حيدر المكاشفي

نفير الخريف ينطلق من منزل علي عثمان المسترد


في هذه الأيام الخريفية الماطرة والتي تؤشر الى تزايد هطول الامطار بمعدلات متزايدة مصحوبة بسيول وفيضانات بحسب تقارير وقراءات الاختصاصيين بهيئة الارصاد والجهات الاخرى المختصة، علاوة على ان امطار الايام الماضية التي عمت اقطار البلاد قد خلفت فعليا عددا من الاضرار المادية بتهدم مئات المنازل وفقدان عدد من الانفس العزيزة نسأل الله لهم الرحمة، تبرز الحاجة الى سواعد الشباب وهمتهم العالية للتصدي لما هو قادم ومحتمل من سيول وفيضانات، وذلك بتنظيم انفسهم واعداد عدتهم وعتادهم ليوم كريهة وسداد ثغر، وليس ذلك بالجديد ولا الغريب عليهم، فقد شهدنا لهم مواقف مشرفة في السابق، فكانت هناك جماعة شباب نفير التي ابلت بلاءا عظيما خلال احد المواسم الخريفية وقدمت ملاحم بطولية مشهودة وتقدمت الصفوف لانقاذ المنكوبين حين تقاعس وتخاذل النظام البائد بل وكان يقابل عطاءهم ذاك ليس بالجحود والنكران فحسب وانما ايضا بمحاربتهم ووضع العوائق والمتاريس امامهم للحد من انطلاقتهم الوطنية الرائعة، وكانت هناك مجموعة شباب شارع الحوادث الذين بذلوا واعطوا من اجل المرضى المعوزين ولم يستبقوا شيئا، فقد كرسوا كل جهدهم لخدمة فقراء المرضى العاجزين عن سداد قيمة الروشتات الطبية في صمت وتفان ونكران ذات، وظلوا يعملون بشارع الحوادث على مدار اليوم بنظام المناوبة، غير مبالين بالرهق والسهر وغير عابئين بشيء مثل تركيزهم على خدمة ضعفاء المرضى، لم يسعوا ل(الشو) ونشر هذا الجهد المقدر ولم يتصيدوا الأضواء بل كانوا في شغل شاغل عن كل هذا الرياء، وغير (نفير) و(شباب شارع الحوادث) كان هناك غيرهم وغيرهم من الجمعيات والمجموعات الشبابية التى انخرطت بقوة في مختلف مناحى العمل الطوعي والانساني، وهذا هو المأمول والمرجو من الشباب ان ينهضوا ويستنهضوا هممهم ويحشدوا قدراتهم ومقدراتهم للبناء والتعمير خاصة في هذه المرحلة المفصلية التى تحتاجهم بشدة..
في الانباء ان مجموعة نفير اعلنت استعدادها وشمرت عن سواعدها للعمل في درء الكوارث والفيضانات الحاصلة حاليا والمتوقعة بالتعاون مع لجان الطوارئ الحكومية داخل محليات ولاية الخرطوم بالتنسيق مع اللجنة العليا للطوارئ. وقالت (نفير) إن عضويتها تضم اكثر من ١٣ الف شاب وشابة بينهم مهندسين وأطباء مستعدون للمشاركة في كافة المجالات مثل البيئة والنظافة ودرء كوارث الامطار والسيول والفيضانات .
ومن جانبه تعهد والي ولاية الخرطوم أيمن خالد نمر بتوفير كافة المعينات لنفير حتى تقوم بدورها كاملا بالتنسيق مع اللجان الحكومية. وأعلن الوالي خلال اجتماعه مع نفير عن تسخيره منزل نائب الرئيس المخلوع علي عثمان محمد طه الذي يتكون من اربعة طوابق للمجموعة واستخدامه كمقر دائم لها..وان كانت لنا ثمة كلمة فى هذا الخصوص فلن تكون بالطبع فيما يخص عمل هؤلاء الشباب، فهم اصحاب الخبرة والتجربة والابداع في ذلك، وانما لنقول للشباب ولمنظمات المجتمع المدنى كافة ان يوم حوبتكم قد جاء ودوركم اليوم مطلوب بشدة وخاصة في لحظات الشدائد، فمن غيركم يبني الامة ويشيد نهضتها ويمتن نسيجها ويعمل على تماسك وحدتها بعد أن فرقتها المشاكسات السياسية والاحترابات القبلية. فهموا وهلموا لساحات العمل الوطنى المنتج والمثمر..
الجريدة
حيدر المكاشفي


تعليق واحد

  1. بقولك ان النظام السابق كان يقابل عطاء الجمعيات بالجحود ويضع المترايس في طريقهم قد فارقت الموضوعية ودخلت جوقة المنافقين والمحللين لنظام ولد فاشلا وقصم ظهر الدولة السودانية وهذه مساهمته معهم نراها يوم لا ينفع مال ولا بنون