الهواري: الحكمة.. الحكمة، أيها العقلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
══════❁✿❁═════
الحكمة.. الحكمة، أيها العقلاء
══════❁✿❁═════
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم آمنا في دورنا وأصلح شأننا وسائر أمورنا، وبعد:
فمن الفتن التي أطلت بقرونها في خضم فتنة الحرب ما بات يروج له بعضهم من الاصطفاف القبلي؛ فقد برزت أصوات تتعالى بدعاوى الجهوية والعصبية للقبيلة، وظهرت رسائل قبلية: بعضها في صورة بيانات، وبعضها مقاطع صوتية، وبعضها فيديوهات، تنادي بالقبلية والتعصب لها، وتتفاخر وتدعي القوة والسطوة وأنها صاحبة الحق أكثر من غيرها، وتتخذ مواقف مبنية على القبيلة وما شابه ذلك، وهذا منحى خطير، وانحراف كبير، وأمرٌ بعناية العقلاء والحكماء جدير.
⚠️ فهو أمر سيهدم بنيان بلادنا، ويعرض النسيج الاجتماعي للتهتك والتمزق، ويؤدي إلى انتهاك الحرمات، وذهاب الأموال، وإزهاق الأرواح، وتفرق الشعب السوداني أيدي سبأ، ومفاسده أكثر من أن تحصى.
فالله أسأل أن يقينا شره، ولا يكتب لدعاته نجاحًا أبدًا.
✍️ أيها العقلاء: هذه الدعاوى مخالفة لكل المباديء الدينية، والعقلية، والقانونية، والسياسية:
👈 فهي مخالفة للشرع _ الذي يدين به عامة أهل السودان_ الذي ألغى كل الفوارق الدنيوية في التفاضل بين الناس، وجعل الولاء والبراء قائمًا على الإيمان، لا على قبلية أو عرق أو حزب، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيراً}
⏪ “وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ”
⏪ «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»
⏪ “أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى”.
ونصوص الشرع الحنيف في هذا متضافرة.
👈 وأيضا هذه الدعاوى مخالفة للعقل الذي ميز الله به البشر عن الحيوان؛ فإن مقتضى العقل تعاون الناس على بناء بلدهم، والحذر من أسباب الضعف والتخلف عن ركب الدول، والحرص على الأنفس والعروض والأموال.
👈 وهي كذلك مخالفة للقوانين التي تسود العالم المتحضر؛ حيث يتساوى الناس أمام القانون الذي لا يميز بينهم بسبب قبيلة ولا عرق.
👈 ومخالفة لأنظمة الحكم الحديثة التي لا تميز بين الناس بالنظر إلى قبائلهم، بل أصبح الانتماء فيها للوطن الواحد يجتمع أهله على ذلك، لا على قبيلة أو جهة، فالشعب السوداني متساو في انتمائه لبلاده، يتمايزون بكفاءاتهم، وقدراتهم، ونفعهم لبلادهم، وكلهم سودانيون.
💡فهي دعاوى مخالفة لكل المباديء والقيم، هدفها تفكيك بلادنا وتقسيمها إلى دويلات، وبث روح العداوة بين الشعب المتآلف المتصالح، وإشعال نيران الحروب الأهلية، التي تحرق السودان وأهله، ليأتي أولئك الأعداء اللاهثون لينهبوا خيراته، ولو على أشلاء أبنائه، فهل أنتم منتبهون؟.
🔊 فيا أيها العقلاء والحكماء “دعوها فإنها منتنة”، كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وحذار – أرشدكم الله – من الاستجابة لدعاوى الجاهلية، وهلم إلى كلمة سواء: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ».
📖 متفق عليه.
___________________
نشر بتاريخ: ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٤هـ، الموافق 2023/7/8م
════════❁══════
📙 فضيلة الشيخ الدكتور: حسن أحمد حسن الهواري حفظه الله 📙