عبد اللطيف البوني

منقة , منقة , منقا أو منقا


[ALIGN=CENTER]منقة , منقة , منقا أو منقا [/ALIGN] طماطم الجزيرة التي كتبنا عنها هنا يوم الخميس الماضي وقلنا إن جبايات الطريق قد حبستها في الجزيرة فكسدت وبارت وسيترك الناس زراعتها لكي تستورد من الأردن في بعض المواسم كما هو حادث الآن وفي نفس الوقت حرمت سكان العاصمة المتاخمين للجزيرة من فرصة لتخفيف غلاء المعيشة في موسم الطماطم على الاقل فكانت نتيجة الجبايات كساداً في الجزيرة وتضخماً في العاصمة وفقراً مستشرياً و(برضو) الحكومة تقول محاربة الفقر فنحن نقول لها بطلي صناعته أولا وخليك من محاربته. استطراداً على موضوع الطماطم بعث لنا السيد نجيب سيد مصطفى بموضوع عن منقة ابو جبيهة ( الحلوة الصافي لونها مثل منقة كسلا التي غنى لها النعام آدم) فيقول الاخ نجيب ان جبايات المنقة في ابي جبيهة تبدأ من الزراعة فبمجرد تحديد الجنينة تدفع ضريبة لأنك تستأجر أرضاً من الحكومة (شوفوا تشجيع الاستثمار هنا كيف ). وعندما تنتصب الأشجار واقفة وهي محملة بالثمار يأتي مندوب الحكومة ويحصيها شجرة شجرة ويطالبك برسم مالي عن كل شجرة(طبعا دي ضريبة الإنبات واتفرج ياسلام). ثم يقوم الزراع بتعبئة المنقة في كراتين(طبعاً الكراتين القادمة من خارج المنطقة حتماً تعرضت لجبايات طريق) لزوم تصديرها لدولة الخرطوم حيث الطيارة بتقوم والرئيس بنوم والقروش بالكوم وهنا تعال شوف من راكوبة لى راكوبة ويدك على جيبك وفي الراكوبة الواحدة احيانا تجد سبع ضرائب من زكاة ودمغات و أيه ماعارف وحياة برية وضريبة ولاية وضريبة محلية و(ضريبة حمدو في بطنو وأنا ما بفسر وانت ما تقصر) وعندما تصل السوق المركزي الخرطوم هاك يانفايات وضريبة أسواق وماعارف أيه بس تدفع ليصبح سعر الكرتونة في المتوسط سبعين جنيهاً بينما في ابوجبيهة بعشرة جنيهات (وزول دائرها مافي). بعملية حسابية بسيطة ان الكرتونة يتضاعف سعرها ست مرات بفضل جبايات الطريق (ابقاها الله زخراً لبلادنا الحبيبة) وإذا علمنا ان اللوري يمكن أن يحمل ثلاثمائة كرتونة فلو حذفنا كل رواكيب الجبايات يمكن ان تكون تكلفة الترحيل خمسة جنيهات فقط للكرتونة معليش قول عشرة ليكون سعر الكرتونة عشرين جنيهاً (على الطلاق بالطريقة دي يمكن ان تنافس منقتنا منقة العالمين جميعاً في السوق الخليجية وغيرها) هذا في المتوسط فأحيانا يمتليء السوق المركزي لتصبح برماد القروش. والحال هكذا يكون من الطبيعي أن يصيب انتاج المنقة البوار والكساد في ابوجبيهة فالسيد نجيب يقول إن أربعين في المائة من الناتج يتلف تحت شجرته ويترك للبهائم والذباب (والبهائم نفسها اذا خرجت تكون معرضة لذات الجبايات اما الذباب فهوالآخر لم يقصر في أداء دوره) والمحصلة النهائية أنْ هجر الناس جنائن المنقة التي أصبحت ما جايبة حقها لأنه زارعها غير مستفيد منها و(متكرعها) في الخرطوم وبقية انحاء السودان ليس واجدها رخيصة وهذا الذي يدعم سيناريو الكساد والتضخم والفقر المنتشر الذي تصنعه الدولة بيديها وليس بسبب الجفاف والتصحر او الفيضانات والسيول او المؤامرة الامريكية الامبريالية العواليق. يختتم السيد نجيب سيد مصطفى رسالته الهامة والمليئة بالمعلومات المفيدة قائلاً( أخي البوني خيرنا وافر والمولى سبحانه وتعالى لم يقصر معانا مطلقاً وبدل الميل مليون ونصف ولكن المحقة حاصلةمع تحياتي لكم بعصير منقة منعش بعد سلطة طماطم بالدكوة وزيت السمسم) ومن جانبي أقول لنجيب (أدونا منقتكم نمص ونديكم. ونديكم طماطمنا تاكلوا وتدونا ولكن بالبريد الالكتروني فقط لأن الحكومة منعتنا من التبادل المادي المباشر وصرفت لنا صفافير طوييييلة وكثيييييرة وتصفر يابلدي الحبيب ).

صحيفة التيار – حاطب ليل – 1/4/2010
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. روعة في الطرح والتعاطي مع المشاكل ..
    تحية لك وتحية عبرك نهديها للدكتور نجيب سيد مصطفى فهو شخص مع انه جعفري ابيض الا انه عشق الجبال ولم ينفك من اسرها –يتفاعل مع مشاكلها وهموم اهلها ويطرح بعمق المشاكل ..
    شكرا لك دكتور بوني فانت تبلي حسنا و ان شاء الله في ميزان الحسنات..