الشفيع خضر أمام (الله!!!)

كانت استحالة فرصتنا لطرح تساؤل على المفصول دون أن يعترف بالفصل من الحزب الشيوعي الدكتور الشفيع خضر .. كانت وقاية من زلزال تساؤل بعشر درجات بمقياس ريختر .. ونفترض الذكاء لفحص ذلك عند الآخرين ..

> فلم تكن استحالة الفرصة لأن ماعون الفرص لم يسعها مع غيرها .. فقد كانت الفرصة مطلوبة وكانت محاولات اغتنامها مسنودة بالتلويح.
> وفي منتدى (كباية شاي) مع مختلف الشخصيات الأسبوعي بصحيفة (التيار) كان الضيف الشفيع خضر .. والرجل صاحب كتاب ( السياسة والقبيلة) لكنه تعامل مع حزبه الشيوعي الذي لفظه واساء معه إلى العلاقة التنظيمية باعتباره القبيلة وليس السياسة.. وكيف ذلك ..؟ سنحكي.

> الخاتم عدلان قال إنه لم ينشق عن الحزب الشيوعي لأن الانشقاق يعني أنك مؤمن بالفكرة لكنك لا ترى من تعمل معهم أنهم جديرون من حيث التفكير لقيادة وريادة الفكرة .. لعل الخاتم هكذا كان يقصد.
> ويقول إنه خرج من الحزب الشيوعي لأن الماركسية ــ التي يقوم عليها فكرياً ــ ما عادت منتجة للمعرفة .. فقد تجاوزتها التطورات الاجتماعية .. لعله هكذا يقصد الخاتم.
> لكن الشفيع خضر لا انشق عن حزبه ولا خرج منه رغم خلافه مع قادته واختلافه معهم في تطور الفكر .. فقد ظهر متعاملاً بمنطق (الشيوعية لعصرنا)، لكنه وجد أن حزبه مثل تمثال أبي الهول ولا قيمة له غير أن تنظر الاجيال إلى شعاراته واسمه بغرض السياحة الفكرية.
> الشفيع يقول إن الحزب على خلفية ابدائه لوجهة نظره في منبر من المنابر طلب منه أن يمثل أمام لجنة تحقيقات .. وهو وافق على الفور دون تردد وبكل ثقة فكرية وثبات دياليكتي ( جدلي)، وهذا ما جعل قيادة الحزب أن تتهيبه .. فاستبقت التحقيق بفصله من الحزب.

> الخاتم عدلان قال بعد خروجه من هذا الحزب إنه سيعمل وسط المجتمع باعتبار أن عضوية كل الاحزاب قد لا تصل إلى ربع شباب وصبية المجتمع ويمكنه أن يجذبهم بطرحه الجديد المتطور.
> لكن الشفيع لم ينظر إلى حزبه على أنه كيان سياسي .. بل يراه قبيلة أو عشيرة بعادات ثابتة صارمة راسخة .. أو طائفة بعقائد مسيطرة على ذهنه ..لأنه لم يعترف بالفصل واعتبر نفسه غير مفصول.

> وكأنه يريد أن يقول لا أحد يسلخني من قبيلتي ولا آخر يستطيع أن يطردني من رحمة طائفتي .. فأين الاعتبار إذن بمحتوى كتاب السياسة والقبيلة؟
> والمحتوى السياسي المغمور للحزب الشيوعي هو العمل لاصلاح العلاقات الظالمة الاقتصادية والاجتماعية .. لكن الآن في عضويته تجد العلاقات التنظيمية الظالمة والشفيع خضر أنموذجاً .. لكن جلده السياسي (تخين).
> وهو يقول إنه يصدح برأيه أمام الشعب وأمام (الله) وهو مازال يتمسك بالبقاء في سجن رجعية الحزب كما كان متمسكاً قبل عقود بالبقاء في الاعتقال بسجن كوبر .. أو فندق سجن كوبر .. فهو يختلف عن سجن (شالا) ففي الأخير الغربتان السياسية والاجتماعية.. وقد كان فيه الشفيع معتقلاً وعانى منه وتمنى الافراج.. فالاعتقال خشم بيوت.. والمدردم ما كله ليمون.

> لكن تسبب الحزب الشيوعي في اضاعة الديمقراطية مرتين .. بطريقة مباشرة في المرة الأولى باستعجال مغادرة سوار الذهب وبطريقة غير مباشرة في المرة الثانية عام 1989م.. بعد انقلاب الرئيس الذي قال إن الشيوعية هي الالحاد ذاته .. وهو من استبق تحرك الانقلاب اليساري.. والشفيع يقر أمام (الله!)
> والشفيع الآن آمن بأنه يستحيل على حزب أو آيديولوجيا أن تدير لوحدها الوطن .. أي لو وصل حزبه إلى السلطة منذ أن خطط لكان اليوم هو راعي الحوار الوطني وحكومة الوفاق .. وهو الحزب المعروف بأنه يسعى إلى إذابة بقية الأحزاب بالآسيد هيدروفلوريك السلطوي.. طيب هسه الفرق شنو؟
غداً نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version