رأي ومقالات

نظرات ووقائع: قليل من العلم (ما بعد الإنسان)

ما بين القراءة والإستماع ، كنت وعلى وعى تدهشني نظرات الدكتور وائل خليل ، أستاذ فلسفة العلوم بالجامعات السودانية (الجزيرة والسودان) ، كان يلمح أن نظريات الراسمالية والشيوعية تهدف لصناعة (الإنسان الكامل) أو هذا ما فهمته ، وقد وجدت رؤية منظورا راقيا لدى البروفيسور عبدالله زروق عن فلسفة العلم ، وأذكر أننى علقت على محاضرته بالقول (إن الإنسان يترقى فى مقامات الله حتى تسمو نفسه وتصبح كأنها خارج حال الدنيا ومتعلقة بعوالم اخرى) ورد على بكلمتين (كتر خيرك)..

فى بدايات انتشار دراسة تأثير التكنولوجيا على الإنسان ، اسهم استاذ الإعلام عماد الدين حسن مكاوى بعدة إصدارات ومنها (تاثير التكنولوجيا على وسائل الإتصال) وما توقفت عنده هو سعى هذه الوسائل لخلق حالة تفتيت وتشتيت ( Fragmentation) وتعزيز حالة الفردية (individualism) .. ويبدو لى أنه بنى نظراته على بعض منظورات ارمال و ميشال ماتلار (نظريات الإتصال)..

اليوم أستمعت لهذا المنظور الاكثر وضوحا فى مقطع الفيديو وفيه شرح أكثر لصناعة الإنسان (الآلة) وما أسموه (ما بعد الإنسان) ، وهى رؤية وإن بدأت بعيدة ، فإن بعض حيثياتها صحيحة ، لإن نزع نوازع الخير وتحطيم القيم الدينية والثوابت الاخلاقية ، تحول الإنسان من روح وجسد ، إلى مجرد آلة تتحرك وكأنها خيارات (برمجة) ودون أى إعتبار آخر..
ويصبح الإنسان بلا إنسانية..
هل هذه فعلا ما يريدونه.. ؟ ..

على الاقل المؤشرات تؤكد ذلك وإن عجزوا ، فبعد سلسلة عمليات فاقت 360 مليون لم يستطع الإنسان تفكيك خلية DNA واحدة ناهيك عن مليارات DNA فى كل عضو من المخلوقات .. الله غالب على أمره ..
للنظر والدراسة
د.ابراهيم الصديق على