ده كلام ده؟!

تثير غيرتي قرارات ذكية تتخذها بعض حكومات دول صديقة وشقيقة وجارة في محاولة لإنعاش اقتصادها وتغذيته بالحيوية التي تجعله نشطاً ومتحركاً وفاعلاً كما فعلت الحكومة الأثيوبية وهي تقرر إعفاء مواطني الدول الأفريقية من تأشيرة الدخول المسبقة إلى أثيوبيا اعتباراً من الشهر القادم، وذلك كما أشار رئيس وزرائها في خطوة لدعم السياحة في بلاده، ولعل هذا القرار الذكي سيجعل من أثيوبيا بلداً يفتح ذراعيه بكل ترحاب للقاصدين والعابرين لقضاء إجازاتهم وأوقاتهم السعيدة وحتى استثماراتهم، لأن إلغاء التأشيرة يعني إزالة واحدة من أهم العقبات الإجرائية التي تفقد الزائر زمناً في الانتظار الروتيني الممل، أقول إن هذا القرار أثار غيرتي لأننا للأسف الشديد نفتقد مثل هذه الأفكار الجريئة السباقة ووزاراتنا المعنية بضخ الدماء في شريان الاقتصاد نائمة على الخط بلا مبادرات، بلا قرارات، بلا مفاجآت، جميعها مصابة بحالة من (العسم والبلم) وتقف في انتظار أن تحدث المعجزة ويهبط الدولار إلى ما كان عليه قبل الوكسة والنكسة التي نعيشها، وهذا من سابع المستحيلات طالما أن الرهان على انخفاض سعره مبني على القرارات المكتبية، فالدولار يا سادة لن يهبط ما لم تدفعه ثورة اقتصادية عارمة تحرك ملفات الاستثمار والسياحة والزراعة والصناعة، ياخي ألعبوا على أسهل الملفات وأكثرها شيوعاً الآن، وأقصد ملف السياحة، ودول لا تملك ربع ما نملكه من ثروة سياحية طبيعية أو تاريخية تكسبت من هذا الملف، الحكاية عايزة شطارة إعلام سياحي وشو وترويج وإدارات فاهمة هذا الشغل ودهاليزه، وهكذا الحال للاستثمار ورب العزة أعطانا على الجاهز ما نستطيع أن نستثمر فيه من أراضٍ زراعية على مد البصر، وأنهار وأيادي عاملة وبعد ده كله تقف الوزارة المعنية عاجزة عن الفعل، بل عاجزة أن تكسب ثقة المستثمر بسبب الفوضى والترهل الإداري وسياسة الجرجرة واللولوة، لن يتعافى اقتصادنا طالما الحكومة فاتحة خشمها وقاعدة منتظرة شيطان الدولار ربنا يهديه لنظل ندور في حلقة مفرغة، وها هي نتيجة القرارات النظرية وفي أسبوع واحد شعللت الأسعار والسلع التي شهدت زيادة (٢٠%) وهي زيادة لن تتراجع لأنه في بلدنا دي البزيد عمرو ما بنقص حتى لو كانت هناك دواعٍ منطقية لنزوله.

الدايرة أقوله إن حكومة “معتز موسى” عليها أن تبدأ في اتخاذ خطط بديلة فيها كثير من الاستثنائية والرشاقة وتحريك بقية الملفات بنفس واحد وبروح واحدة وسنظل نقولها للمرة المليون لن تحل أزمة الاقتصاد السوداني آلية لتحديد سعر الصرف حتى لو كان أعضاؤها من العرافين أو قارئي الفنجان، الاقتصاد لن يخرج من أزمته إلا بالإنتاج، الاقتصاد لن يتعافى إلا باستثمار خيرات البلد بشكل مدروس وهو ما لن يتأتى إلا بإستراتيجيات مدروسة وبإرادة حقيقية، في ما عدا ذلك ستظل الحكومة تصدر قراراً وراء قرار والنتيجة أزمة تعقبها أزمة وضائقة تلحق بها ضائقة ولا عزاء للمواطن القابض على الجمر.

}كلمة عزيزة
أرجو أن يكون السيد وزير المالية “معتز موسى” قد وضع مدة زمنية محددة لحصاد ثمار قراراته الأخيرة، لأن الاستمرار عليها في حال عدم جدواها، فده معناه الضربة القاضية للاقتصاد السوداني، ليت الرجل الذي يقود قاطرة الحكومة استعد ومنذ الآن بالخطة (ب) في حالة احتاج التدخل السريع بطريقة قلبه يمين قلبه شمال!!

}كلمة أعز
أي قرار اقتصادي إصلاحي يفترض أن تظهر نتيجته الإيجابية بعد خمس دقائق بالضبط على البورصة وبقية المعاملات المالية الأخرى، قرارات “معتز” في طريقها نحو تمام الأسبوع ولا بادرة انفراج، فهي حاجة من اتنين، إما أن (يفرمل) معتز قراراته أو (يفرمل) معتز نفسه !!

أم وضاح – عز الكلام
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version