رأي ومقالات

عزمي عبد الرازق : وثقوا الجريمة بهواتفهم، كانوا يتراقصون حوله كالذئاب المسعورة

محمد عثمان حمد، أحد الكوادر الطبية في مدينة المعيلق، شاب لطيف ونبيل ومحبوب، كان يتحرك بدوافع إنسانية لإسعاف الجرحى، يتحرك كالفراشة على فم الصباح، يحترق ولا يبالي، يعتني بالمرضى والمصابين، لا يحمل سوى يده البيضاء التي تداوي وتطبب الجراح، يحمل الخير لكل الناس، هذا الشاب الشهم الكريم هو الذي ظهر في فيديو عرضته صفحات الدعم السريع، وجهه على الأرض، أفرغوا في جسده عدة رصاصات، وتركوه ينزف لمدة طويلة، وثقوا الجريمة بهواتفهم، كانوا يتراقصون حوله كالذئاب المسعورة.. وقد رأى محمد عثمان وجه قاتله، كانت تلك أخر مرة يبصر فيها المدينة التي أحبها وتعلق بها، الشوارع الغُر والمضايق، اختلط دمه الطاهر بترابها، دمه الأشد توهجاً، موت محمد عثمان فاجع ومؤلم، أدخل المعيلق وريفها في حالة من الحزن، كفن بيوتها الحداد، ليس موتاً عادياً، ولن يندمل جرح غيابه بسهولة، كان محمد رمزاً للفداء والتضحية، أدى واجبه على أكمل وجه وتسلل خلسة كالنور، نسأل الله العلي القدير له الرحمة والفوز بالجنة، وأن يلطف بأهلنا في المعيلق، ويتقبل الشهداء ويشفي الجرحى، ويعيد بقية المخطوفين، ويسبل عليها ثوب ستره وعافيته وأمنه وأمانه.

عزمي عبد الرازق