نأسف يامشاعر

لم ننسى بعد ما فعلته الأستاذة بولاية النيل الأبيض المُربية مشاعر (المغبونة) جداً عندما رمت والي الولاية الأسبق
الشنبلي بالحذاء ، استنكرنا تلك الحادثة التي تناولتها الصُحف في صدر صفحاتها واحتفلت بها الأسافير ما بين مؤيد ومعارض ، كتبنا عنها في هذه الزاوية وكُنّا ندعو وقتها للقيم الجميلة النبيلة ونخشى عليها من الاندثار وقد ظننا ظناً سيئاً أنّ الأستاذة مشاعر قد تجاوزت هذه القيم وهي تقذف الرجُل (الوالي) بالحذاء ، لم نتعاطف معها يومها لاعتبارات كثيرة وهي المُربية المُستنيرة وتساءلنا ماذا سيفعل غيرها يا تُرى..

انتقدنا سلوكها قبل أن نغوص في الأسباب التي أوصلتها لأن تضرب المسؤول الأول في الولاية بالحذاء والضرب بالحذاء عندنا من أقسى أنواع الضرب ومن أشد أصناف العقاب ودليل على هوان المضروب به وشدة غضب الفاعل
(الضارب) منه ، ذهبت الأيام بتلك الواقعة والتي سكت الوالي عنها ولم يُفصِح عن أسبابها ونحمد له عدم الوقوف
عندها ، كظم غيظه وتجاوز عنها ورحل بعدها غير مأسوف عليه من الولاية يحمل ملفات فشله ونجاحه ومن ضمنها
ملف أسباب ضرب الأستاذة مشاعر له ..
إلى ديار مشاعر عُدنا مرة أخرى وإلى حقل التعليم دخلنا وإلى أكبر مسؤول فيه استمعنا وكانت الدهشة كبيرة ، بلا شك أنّ مشاعر المرأة التي لم تحتمل الهوان من قبل لا أثر لها ولا وجود لها ضمن الحشد الذي خاطبه السيد وزير التعليم في ولاية النيل الأبيض بكُل عنجهية وغرور والموثق في فيديو مُتداول ورُبما فعلت ما هو أشدّ وأقسى من فعلتها مع الوالي إن كانت موجودة لحظة حديث الوزير المُر مع زملاء مهنتها وربما استحق الصفع منها والركل ولن نُحاسبها أو نلومها (إن فعلت) ، ما استمعنا إليه من تهديدات موثقة لا يستطيع السيد وزير التربية إنكارها تدُل على أنّ أسلوب العنف والتهديد أصبح صفة تُلازم مسؤولينا والعُنف بالطبع لا يولِد إلا العُنف ..

هذه وزارتك يا مشاعر وهذا وزيرها ..
نأسف جداً لانتقادنا العنيف لك يا مشاعر من قبل وما فعلتيه ينُم عن غُبن شديد لمن أوكلوا لهم أمر إدارة شأن يهم العامة وهُم بقدرات أقل بكثير من تلك المقاعد التي أجلسوهم عليها ومن يتحكم في مصائر الناس ويعترف بأنّه في موقع يقوده للنار نتيجة ظلمه للناس فيه يستحِق أن يُفعل به أكثر من ذلك ، وزير يعترف بأخذه لحقوقه كاملة واستمتاعه بها ويعيب على من يُطالبون بحقوقهم من الأساتذة الأجلاء توقفهم عن العمل بل ويتوعدهم بأن يُعين غيرهم إن تجاوزوا حدودهم وكأن الوزارة ومن هُم فيها ملك موروث له يفعل فيه ما يشاء..
من يُحدِث هؤلاء أنّ الوظيفة ضُل ضحى مصيره الانحسار..
والله هو المُستعان..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version