عثمان ميرغني

تصريحات مدير الأمن ..!!


مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول صلاح قوش زار يوم الخميس الماضي مركز “حياة” للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي، ومن هناك أدلى بتصريحاتٍ مُهمّةٍ للغاية.

قال قوش: )المطلوب ليس الحِجر والتّضييق على الحُريات، بل إتاحة الحُريات للناس ليُعبِّروا عن أفكارهم مع إتاحة الفُرصة ومساحات الحوار(.
قوة هذا الحديث كونه يأتي في وقتٍ ضَاقت فيه حلقات الأزمة الاقتصادية على السودان، وشُحت الخيارات المُتاحة لمُواجهتها.. وخلافاً لما يظن البعض أنّ الأزمات تُعالج بقمع الحُريات، فالحقيقة أنه كلما اتسعت أبواب الحريات، صح الهواء الذي يتنفسه الناس وانصلح أمر الدولة كلها.
الشعب المقهور المُرتعب من قول الحق لا يصنع مجداً ولا يقدر على مُواجهة أزماته قل قدرها، لأن كرامة الإنسان من قدرته على التعبير الحُر عن ضميره، فإذا أخفى عقله خلف خوفه ورهبته، فستتحوّل الدولة كلها إلى حديقة حيوان كبيرة، كالذي صوّره الكاتب البريطاني )جورح أوريل( في روايته الشهيرة )مزرعة الحيوانات(.

النهضة تبدأ بالإنسان، كما رويت لكم كثيراً هنا في حديث المدينة عندما سألت وزير المالية والاقتصاد التركي كيف استطاعوا أن ينهضوا بتركيا من الدولة بعد المائة في ترتيب اقتصاديات العالم إلى دولة في تخوم العشر الأوائل وخلال عشر سنوات فقط، قلت له من أين نبدأ لنصبح مثلكم؟ فكانت إجابته سريعة وحاسمة )البداية يجب أن تكون بحُقُوق الإنسان(.. ثم قدّم أرقاماً دقيقة تُوضِّح أنّ كل دولار يُنفق في ترقية الإنسان يرتد بعشرة أمثاله قبل أن يرتد إليك طرفك.. وأن الدولة كلما كرّمت إنسانها أكرمها بمزيدٍ من العمل والإبداع والإنتاج الخلاق.
ما نحتاجه فعلاً وبأعجل ما تيسّر أن تفتح أبواب الحُرية على مصراعيها، حتى ينطلق الضمير السُّوداني بلا حُدُود، فهذا الشعب النبيل لا يلد إلا كل عَملٍ نَبيلٍ، فقط ينقصه الأوكسجين والهواء النقي الطبيعي الطَلق.

لَيت كلمات السّيّد مدير عام جهاز الأمن تتحوّل إلى برنامج عَملٍ كَبيرٍ في كُل مكان، أن نرى القاعات الشهيرة تزدحم بالندوات والتنافس المُبدع في الفكر والتّعبير، وأن نَرى المَسارح تزدهي بألوانٍ من الإبداع الحُر الذي ينطلق من عُقُولٍ حُرّةٍ ما عادت تتلفت يمنةً ويسرةً قبل أن تهمس بكلمة نقد عابر.
مدير الأمن الفريق أول صلاح قوش قال في سياق نفس التصريحات:

)هناك عُزُوفٌ من الشباب عن البرامج السِّياسيَّة بصفةٍ عَامّةٍ..(.
وهذه حقيقة يجب أن تعترف بها كل المُكوِّنات السِّياسيَّة، الشباب يبحث عن ملاذاتٍ آمنةٍ في أوكار لا يشترط أن تكون صَالحةً، لأنّ النشاط السِّياسي بَاتَ صنو الرهق والكدر والثبور.. وحان الوقت ليرتاد الشباب مَراتع العمل السِّياسي الحُر بلا خوفٍ أو وجلٍ، فهم قادرون على صنع مُستقبلٍ مُشرقٍ لأمّتهم الكبيرة.
كلمات مدير الأمن يجب أن تُختبر على الأرض بنَشَاطٍ حَقيقي من كل

حديث المدينة
عثمان ميرغني


‫2 تعليقات

  1. يا عثمان ميرغني، هؤلاء كلامهم شئ وفعلهم شئ آخر منذ أن عرفناهم، فلا تحلم !!!

  2. نرى القاعات الشهيرة تزدحم بالندوات والتنافس المُبدع في الفكر والتّعبير، وأن نَرى المَسارح تزدهي بألوانٍ من الإبداع الحُر …ياعثمان سودانك دا تعبان كتبت لي تنظيرات أشكال وألوان …مافي فايدة سديق