منوعات

ذهب .. يطيح بالعقل .. وآخر يؤدي إلى السجون

الذهب زينة المرأة وخزينها لسود الأيام.. وكما يقال (الذهب زينة وخزينة).. وأيضاً مصدر افتخار وتباهٍ لحواء.. تتبارى في اقتنائه.. ويتنافس الصياغ في صناعة الجديد من تشكيلاته.. وهو لا غنى عنه في كل البيوت السودانية. مثلما لا غنى عنه في خزائن الدول إذ يشكل احتياطيها الأساسي لصنوف الدهر وتقلباته.
ولكن الجديد في الذهب.. ما يسمى بـ (الفالصو) الذي تستخدمه النساء خاصة الشرائح التي لا تستطيع شراء الأصلي منه.. وهو كما يسميه البعض خدعة نسائية ذهبية.. وظهر (الفالصو) في السوق بأشكال متعددة.. يتم استيرادها من الهند وسوريا وغيرهما.. ويقول الكثيرون إن الذهب أنواع منه الأصلي ويتمثل في عيار (42-12-81).. ومنه (الفالصو) الذي تخدع به النساء عقول الرجال في المناسبات ومنهن من تضعه شركاً لاصطياد شريك العمر ممن تغريهم مثل هذه الأشياء.. يقولون (ذهب يطيح بالعقل.. وآخر يؤدي الى السجون)..
«الرأي العام» مع الكثير من القصص المتداولة عن (الفالصو) تجولت في استطلاع بين شرائح مختلفة تبحث عن سر الذهب.. يقول عبد الرحمن صاحب أحد محال الإكسسوارات: يعد موسم الأعياد الأكثر إقبالاً على شراء الذهب (الفالصو) وهو أنواع تختلف أسعاره من الأجود الى الأفضل جودة وتشكيلاً.
* سارة إحدى النساء من اللائي حضرن لشراء مجموعة من الأسورة الذهبية قالت لنا: الظروف الإقتصادية تحرم الكثير من النساء شراء الذهب الخالص فيلجأ للذهب (المغشوش) وهو يحتاج للتغيير لأن لونه يتغير بسرعة.. رغم أنه صعب التعرف عليه أوالتفريق بينه والذهب الخالص.
* وتعترف (منى) أنها من مدمنات الذهب الفالصو وهي تلبسه للتفاخر بين النساء في المناسبات وقليلات جداً من يكتشفن سره.. وتروى نجلاء طرفة أن لصاً دخل بيتها في غيابها فوجد كميات من الفالصو بقربها ذهب خالص ومبلغ مالي فأخذ الأول وترك الخالص والقروش.. وتعتقد أنه انبهر بتشكيلاته وبريقه وخدع فيه.
* في سوق الذهب بالخرطوم.. وأثناء جولتنا يقول الصياغ إنهم لا يتعرضون للغش فهم يعرفون الذهب من خلال الكشف والختم الموجود عليه الذي يوضح العيار.. ولكنهم لم ينفوا وجود بعض الحالات حينما يأتي أحد الأشخاص لعرض مجموعة منه.. وعند الفحص واكتشاف الغش يخبر الزبون.. بأن ذهبه فالصو.. يقول الصائغ بصيري هجو: الخداع لا يحدث عند تجار الذهب وإنما في الأحياء السكنية وبين النساء.. ونصح أن من يشتري ذهباً عليه الرجوع الى الصياغ أولاً قبل إتمام عملية الشراء للتأكد من نوعه، ومثل هذا العمليات تحدث في مسألة البيع والشراء كثيراً حتى القلة من السراق أو من يجد قطعة على قارعة الطريق ويأتي إلينا بطريقة ما نكتشفه بسهولة.. وهنالك من يهرب قبل أن يأخذ ذهبه.
أما الباحث الاجتماعي د. أشرف أدهم أستاذ علم الانثربولوجي والاجتماع السياسي بجامعة النيلين فيقول: يعتبر استخدام النساء للحلي التي يطلق عليها (الذهب الصفر) وهو عبارة عن أدوات للزينة تصنع من مواد عادية وتطلى بماء الذهب استخدم قديماً وذلك لأن الذهب الحقيقي يعتبر من أغلى المعادن وبالتالي لا يستطيع كل أفراد المجتمع التزين به، أما من ناحية التأثير النفسي والاجتماعي للنساء اللائي يستخدمن هذا النوع من الحلي فلا نستطيع أن نجزم بأن كل اللائي يستعملنه يعانين من الإحساس بالإحباط، ربما تكون هناك فئات قليلة تعاني من هذا الشعور ولكن هنالك قاعدة بأن الإنسان دائماً يبتعد عن مسببات الإحباط.
من ناحية أخرى لا نستطيع إلاَّ عبر القياس العلمي أن نجزم بأن استخدام النساء لهذا النوع من الحلي سببه التدني في مستوى الدخل الاقتصادي وذلك لأن هنالك بعض النساء اللائي يمتلكن ذهباً حقيقياً ويستخدمن أيضاً ذهب الموضة.. بالإضافة الى أنه يرتبط بالعامل النفسي في حب الأشياء البراقة لدى النساء باعتيادية استخدام هذا النوع من الحلي. ويضيف د. أدهم: لا أعتقد أن هنالك مشكلة اجتماعية أو نفسية يسببها هذا النوع من الحلي وإلاَّ ما راجت تجارته.

صحيفة الراي العام