عبد اللطيف البوني

ام زيت والبنات الضيفات


[ALIGN=CENTER]ام زيت والبنات الضيفات [/ALIGN] العالم السويدي الفريد نوبل (1833 -1896 ) مخترع الديناميت – اي طوّر صناعة الموت رغم لما للديناميت من فوائد- أوصى بعد موته أن يذهب جزء من ثورته الكبيرة الى جائزة باسمه تمنح للذين خدموا البشرية في مجالات العلوم والآداب والسلام فكانت جائزة نوبل الشهيرة. اما جائزة الأوسكارفتعود الى أن اكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية خصصت جائزة لمن يتفوق في عمل سينمائي نصاً واخراجاً و تمثيلاً وسميت الجائزة باسم الأكاديمية ولكن أمينة مكتبة الأكاديمية عندما رأت تمثال الجائزة قالت إنه يشبه عمي أوسكار فأصبحت تعرف بالأوسكار منذ العام 1928. شاهدنا في هذه الرمية اسم الأوسكار اذ اتضح لنا أنه رجل من غمار الناس ولكن القدر جعل بنت أخيه مارغريت هبريك تنطق اسمه في حضرة اصحاب الجائزة ولما كان الاسم فنياً فقد أصبح الآن على كل لسان . تأسيساً على هذا يمكن ان تكون لدينا نوادر وأمثال سودانية تنبع من مجتمعات محلية وأصبحت قومية تستخدم على نطاق القطر مثل “ديك المسلمية” و”ديك البطانة” و”ديك العدة” ومثل “تيس المناصير” وأخيراً “تيس حمد”. فالآن اذا قلت لأي سوداني تقريباً أن الحزب الفلاني متل “ديك المسلمية” تكون قد ارسلت رسالة مختصرة بها الكثير من المضامين لايفمهما إلا سوداني وكذلك “تيس المناصير”. عندما كتبت قبل عدة شهور تحت عنوان (جامعة ود الطريفي) وحكيت فيها قصة جدنا على ود الطريفي – رحمه الله رحمة واسعة – عندما جاءته ابنته التي نجحت في دخول المدرسة الوسطى وكان في ذات الوقت قد تقدم لها خطيب وهي لاتدري فأخبرته بنجاحها فأمّن على ذلك بالقول إنها فعلا ناجحة وهو يشير الى الخطوبة وهي تشير الى المدرسة وذهب الى أكثر من ذلك وقال إن (البنت جامعتها العرس) فأصبحت قولته مضرب مثل في قريتنا لدرجة القول ان بنت فلان (تخرجت طبيبة ولكن أفضل ليها جامعة ود الطريفي) وأن فلاناً (دخّل بناته كلهن جامعة ود الطريفي). عندما نشرت هذا كاتبني بعد عدة سنوات أحد القراء الاعزاء من ولاية النيل الأزرق وقال لي انهم تلقفوا جامعة ود الطريفي وأصبحوا يشيرون لها في حالة زواج اي متعلمة في المنطقة حتى الخريجة الجديدة عندما يباركون لها يقولون(أها عقبال جامعة ود الطريفي). في بلدة مسيد ودعيسى كانت أحدهم ممسكا بـ(الكشف) في احدى المناسبات الإجتماعية_ والكشف هو الدفتر الذي تكتب فيه اسماء ومساهمات الأهل والأحباب في المناسبة المعنية- فذلك الرجل تصرف في الكشف لمصلحته وساعة الحساب عندما قارن الدخل بالمنصرف وجد ان هناك فرقاً فما كان منه إلا وأن كتب على المبلغ المفقود (ترحيل البنات الضيفات) فأصبحت مثلاً في المسيد فكل من يقوم بعمل عام فيه دخل ومنصرف يمزحون معه بالقول (اها ترحيل البنات الضيفات كم؟) وان كان هناك شك في نزاهة الشخص المالية يقولون (دا برحل البنات الضيفات). في بلدة التكينة اشتكى احدهم احد التجار وكان شهود التاجر من الذين كانوا يجالسونه في الدكان وكان يقدم لهم الأكل( كسرة بالموية والزيت) اي يصب الزيت على الأكل ولما كانت شهادتهم في مصلحة التاجر أرجع خصمه الى انهم(أكلوا أم زيت) فأصبحت مثلاً في التكينة يضرب في حالة الرشوة غير المباشرة. قبل أيام قابلني أحد الأصدقاء من التكينة وقال لي بالحرف(مالك خليت الكتابة في مشروع الجزيرة ولا أكلت أم زيت؟). في تقديري ان “ترحيل البنات الضيفات” و”اكل أم زيت” يمكن ان تكون أمثلة قومية. عزيزي القاري ان كان في منطقتكم أمثله من النوع أعلاه أرجو مدّنا بها لنشرها حتى يعلم الجميع ان هذا الشعب شعب مبدع بالفطرة.

صحيفة التيار – حاطب ليل22 /1/2010
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. “ديك المسلمية” و”ديك البطانة” و”ديك العدة” ومثل “تيس المناصير” وأخيراً “تيس حمد”.
    جزيت خيرا استاذ عبد اللطيف البونى. ديك المسلمية وتيس المناصير تقريبا تجلت ، وتيب ديك البطانة وديك العدة وتيس حمد نان ديل شنو؟ شن المناسبة؟… نرجو التوضيح لمن يملك فهمها ان كان لديه وقت وبوركت خيرا.
    حقيقة هنالك الكثير من الأمثال القومية ، يرددها الكثير لكن بعضهم يفهم معانيها ولا يعرف سبب نزولها!.
    فكرة تحفة نرجو من يكتنز مثل هذه الثروات مدهالينا للجيل الحالى وجيل المستقبل.

  2. 😉 يا استازى الجليل ابعبده انا من طيبة الخليفة جمبك وابوى زميلك فى مرحلة من المراحل الدراسية المهم عايز اقوليك كتاباتك رايعة الى حد انو نزيح بها مشقة العمل لنبدابها مرحلة جديدة وبروح جديدة لك هذا الالمثل عندنا ولدن لينا جا لى جدو حاج البشير قاليهو والله يابا انا امس حلمان راكب لى جمل ابياض وماشى فى نجيله خضرا مدالبصر ومستنى جدو اقوليهو جايك خير كثير لكن قاليهو دا الموت ياولدى قاليهو لكن ست انزلقت بى ضنب الجمل فاصبحت مضرب مثل اتمنى ان تنشر هذا ولك الود حتى ترضى