسروق، ويتلذذون بالحرام فى حراسة المجرمين والقتلة والوحوش، ويكذبون على الناس ويتندرون بمعاناتهم وتلويث سمعتهم، وانتهاك شرف نسائهم !!

* ثلاثون عاما كالحة السواد، لم يتركوا فيها بابا للشر والقهر والتشريد والاغتصاب والقتل والتدمير وإذلال الناس إلا وفتحوه، ولم يجدوا وسيلة لتلطيخ سمعة الوطن وقهر المواطنين إلا واستخدموها، ولم يكتفوا بعد … وذلك حتى يلقوا بالشعب فى الحضيض الذى جاءوا منه، وفيه يعيشون …!!
* ولن يتورعوا فى سبيل ذلك، أن يريقوا كل الدماء (فلترق كل الدماء)، ويستبيحوا كل النساء، ويمرغوا الشرف السودانى فى التراب، فإلى متى نكتفى بالآهات، ونتجرع الأسى، ونغرق فى الدموع!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version