أحبطها الأمن البحري أكبر شحنة هيروين.. تفاصيل المحاكمة والضبط في عرض البحر

حالة نادرة الحدوث أن يحاكم من ضبطت بحيازته مخدرات بالإعدام من المرة الأولى، أو هكذا ينص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية، إلا في حالة (العود) أي تكرار الفعل، فكثير من العقوبات التي نرصدها لا تتعدى السجن المؤبد في أغلظ العقوبات، والإعدام في حالات (العود) لمعتادي تجارة المخدرات الذين سبق إدانتهم.

نهاية الأسبوع المنصرم عاقبت محكمة جنايات بورتسودان بولاية البحر الأحمر أجنبيين بالإعدام شنقاً حتى الموت، وفصلت المحاكمة في حق سودانيين ضبطا مع المدانين في عرض البحر الأحمر بحيازة أكبر كمية من (الهيرون) تدخل حدود البلاد، وهي (47) كيلوجراماً.

المدانان يشكلان أذرع شبكة عالمية تنشط في تهريب المخدرات عبر البحار بين اليمن – السودان – مصر وتستغل الظروف الاستثنائية المضطربة في بعض الدول. الإدارة العام لمكافحة المخدرات تفوقت على نفسها في ضبط عناصر الشبكة بتنسيق عالٍِ مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني شعبة الأمن البحري.

معلومة دولية

الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وصل إلى بريدها وفقاً لاتفاقيات التعاون الدولي، معلومة مهمة تشير إلى شروع شبكة دولية عناصرها من جنسيات متعددة، في عملية تهريب أكبر شحنة من (الهيرون)، عبر السودان، المعلومة أكدت مكان شحن الكمية أي مصدرها وكشفت مرساها أو محطتها الأخيرة، وبهذا وضعت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في تحدِ كبير نسبة للتخطيط الإجرامي المتطور الذي تنتهجه شبكات تهريب المخدرات العالمية، والأساليب التمويهية عالية الذكاء.

تعامل سريع

حسب معلومات (السوداني) فإن المعلومة لم تمر مرور الكرام عند إدارة المكافحة رغم أنها أي المعلومة حددت الصنف المشحون (هيرون) والمعروف أن هذا النوع من المخدرات ليس لديه سوق في السودان لضعف طلبه لأسباب عديدة أبرزها أنه باهظ الثمن فضلاً عن شعور المتعاطين بخطورة استخدامه وتسبيبه للموت في حالة الإدمان. عدم السوق عزز لدى قوات المكافحة فرضية أن الكمية عابرة، وهذا ما ضاعف جهدها في إحباطها داخل حدود البلاد لتحقيق هدف دولي في شباك التنظيمات الإجرامية ويزيد من أسهم السودان في بورصة المكافحة العالمية.

عناصرها مصدرها ومحطتها الأخيرة!

معلومات (السوداني) تشير إلى أن الإدارة العامة للمكافحة توصلت إلى حقيقة مهمة وهي أن المعلومة الدولية الأولية صحيحة بنسبة (100%)، لذلك أولت الأمر أهمية قصوى، ونشطت جميع مصادرها، وظلت تراقب عن كثب الحدود البحرية حتى دخلت السفينة المشتبه فيها الحدود الإقليمية السودانية قبالة بورتسودان، وفي 30 يونيو الماضي حاصرت قوات الأمن البحري السفينة ونجحت في توقيفها في عرض البحر، القوة ضبطت المتهمين (ط. ف. ح) و (و. ص. س) من جنسية يمنية وبحوزتهما (47) كيساً معبأ ببدرة (الهيرون) المستخلص من زهرة الخشخاش، إلى جانب منظار للرؤية الليلية وأجهزة ملاحة متطورة وعملات سودانية وأجنبية، فضلاً عن شرائح هواتف أجنبية، وأوقفت معهما متهمين سودانيين، التحقيقات الدقيقة أماطت اللثام عن أن الكمية جرى شحنها من دولة باكستان الآسيوية وهي في طريقها إلى دولة أوروبية عبر البحر.

إبادة السموم

بعد مضي أقل من شهرين ما يوافق 20 سبتمبر الماضي، أبادت إدارة مكافحة المخدرات الكمية المضبوطة وفق لجنة برئاسة قاضي المحكمة العامة أحمد عثمان وعضوية إدارة مكافحة المخدرات والمعمل الجنائي وجهاز الأمن والمخابرات الوطني وإدارة الصيدلة والسموم، بعد استيفاء عملية الإبادة لكل المطلوبات والشروط القانونية والإدارية و الصحية.

الإعدام من أول مرة

الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أعلنت يوم (الخميس) المنصرم على لسان مدير دائرة العمليات والمكافحة عن أن محكمة جنايات ولاية البحر الأحمر الخاصة حكمت على المتهمين (ط.ف.ح) و (و. ص. س) وهما ينتميان لشبكة دولية تنشط في تهريب الهيروين، بالإعدام شنقاً حتى الموت، بعد تورطهما بحيازة (47) كيلو جراماً من الهيروين.
مشيراً إلى أن المحكومين يمثلان أعضاء في شبكة أجنبية دولية تنشط في تهريب الهيروين من بعض الدول الآسيوية عبر البحر إلى بقية الدول المستهلكة مروراً باليمن والسودان ومصر، وأضاف أن إدارته جمعت معلومات عن نشاطهما ، مشيراً إلى أن قوة من الأمن البحري بجهاز الأمن والمخابرات الوطني تولت الأمر وضبط المتهمان وبحوزتهما (47) كيس بودرة هيروين تزن (47) كيلو جراماً، موضحاً أن إدارته دونت ضدهما بلاغات من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية، وتولت إدارة مكافحة المخدرات بالبحر الأحمر التحقيق بإشراف إدارة التحقيق الجنائي برئاسة الإدارة، لافتاً إلى أن التحقيق أسند إلى فريق متخصص في جمع البيانات والأدلة استعان بالوحدات الفنية في الوصول للحقائق، وقدمها كاملة للمحكمة.
وكشف عن أن المجموعة التي ينتمي إليها المدانان تمارس نشاطها في أكثر من دولة وتمثل تهديداً كبيرا وهي تستغل بعض الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول الشقيقة. وأكد قدرتة إدارته على ملاحقة وتفكيك الشبكات وتحجيم أنشطتها وتقديم أفرادها للعدالة.

خلفية تاريخية

تشير معلومات (السوداني) إلى أن أول حالة تعاطي (الهيروين) في البلاد ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن لقيت فتاة مصرعها في ظروف غامضة، اتضح لاحقاً أنها تعاطت جرعة زائدة من مادة الهيرون، هذه الحالة (حسب مختص) شكلت صدمة لكنها في ذات الوقت نبهت السلطات إلى نوع جديد من المخدر بدأ يجد طريقاً للبلاد، فأحكمت السيطرة، ومنذ ذلك الوقت لم تشهد البلاد حالة ضبط هيروين إلا في العام (2016) كأول حالة في العهد الحديث لتطور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والهيئة العامة للجمارك، الحالة الأخيرة عبارة عن (2) كيلوجرام من الهيروين أدخلتها سيدة سودانية عبر مطار الخرطوم، ورغم أنها أفلتت من أجهزة الرقابة بالمطار نسبة لإخفائها للكمية في حقيبتها بطريقة ذكية إلا أن السلطات راقبتها حتى دخلت فندقاَ شهيراً وداهمتها وبتفتيش الحقيبة وتقطيعها بالمشرط حيث عثر على الكمية.

الخرطوم : محمد أزهري
صحيفة السوداني.

Exit mobile version