هاجر هاشم

ذات الحطام … وذات البقايا


[ALIGN=CENTER]ذات الحطام … وذات البقايا[/ALIGN] عندما تصبح بقايا من أشلاء نفسك تتوه على متسعات الأشياء تفر إلى العدم .
حين تسبق كلماتك أفعالك عندها تحس بأنك فتات لا أصل له وأن اضيق ما تحس به لا يملك محدودية.
يناوبك إحساسك ويتعدى على بواطن أفكارك لماذا ترضى إذاً أن تكون بقايا محطمة من إنسان يملك معظم مثبتات الحياة ، يتنفس ، يأكل ، ينام ويتجاوب مع الآخرين .
فلماذا تجعل مداخلك دروباً لقرى النمل ، ولماذا تترك العناكب تنسج خططها عليك .
متي ستقرر إذاً ببدء الجولة الحقيقية في حياتك ، متي تزيل عنك بقايا الأغبرة التي علقت في تفكيرك وجعلتك اسيراً للضبابية .
حاول أن تتفهم طرقك للعيش دون أن يبقى منك شيء ليمتلكه اليأس وتسكن عليه مواقيت الضياع .
عندما تبيع نفسك تحطم الجميع للوصول إلي الفراغ ، تقتل مبادئك، وتدس لها السم في مبررات أنت تعلم أن ليس لها جدوى .
هكذا تكون بقايا من إنسان لم يعثر بعد على إنسانيته ، فاجأته الليالي وهو كما هو على ذات الحطام وذات البقايا .
لا يملك أجنحة للتحليق ولا خرائط للطرقات ولا كلمات بالمضي . لكنه يملك كل مقومات التوهان عبر منافذ الإغراء الكاذبة المدمرة لما تبقي من اثباتات الإنسانية ، ولا بد من تنظيف تلك العوالق التي لا تجعلك تتقدم خطوات للأمام .
افهم نفسك وتعايش مع المتداخلات الجديدة زل عنك اتربة الرحيل اغسل عينيك لترى جيداً .
هل تدري عندما تنفعل دواخلك وتلملم ذاتك سترى خلف الضباب وستكون رؤيتك واضحة شديدة البقاء .
تجنب اليأس ولا تجعله يقف بينك وبين صباح ينتظرك ، أن تجعله إبتسامة تتبلور على دواخلك المهدمة لا بفعل الخريف ، ولكنه بفعل نفسك بتراكم الأتربة وأوساخ العمر التي لا تريد إزالتها .

إعترافات – صحيفة الأسطورة -18/4/2010
hager.100@hotmail.com


تعليق واحد