استراتيجية التحكم في الشعوب بـالتدرج في الملعب السوداني
ذكر نعوم تشومسكي التدرج ضمن استراتيجيات التحكم في الشعوب كوسيلة لتطبيق سياسات تفتقد السند الشعبي علي دفعات.
طبقت الحكومة السودانية إستراتيجية التدريج حرفيا لتنفيذ عدد من السياسات التي تفتقد القبول الشعبي.
على سبيل المثال ، بدأ التطبيع مع إسرائيل بإحضار اللواء برهان لموظفة إسرائيلية/يوغندية, نجوي قدح الدم, وبرها بـمكتب في القصر الجمهوري مع امتيازات لا يعلمها الا هو. ولم يعترض أحد من المعارضة ولا مجلسي السيادة والوزراء علي شذوذ وجود مستشارة لرئيسي دولتين اجتبيتن معاديتين داخل قصر الحكم في انتهاك مريع لسيادة الدولة وكرامتها .
ثم رتبت المستشارة للجنرال لقاء نتنياهو في أوغندا. ولم تتخذ الأحزاب الرافضة في تحالف قحت رد الفعل الكافي والمناسب . تشجع التطبيعيون وقاموا ببعض المناورات وتوزيع الادوار واطلاق الأكاذيب وفرضوا خيارهم الفوقي باسم شعب لم يفوضهم في الامر.
ما كان للتطبيع أن يحدث لو كان هناك احتجاج حزبي وجماهيري قوي على اختطاف الجنرال لملف العلاقات الخارجية بـالاجتماع مع نتنياهو واهدار المدنية والعودة الِي الحكم العسكري الاستبدادي.
وقد كان من الممكن مواجهة الخطوة من موقع صلب بما انها اجرائيا خطأ لأنها تقفز فوق المؤسسات ولا تستشير مجلس الوزراء ولا الرأي العام وتضع السياسة الخارجية في يد فرد من العسكر ينتمي الِي مجلس بشرنا السنابل بالميكرفون بأنه تشريفي.
لكن بما أن الأحزاب الرافضة لم تقم بما يكفي للردع ، فقد تشجّع الجنرال وبطانته من المدنيين وحدس ما حدس.
تم استخدام نفس استراتيجية التدرج لرفع دعم السلع. أولاً ، أطلقت الحكومة حملة دعائية مكثفة من الأكاذيب التي صورت الدعم على أنه أصل كل الشرور الاقتصادية وأن رفعه سيمهد الطريق للتنمية الحقيقية التي تشمل المزيد من التمويل للبنية التحتية والصحة والتعليم . ولم تقم احزاب قحت بما يكفي للتصدي علي الهجوم المبكر علي الدعم. وقبل ذلك لم ترفض قحت ولا لجنتها تعيين وزيرين موقفهما المعادي للدعم معلن ومنشور.
ثم قامت الحكومة بعد ذلك برفع الدعم جزئياً فقط. ولم تواجهها معارضة حقيقية, ثم انتظرت بضع أسابيع وصبت جرعة رفع أكبر من خلال تطبيق السعر الحر للبترول والخبز مع وجود الشق المدعوم منهما في السوق,
وبعد ان يتقبل الشعب المنهك هذه الجرعة فإن الخطوة التالية هي إنهاء وجود المدعوم من النفط والخبز بالكامل. العذر الذي سيستخدمونه جاهز وهو أن السماسرة يستربحون من بيع المنتجات المدعومة بأسعار السوق غير المدعوم.
يتم استخدام نفس التكتيك لترسيخ كنكشة هذه الحكومة غير المنتخبة الِي امد مفتوح. بدأ التدرج بالقطارة بتمديد ولاية الحكومة الانتقالية بعد الاتفاق مع الجبهة الثورية وحساب عمرها منذ تاريخ الاتفاق بدلا عن أغسطس 2019 (عمري قبلك ضايع يحسبوهو ازاي عليا , أو كما قالت الست ام كلثوم).
وهكذا داسوا علي الوثيقة الدستورية وزادوا علي ذلك باعتداء اخر علي الوثيقة يسمح لكادر الجبهة الثورية (الاشراف الجدد الذين رفع عنهم القلم) بالمشاركة في الحكومة الانتقالية واحتفاظهم بحق المشاركة في الحكومات التالية وهذه سوابق سيتم استخدامها في خرق الوثيقة متى ما راق لهم ذلك في المستقبل.
والمتابع الحصيف لن يتفاجأ إذا انتصب القوم بتمديد الفترة الانتقالية مرة أخرى لسنوات يعلمها الرب، تحت أي عذر وما اكثر الاعذار في جمهورية الرويبضة. ولن يكون غريبا إذا قاموا بـتغيير آخر في الوثيقة الدستورية يسمح لجميع أعضاء مجلسي السيادة والوزراء بالمشاركة في جميع الحكومات المستقبلية.
كل هذا لا يعني ذكاء مخططي السلطة بـل يعني انهم يتمتعون بخدمات خبراء أجانب حاذقون كما ان الكثير من الكوادر المحلقة حول قصعة السلطة حصلت علي تدريب سياسي اجنبي عالي ومتميز في العقود السابقة.
معتصم أقرع
وهو كذلك ،،،،ما يحدث في السودان تديره أيادي خارجية ،لها مصلحة كبيرة في ما يحدث الآن وما مضى من أزمان ،مستفيدة من طلبة البعثات الدراسية والدورات الخارجية السودانيين ،فيتم غسل ادمغتهم وشحنهم اوشراءهم ومن ثم مساعدتهم للوصول للسلطة لتنفيز أجندة أو مشروع سياسي خارجي ،،،،والساقية لسة مدورة،،والآن الموضوع أخطر مما يتصور الجميع، فبسقوط النظام الأحادي السابق ،انفتح الباب بمصرعيه أمام كل أصحاب المصالح السياسية وعملاءهم بالداخل ،مع وجود قولة مدججة بالسلاح،،،تحمي مصالح الأسياد بالخارج ،هذا على قمة الهرم السياسي،والقيادي ،،،معاي المواطن أن يختار ،