حلايب حاضرة ..!!

لم يكن الرئيس البشير ليذكر ضيوفه من قبيلة البشاريين الذين كانوا معه أمس الأول ببيت الضيافة، بأن قضية حلايب لم ولن تغب عن أية لقاءات أو مباحثات بينه والرئيس المصري، لم يكن مجاملاً ولا قصد حديثاً للاستهلاك الداخلي، فهو يقصد ما يقول، ويعني ما يريد. فحلايب ظلت حاضرة في كل لقاءاته مع قادة مصر وخاصة الرئيس السيسي، ولا حساسية في ذلك بين الحكومتين السودانية والمصرية. فالسودان متمسك بحقه لن يتنازل عنه مهما كانت درجة التقارب بين البلدين وسخونة الخطوط بين الجانبين، فالقضية التي تقدم فيها السودان منذ العام 1958 بشكوى للأمم المتحدة وتتجدد سنوياً، باتت هي العقبة الكأداء في علاقة البلدين، وكعب أخيل في مسار تنامي وتطور التعاون الثنائي ..

> إن لقاء الرئيس بقبيلة البشاريين بشرق السودان مساء أول من أمس، وكان لقاء نادراً ومهماً وتم ترتيبه بعناية ودقة، لا يمكن أن يتم فيه التغاضي أو التغافل عن مسألة حلايب وأزمتها، فلا الرئيس سيتجاوزها، ولا أهلها سينسونها، ولا ينبغي لهم ذلك، فهي قضية حاضرة وساخنة ومركزية في تفكير ومواقف وتوجهات السودانيين حتى تحل ويضع الخلاف حولها أوزاره ..
> لقد طال أمد هذا الخلاف الحدودي وتفاقم عقب الاحتلال الرسمي وفرض سياسة الأمر الواقع، فمنذ العام 1992 أحكمت القاهرة قبضتها العسكرية على المثلث الذي تبلغ مساحته حوالي عشرين ألف كيلومتر مربع، وشُرِّد الأهالي من البشاريين خارج المنطقة، ونُصبت بوابات عند المدخل الجنوبي، ولَم تستجب السلطات المصرية لدعوات السودان المتكررة لإنهاء تواجدها العسكري والسياسي على تراب حلايب .

> ورغم أن واقع الحال الموجود على الأرض لم تترتب عليه أية قطيعة أو منع للتواصل بين البلدين، وتخللت السنوات الطويلة الماضية عملية مد وجزر اتسمت بها العلاقة السودانية المصرية تزاحمت فيها مقترحات غير واقعية، ولا مقبولة مثل إجراء استفتاء أو تحويل المنطقة الى أرض للتكامل وإقامة إدارة مشتركة، فالشيء الوحيد المقبول هو خروج مصر من حلايب وعودة الحق الى أهله. فدون ذلك خرط القتاد ..!
> هناك زيارة مزمعة ومرتقبة للرئيس البشير الى القاهرة قريباً، من الطبيعي أن تُطرح فيها القضية في لقاء الرئيسين، وقد اصطلح في إطار تأجيل القضية في كل المرات السابقة بين الإطارات الحكومية، خاصة المباحثات الثنائية تجاوز حلايب بعبارة دبلوماسية موغلة في نفض الأيادي ( أن قضية حلايب تركت للقاء الرئيسين ) ويتم تحويلها لهما من أجل كسب وإبعاد شبح الخلاف العميق كما يظن الطرف المصري، فهل ستكون القضية مطروحة بقوة هذه المرة في اللقاء المقبل خلال زيارة البشير للقاهرة ..؟ وهل سيكون هناك حل؟..

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version