شمائل النور: لا أدري إن كان حديث وزير العدل أمام البرلمان رغبة منه في المغادرة على طريقة غندور أم لا

توقيت اللحظة الفارقة.!
بالتزامن، بعثاتنا الخارجية، بعضها لم يتلقَّ مصروفاته لمدة ستة أشهر، هذا ما نقلته (التيار) أمس. وزير العدل يشكو أمام البرلمان قلة الفئران في وزارته ويستنجد بالنواب للوقوف معه، في محنة وزارته التي تعاني نقصاً حاداً في أموال التسيير.

ذات الخطاب أطاح بوزير الخارجية السابق، إبراهيم غندور الذي استنجد بالبرلمان في أزمته الطاحنة والمكبوتة، وحينها قال غندور لولا أنَّ السيل بلغ الزبى لم أكن أرغب في الحديث هنا.

قبل أيام، استغل وزير الداخلية رده أمام البرلمان حول كارثة سوق أم درمان، شكا من ضعف رواتب الشرطة، وأكثر من ذلك تحدث عن تسرب واستقالات لهذا السبب.

لا أدري إن كان حديث وزير العدل أمام البرلمان رغبة منه في المغادرة على طريقة غندور أم لا، لكن الذي لا لبس فيه، أنَّ الأزمة وصلت العصب الحي للدولة، باعتبار أنَّ الشعب أصلاً خارج الحسابات.

أن يصل الأمر مرحلة أن تعلن الوزارات إفلاسها على طريقتها، فهذا يؤكد بكل أسف أنَّ الأمر خرج عن السيطرة تماماً، فلا هي “لافقة” لتخفيف صفوف الوقود، الخبز والسيولة ولا “لافقة” لتسيير أمور الوزارات.

حينما قالها وزير المالية السابق بكل شفافية إنَّ الحكومة جلست مع كل من أشار أو لمح صدقاً أو كذباً بالتمويل والنتيجة صفر كبير، كان هذا التصريح كافياً لكشف الوضع بشكل مبكر جداً.

الآن تلاحظون وتتساءلون، على مدى شهور طويلة توقف أي دعم خارجي، وكأنَّ الجميع ينتظر اللحظة الفارقة ليمد يده بطريقته، توقف أي منح كانت حتى وقت قريب تتدفق، لا يقبل سوى تفسير واحد، هو محاولة خنق لكنها لن تصل الموت، التدخل سوف يأتي في اللحظة الضعيفة الفارقة التي لا يملك معها صاحب الأزمة إلا أن يقول سمعاً وطاعة.

توقفتْ زيارات الرئيس للخليج والتي كانت حتى وقت قريب شبه ثابتة، تبعاً لذلك لم تقدم هذه الدول أي نوع من الدعم في الوقت القريب، وهي التي كانت سباقة منذ انخراط السودان في عاصفة الحزم.

قبل أيام نقلت (التيار) عن سفير غربي قوله إنَّهم لن يتركوا اقتصاد السودان ينهار حتى لو اضطروا للتدخل المباشر، لكن السفير لم يتحدث عن سبب اضطرارهم للتدخل المباشر وتوقيت هذا التدخل.

قطعاً، كل الحكاية في توقيت التدخل، ربما يتركون الأمر حتى مرحلة السكرات، ثم يبدأون المفاوضات على طريقة (سلِّم تسْلَم).

بقلم
شمائل النور

Exit mobile version