الوهم مطيتهم لـ 2020 ..!!

يمُر السودان بظروف قاسية جداً لا تحتاج لمن يُحدِث عنها ..
توقّف الانتاج وارتفعت تكاليفه وكم كبير من العراقيل والمطبات وضعوها أمام دوران عجلاته ، دُمِرت المشاريع القائمة أصلاً وانهارت بنياتها التحتية وتبدّدت مُكتسباتها وتسرّبت من بين أيدينا أصولها وبيعت بليلِ مُظلم شديد السواد وفشلنا في إنشاء مشاريع جديدة تُعين السودان وتُخرجه من دائرة الفقر والتخلُف المُصاحب له وتُدخله في براحات التطوّر والتقدُم والتنمية ، ظُروف قاسية أدخلت الرُعب في قلوب من بيدهم المال وجعلتهم يُحجِمون عن استثمارٍ (مجهول) النتائج وكل يوم السياسة وأهلها عندنا في شأن ، أما من لا يملكون الدراهم والدنانير فهؤلاء كُثر فقدوا الأمل تماماً في إعمارٍ يأتِ على يد من كانوا سبباً في الدمار..

خرج قطار الاقتصاد في البلاد عن مساره تحطّمت قُضبانه الحديدية القوية وغاصت عجلاته في تُراب أرضنا البور ولن يعود إلى العمل بالأماني وتطمينات الساسة وكثير تصريحاتهم الجوفاء التي لم ولن تُروي لنا زرعاً في أرضنا الجدباء ولن تُشبع لنا جائعاً فقد الغذاء أو فقيراً حرمه الفقر الكساء أو مريضاً مُعدماً حال العدم بينه والدواء أما يكفي يا هؤلاء ، لن يتعافى الاقتصاد (المُعتل) بوفرة الأوراق المالية التي يُنتظر أن تنتجها ماكينات طباعة العُملة لمُقابلة نفقات الدولة ومُخصصات ساستها لوتُحل بها أزمة السيولة المُستفحلة التي وعدونا بحلها في القريب (العاجل) ، لن تُشفي اقتصادنا المُنهار هذا قرارات تقليص بعض الوزارات ودمجها مع بعضها البعض أو إلغاء بعض السفارات واغلاق القُنصليات..
مُشكلة الاقتصاد أكبر بكثير من حُلولكم الفطيرة ومُقترحاتكم البئيسة..

مؤتمرات تُعقد وتنفّض يُنفقون عليها بسخاء يأكلون طحينها ونصيبنا الدائم منها ضجيجها والضوضاء ولقد سئمنا من كثير أقوالهم وقلة أفعالهم..
نهمس في أُذن كُل من يحمل ملفاً ذا صلة بالاقتصاد أنّ يتوقّف عن الكلام وعن بُشريات ما قبل 2020 المزعومة ، بُشريات فقط تتخذونها مطية توصلكم للانتخابات المُنتظرة والتي تحلمون بأن يتمدّد بها جلوسكم لسنوات أخرى قطعاً لن تكون بأفضل من سابقاتها والمُعطيات تُحدِث بوضوح أن لا شئ ملموس يجري في الواقع لا بذور أودعتموها باطن الأرض وأشبعتموها بالماء حتى ننتظر ثمارها في الغد المزعوم ولا ماكينات مصانع وفرتم لها بيئة الدوران وتركتموها تعمل بلا عراقيل لتُنتج وتدعم بُشريات (الوهم) ولا غيرها من مُعطيات النهوض بالاقتصاد وبُشرياته ، مُجرد كلام لن يُغني ولن يُشبع لنا جائعا ، حديث مُمل يدخُل من أُذن المواطن اليُسرى ويخرُج باليُمنى وقد لا يدخلها أصلا ..

قيل للسيد حشّاش بي دقنو يوماً متى ستخرُج لزراعة أرضك البور وقد أوشك الخريف على الرحيل وأوشك محصول غيرك على الحصاد فأجابهم بلسانٍ لا تُعجزه الأعذار الأقبح من الذنب بأنّه من الأنفع والأجدى له ولأرضه أن يترُكها هكذا بلا زراعة خشية أن يتوقّف المطر فجاءة عن النزول ..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version