بالسوط !!

*فرحان أوي مصطفى إسماعيل..

*ومن يفرح بمنصب سفير – من بعد وزير خارجية – فهو يفرح بكل ما هو أدنى..

*ومصدر فرحه أن جنيف قالت له (ماشيين كويس يا شاطرين)..

*وكأن حقوق الإنسان هي مطلوبات دولية ؛ لا دينية… ولا ضميرية… ولا شعبية..

*والمطلوبات هذه لا تحتاج إلا لشوية فهلوة… على شوية كلام..

*يعني هو امتحان سنوي لا يحتاج إلى جهد المذاكرة بقدر احتياجه لحظ المباصرة..

*وفي امتحان عامنا هذا يفاخر السفير بتعاطف دولٍ معنا..

*وهي قطعاً دول من شاكلتنا… لا تفوقنا – في مجال حقوق الإنسان – إلا قليلا..

*ولكن الفرق بيننا وبينها أننا نرفع شعارات الدين..

*فإن كانت حكومتنا صادقةً مع الله لخشيت أن يحاسبها هو… لا المجتمع الدولي..

*ولجعلت من حقوق الإنسان من ثم معركةً داخلية… لا خارجية..

*ولوظفت كل إمكاناتها من أجل ألا تُضام حقوق مواطنيها..

*فهي تكليف إلهي ؛ قبل أن تكون تكليفاً من تلقاء أمريكا… أو بريطانيا…أو فرنسا..

*والدول التي لا تربط حقوق الإنسان بالسماء تربطها بالضمير..

*فالضمير السوي لا يرضى الظلم… ولا القهر… ولا التنكيل… ولا مصادرة الرأي..

*والله ينصر الدولة الكافرة العادلة… ولا ينصر المسلمة الظالمة..

*ولو كان الله في (بال) حكومتنا لما سقطت أصلاً في اختبار حقوق الإنسان..

*ثم تفرح الآن لأنها كادت أن (تباصي) امتحان هذا العام..

*ويفرح مندوبها في جنيف – إسماعيل – بدرجات أقل من (مقبول)… بُشر بها..

*ويصرخ من هناك : هي الأفضل منذ (25) عاماً… يا سلام..

*وفي غمرة هذا الفرح ينسى – وإخوانه – أنهم يُمتحنون في شيء من صميم دينهم..

*والممتحنون الخارجيون ؛ كافرون… أو ملحدون… أو صليبيون..

*والمراقبون الداخليون المكلفون بمتابعة (حسن سيرهم وسلوكهم) لا يصلون..

*وهذا هو (مربط الأسى) الذي لا يلقون إليه بالاً..

*وكأنهم يذاكرون واجبهم الديني – تجاه شعبهم – تحت تهديد سياط الأجنبي..

*ثم يجتهدون في النجاح بالقدر الذي يكفل لهم رضاء الأجنبي هذا..

*ولا يهم إن كان النجاح هذا بقليل مذاكرة… أو كثير فهلوة..

*وتبقى قضية حقوق الإنسان (السوداني) محلها هناك في (الخارج)… لا الداخل..

*وجارٌ لنا كان يهدد ابنه بالسوط ؛ كي يصلي… وينجح..

*فصار يستهبل في الصلاة ليخدع أباه… ويستهبل في الامتحانات ليخدع (المراقبين)..

*فلما اكتشف والده ذلك كف عن التلويح أمامه بالسوط..

*قال إنه خشي أن ينمو بداخله شعور استسهال الخداع ؛ في أمور الدين والدنيا..

*وفي الدين بالذات ؛ خاف عليه أن يفرح (بخداع ربه)..

*ومصطفى يكاد يطير فرحاً الآن !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version