كمال الجزولي … أحد سحرة الكتابة السودانية
كمال الجزولي … أحد سحرة الكتابة السودانية …
مصحف الشيخ … ومصحف العتوت ..
سحرة الكتابة السودانية ، هذا وصف أطلقته من نفسي وبيني وبين نفسي ، وكان أول من نال هذا الاستحقاق الكاتب كمال الجزولي.
والكتابة الساحرة هي الكتابة التي تسحرك فتجبرك على متابعتها حتى النهاية.
ضحكت كثيرا ولم أنس قصته ذات مرة عن ذلك القروي الذي أتهموه بسرقة عتوت وحين أحضروا المصحف أمام القاضي وأوشك على القسم درءا للتهمة اعترض الشاكي صاحب العتوت وطلب من القاضي أن يكون أداء القسم على مصحف شيخ الحلة فوافق القاضي.
تقول القصة حسبما أذكر أنهم ذهبوا وأحضروا مصحف شيخ الحلة الضخم العتيق المكتوب بخط اليد المغلف بالجلد ، وما أن رآه المتهم حتى أخذ يرتجف ويتصبب عرقا وصاح بالقاضي محتجا : يا مولانا … عليك الله ده مصحف يحلفوا بيه لعتوت ؟!
ضحكت وقهقهت للقصة ومدلولاتها وارتباط القداسة في أذهان البسطاء بمظاهر شكلية ، وتأملت في المصحف الذي كان أمامي بحجم يعادل راحة اليد.
كنت حين أقرأ بعض كتابات كمال الجزولي أشعر بالأرهاق لغزارة المعاني ودسامة الصياغة فأقرأها بالأقساط المريحة لأرتاح ثم أعود لأواصل.
وساحر الكتابة عندي يمكن أن يكون ماركسيا أو إسلاميا أو سلفيا أو حتى القراي !
وفي ساحة الفيسبوك هذه منحت بعض الكتاب عضوية نادي سحرة الكتابة السودانية أمسك عن ذكرهم فهي على أية حال جائزة فردية.
اللهم أغفر وأرحم شريكي في الإسم عبدك كمال الجزولي الذي لم أعرفه ولم يعرفني وما قابلته وما قابلني وأرحم اللهم كل من غادر هذه الفانية نازحا من بيته أو لاجئا خارج الوطن وكلما سمعت الناعي ينعى سودانيا وأجده في الخارج أشعر بضخامة مأساة الحرب التي أضطرت بعضنا في هذه المرحلة للمغادرة وهم فيما تبقى لهم من زمن في أشد الحاجة للراحة في ظلال الروتين والبيئة المعتادة.
#كمال_حامد 👓