على المتضرر

قال لي إبني ذو السبعة عشر عاما والذي (نزل أولى جامعة يا دوووب):
إنتا يا بوي كيف (الدولار) يكون مافي وسعرو ينزل !
ولما راي إننا أنصت إلى حديثة قال مواصلاً :
مش أي سلعة خاضعة لقانون العرض والطلب حتى العملات ؟
ثم طفق يعطيني مثالاً :

هسي (الطماطم) دي لما تكون مافيشة ومافي الموسم بتاعا مش سعرها بيكون غالي ولما تتوفر سعرها بينزل ؟
قلت له يا بني إنت تتحدث عن قانون (العرض والطلب) وبلادنا لا تعترف بالقوانين وولاة أمرنا (ينجرون قوانينهم) من رأسهم ساكت ، هم علماء في كل شيء ألم تر إلى حال البلاد والعباد قد إزدهر لكل فاقد (للبصر) وأننا مثل خلق الله ننعم بكثير من اسباب الرفاهية والحياة الهنية.
لقد عايشنا الفشل الحكومى وعانيناه جميعاً ، عانيناه عند دخول خليل إلى قواته حتى مشارف الإذاعة ، وإنهيار مباني جامعة الرباط في (ظرف ساعة) وضرب مصنع الشفاء دون إعتراض في الأجواء وإنهيار المدارس وحماماتها وتسرب إمتحانات الشهادة مرتين على التوالي وفضيحة بصات الوالي ، والتحلل وما أدراك ما التحلل وإزدراد (الجقور) لحديد الكباري و(الخصخصة) والتجنيب وبيع (بيوت لندن) والخط (في سماهو) والكثير الكثير من الأخطاء والتجاوزات والقرارات الفطيرة التي تم إرتكابها (أثناء هذه المسيرة القاصدة) .

وها هي حمى (الكنكشة) تصيب ولاية كسلا مؤخراً ويصرخ المواطنون طالبين العون والمساعدة لمواجهة هذا الوباء الخطير غير أن الحكومة تمد لهم لسانها قائلة بانه لا يوجد وباء ولا يحزنون وأن تلك الكنكشة ما هي إلا اعراض من خيالهم المريض وأن الوضع عال العال وتحت السيطرة !
وبعيداً عن الجانب الصحى، هناك كارثة رغيف العيش الذي فجأتن وجد المواطن أنه أصبح أندر من لبن العصفور وان للحصول عيه أن يقف في صفوف طويلة وأن يقوم بعمل مسح وخطة وخارطة طريق لكيفية الحصول عليه وما زالت الظاهرة تطل برأسها من وقت لآخر هذا ومالعادة لم يكلف مسؤول واحد نفسه شرح الأمر وأسباب الأزمة لنا معشر الشعب السوداني الفضل .

لقد أدمنت (الإنقاذ) الفشل، وصار جزءاً بنيوياً فى تكوينها، نعرف أن كثيراً من الأزمات التي نواجهها الآن والمشاكل لم تولد مع (الإنقاذ) لكن المفترض أن (الإنقاذ) قد جاءت (لتنقذ) لا أن (تزيد الطين بلة) وأن تتعامل مع هذه المشكلات من أجل تخفيف حدتها إن لم تتمكن من القضاء عليها، إلا أن الواقع يقول أن هذه المشاكل تفاقمت فى السنوات الأخيرة، خاصة فى قطاع التعليم، والصحة والخدمات وأهم من هذا كله (الإقتصاد) و (قفة الملاح) !
لقد وعدنا بأن تشكيل الحكومة الجديدة والتي أطلقت عليها عدة أسماء أظرفها على الإطلاق (الحكومة الرشيقة) بأنها سوف تتحرر من كثير من العوائق لتقدم إطاراً جديداً وطفرة فى التعامل مع الأزمات، وتقديم الحلول التي (من خارج الصندوق) لكن والشهور تمضى نجد أن (الحال في حالو) بل أسوأ وأردأ ولا زلنا (ماسكين الحسابة) نعد ما تبقى من (400) يوم وعد (رئيس الوزراء) بإكتمال الحلول !

لن نطالب بإنشاء جهاز أو لجنة وزارية لإدارة الأزمات فلا أحد يعترف بأن هنالك أزمة (من أساسو) كما لن نتساءل عن (القطط السمان) الذين همو كالعنقاء نسمع بها ولا نراها (فالإنقاذ) تتعامل بمنطق (الغتغتة) وإدارة الشان العام من منطلق (البلد بلدنا ونحن أسيادا) حيث تنعدم (حاجة إسمها الشفافية تماما) كما ينعدم تداول المناصب والوظائف من أجل إتاحة الفرصة لأبتاء هذا الشعب القادرين علماُ وخبرة ووطنية في تقديم ما لديهم من حلول وإجتهادات مما يجعل الأمر يبقى كما عليه وعلى المتضرر اللجوء لرب العالمين !

كسرة :
لا تلوموا المسؤول إن جلس 30 عاماً في منصبه ولم يفعل شيئاً (إحتمال يعمل حاجة في السنة الـ 31) !!

• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 102 واو – (ليها ثمانية سنين وستة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 61 واو (ليها خمسة سنين وشهر).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

Exit mobile version