سياسية

مسيرة 14 ديسمبر .. صراع اليمين واليسار


حبست الخرطوم أنفاسها صباح الأمس تحسباً لحدوث اشتباكات بين مؤيدي مسيرة الزحف الأخضر التي نظمها التيار الإسلامي، وبين أنصار قوى الحرية والتغيير، وبالرغم من خروج الاثنين في مسيرات، إلا أن القوات النظامية تمكنت من المحافظة على سلامة الجميع، بينما تباينت ردود الأفعال حول المسيرة بين السياسين والمراقبين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذهب البعض إلى تأييد مناخ الحريات والمطالبة في ذات الوقت بتفعيل قانون تفكيك تمكين نظام الإنقاذ، وآخرون أيدوا مطالب المسيرة التي تنادي بتصحيح مسار الثورة، واصفين ذلك بعودة الروح للحراك الإسلامي ضد العلمانيين.

تفاصيل ما حدث
تظاهر الآلاف في شارع القصر بالأمس تلبيةً لدعوة أطلقها التيار الإسلامي بحسب تصريحات العديد من المنضوين إليه، وتبنيهم المسيرة عبر الكتابة على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وكان قد سبقها تكثيف إعلامي وكتابة على الجدران ودعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت قياداتهم فى المسيرة مثل النائب السابق لرئيس الجمهورية المعزول الحاج آدم، وأيضاً ظهور بعض قيادات المؤتمر الوطني في المسيرة التي حملت اسم (الزحف الأخضر)، حيث ردد منسوبو النظام البائد هتافات مطالبين بعدم العزل السياسي، وإقامة دولة الإسلام احتجاجاً على سياسات الحكومة الانتقالية، ومطالبين بإسقاط حكومة حمدوك، وتم نصب منصة للمخاطبة وإعلاء شعارات إسلامية.
مظاهرات مناوئة
وفي ذات الوقت خرج عشرات من المتظاهرين الشباب في مواكبٍ بالسوق العربي بوسط الخرطوم، في اتجاه القصر الرئاسي دعماً للحكومة الحالية التي يقودها عبد الله حمدوك،وهتف المؤيدون بشعارات (البلد دي حقتنا مدنية حكومتنا)، و (أي كوز ندوسو دوس ) و (شكراً حمدوك) .. هذا وقد انضم إليهم مجموعاتٍ من المواطنين الداعمين للحكومة الانتقالية المتواجدين في شارع القصر الرئاسي، بينما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بعد خروج أنصار النظام البائد ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات تحث على ضرورة تحديد مواكب متتالية لمناصرة ودعم حكومة رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، على أن تكون مواكب مليونية ضخمة لإثبات أن الجماهيرية الكبيرة من الشعب مناصرة لحمدوك، على أن تكون المواكب هدفها مناصرة رئيس الوزراء.
عودة الروح
القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق كتب على صفحته بالفيس بوك عقب انتهاء المسيرة أن أهم إنجازات ١٤ ديسمبر أنها أعادت الروح لجسد الحراك الإسلامى وكسرت حالة الانهزام والحيرة والضياع واليأس والحزن العميق وحالة الصدمة المقعدة وشعور الاستضعاف والقهر، وحالة النفس اللوامة المنكفئة على ذاتها الناقضة غزل تاريخها، والناقدة نقد الوسواس القهرى الذى لا ينفك يدور فى حلقة جهنمية مدمرة مقعدة تستهلكه و تذهله عن كل شئ غيرها، فيصبح كل صباح ومساء جالداً لنفسه وإخوته فى صفوف الحراك الأخرى، مثله مثل الكاثوليك ومتخلفة الشيعة الذين يؤذون أجسادهم جلداً وتقطيعا لشعورهم بذنب ولد قبل ألف عام أو ألفين، وأضاف أن مسيرة ١٤ ديسمبر جاءت فأحيت النفوس وأيقظت الهمم وازالت اليأس ووحدت الصف، وانتصرت على الوسواس القهري، وربطت على القلوب وأذهبت رجز الشيطان وثبتت الأقدام، والفضل كله المنة من الله العزيز الحكيم
أثر الحريات
من جانبه قال عضو قوى الحرية والتغير أحمد الربيع إن هذه المسيرة تدل علي تطبيق شعارات الثورة وإتاحة الحرية والعدالة للجميع، وهي الحقوق التي منعتها ذات القوى التي خرجت فى المسيرة، بينما جاءت هذه الحقوق إثر تضحيات الشهداء ونضالهم السلمي ضدهم .
كل سبت
هذا وقد أعلن القيادي الإسلامي الناجي عبد الله عن استمرار مسيرة الزحف الأخضر يوم السبت من كل أسبوع، وقطع بأنه اتفق مع اللجنة المنظمة على ذلك.. لكن محتجون قاطعوا كلمة عبد الله وطالبوا بالاعتصام أمام القصر الجمهوري حتى تسقط، وهتف الاسلاميون (الليلة تسقط بس).. وقال عبدالله خلال مخاطبته مسيرة الزحف الأخضر يوم السبت: (الحكاية دي لو ما مشت عدل الدم حدو الركب) وأشار إلى أن قوات الشرطة صديقة مهمتها التنظيم، وهي ملك للوطن والشعب، وقال مخاطباً الاسلاميين : (ما تنجرو في حماقات مع الشرطة، وأردف ليس لدينا مشكلة مع الدعم السريع أو القوات المسلحة أو القوات النظامية) .

تقرير: عيسى جديد

الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)


‫3 تعليقات

  1. كلام الناجي حقيقة فمشكلتهم الحقيقية مع الشب السوداني الذي لفظهم كسفة الصعوط
    وهم مصرين يا يحكموه يا يقتلوه

  2. أحط البشر علي الإطلاق وبالاجماع هم من يدعمون ما هو أشد من القتل ، قال اللهِ تَعَالى ﴿والفِتنةُ أشدُّ من القتلِ﴾ سورة البقرة/191 وقوله: ﴿والفتنةُ أكبرُ من القتلِ﴾ سورة البقرة/217 أجمعت كتب التفسير بأن ابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجعَ عنه فيصير مشركا بالله من بعد إسلامه هى الفتنة الأكبر من القتل ، أشدُّ وأكبر عليه وأضرُّ من أن يُقتل مقيمًا على دينه متمسكا بتوحيد خالقه ، وليس كما يدعي البعض ، كما في قوله تعالى ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) المائدة/ من الآية49 ، قال القرطبي : معناه : يصدوك ويردوك .
    وقوي الحرية والتغيير  وأتباعهم ووزرائهم كان هدفهم وما زال هو فصل الدين وفتنة الناس عن كل ما أنزل الله إليهم ، وهم الآن إنكشفت عداوتهم للدين الاسلامي بعد تعيين الوزراء وخاصة بعد تصريح وزير العدل وتعيين وزيرة الخارجية وضح أن الهدف الأكبر عندهم  [[ بتوجيه خارجي ]] هو تغيير مفاهيم الدين الحق وتجفيف منابع الدين الإسلامى مع إستغلال فشل المنسوبين للدين الإسلامي وتصوير الدين الإسلامي أنه فاشل لفشل المنسوبين إليه ، والتحول من ثم إلى المادية البحتة والكفر البواح ، وهم أكفاء في هذا المجال أي مجال تجفيف منابع الدين الاسلامي بصرف النظر عن الكفاءة في مجال الوزارة المطلوب ، وفصل الدين بأي صورة من صور الفصل وأي شكل من أشكال الفصل وأي حجم من أحجام الفصل كلها كفر مخرج من الملة وضررها أكبر من القتل ، وسعيها لهذا الفصل  فتنة تؤدي هذه الفتنة إلى كفر الملايين من السودانيين وخروجهم عن الإسلام والخروج عن الاسلام فتنة ضررها أكبر من القتل بالإضافة لما سيحدث من إقتتال بسبب ما سيأتي من تضييق علي الاسلام والمسلمين وقبله أي الآن سيسعون لتمكين أنفسهم في السلطة ومناصب  الدولة ثم يعيثون ويزورون ويكذبون كما يريدون قال تعالي : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)[سورة البقرة 204 – 205] ، فتقديم الشيوعية أو العلمانية أو الملحدين أو الديمقراطيين أو غيرهم من رافضي قيادة الدين  أي المؤيدين لفصل الدين عن الحياة أو أي جزء منها ، تقديم هؤلاء ليكونوا قادة لهم وللناس يثقون فيهم ويقعدون معهم ويرجون خيرهم ، من يفعل هذا أو يعاون  أو يرضي عنهم هو منافق علي مستوى الفرد وهم منافقون علي مستوي الجماعة (عند الله) بنص القرآن قال تعالي : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[سورة النساء 138 – 140] . العزة لله جميعا ، يعني مباشرة أن في الإنحياز لله العزة كل العزة  ، ويعني مباشرة أن العزة كل العزة في التمسك بدين الله الإسلام ، ويعني مباشرة أن العزة كل العزة في الحكم بما أنزل الله في الصغير والكبير بغير عزة الله تكون الزلة والمهانة ، قال تعالي : ( ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩)[سورة الحج 18]  . قال تعالي : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[سورة الزلزلة 7 – 8] . دلالة الآيات  واضحة علي أن الإنسان محاسب علي أقل حركة بل أقل كلمة ولو بلغت من الصغر مثقال ذرة والحساب لا يترتب الا علي الأحكام التى صدرت إلاهيا على واقع حال أقل حركة وأقل كلمة ، فسقط بهذا وغيره فصل الدين ( الطاغوت) جملة وتفصيلا ، فثبت أن تأسيس الدولة علي أساس الدين والعقيد فقط يتم عن طريقه تحقق كافة الحوائج والمطالب وتؤسس كافة المؤسسات عاجلا وآجلا قال تعالي : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[سورة التوبة 109] ، وليس فصل الدين مطلب التغييريين أساسا  بل هو مطلب ( الحرامية ) المتسلقين تسلقوا كما يتسلق اللصوص ، من سرق ثورة الشعب ويتربص لمزيد  من سرقة جهود وتطلعات الشعب السوداني المسلم ، ماذا تتوقع من لص ومعادي للإسلام؟؟؟!!! .
    https://youtu.be/-Y6eRT9ZaCc
    العلمانية  منبعها وفرض مفهوم نظامها بالقوة.

    https://youtu.be/02zh9B6bHrk
    خمسة أسئلة من ملحد بإجابتها تم نسف الإلحاد داخله .

    سؤال حير الملحدين : https://youtu.be/B6PdELQOe-Q