كيمياء الدماغ تقاوم نظام الحمية

[JUSTIFY]كشفت دراسة جديدة لباحثين بجامعة إلينوي الأميركية أن كيمياء الدماغ تقاوم نظام الحمية وجهود البدناء للتخلص من السمنة, كما كشفت دراسة كندية إدمان البعض للأطعمة بشكل يماثل إدمان المخدرات والكحول.

وقال أستاذ الطب وعلوم التغذية غريغوري فروند إنه عندما يبالغ البدناء في محاولات خفض استهلاكهم للغذاء تعمل أجسامهم على مقاومة جهود خفض الوزن, وهو ما يتطلب خفض استهلاكهم للغذاء بشكل أبطأ للتغلب على ذكاء كيمياء أدمغتهم.

وحذر فروند من البداية بالصيام لإنقاص الوزن بسرعة أو تفريغ الأحشاء من الطعام والفضلات، لأن ذلك يطلق تغييرات بجهاز المناعة تعرقل فقدان الوزن.

وقارن تأثيرات الصيام القصير على مجموعتين من الفئران, تلقت أولاهما حمية منخفضة الدهون (10%)، والأخرى حمية عالية الدهون (60%) وأصبحت بدينة, ثم صامت المجموعتان 24 ساعة، ففقدت المجموعة الأولى 18% من وزنها بينما فقدت الفئران البدينة 5% فقط.
تغيرات كيميائية
ويرى الباحث أن هناك عنصر مناعة يتعلق بعملية فقدان الوزن لم يحدد بعد, إذ تظهر البيانات أن الصيام يؤدي إلى تأثير مضاد للالتهاب في النظام المناعي العصبي للفئران النحيفة، في حين تمت عرقلته خلال الحمية عالية الدهون بالنسبة إلى الفئران البدينة.

وأضاف أن بعض التغيرات الكيميائية بالدماغ التي سجلت لدى الفئران النحيفة لم تحدث للفئران البدينة وهو ما يمنع فقدانها للوزن.

كما درس الباحثون الفروق السلوكية بين مجموعتي الفئران من خلال رصد حركتها، وأجروا فحوصات لاستكشاف قدرتها على التعلم والتذكر، ورصدوا مؤشرات الاكتئاب والقلق.

وأظهرت النتائج أن اتباع حمية مع صيام عن الأكل يغير كيمياء الدماغ بطريقة تؤثر سلبا على المزاج والدوافع، وتقوض جهود إنقاص الوزن.

ويضيف فروند أن الفئران البدينة لم تتحرك بقدر حركة الفئران الأخرى, ولم يقتصر ذلك على التنقل بل إنها لم تحفر كما تفعل القوارض عموما، وهذا مرتبط بالاكتئاب والقلق.

وخلص الباحث إلى أن استهلال برنامج لخفض الوزن مع حالة اكتئاب لا يؤدي إلى النجاح.
استهلاك قهري
وفي السياق نفسه قدم باحثون كنديون خلال مؤتمر جمعية السلوك الابتلاعي الدليل على إدمان البعض للأطعمة عالية المذاق، وانخراطهم بوتيرة استهلاك قهري تماثل نظيرتها لدى مدمني المخدرات والكحول.

واستخدم الباحثون استبيانا لعلماء بجامعة ييل لتشخيص الإدمان وفق سبعة أعراض حددتها جمعية الطب النفسي الأميركية، كالانسحاب والتحمل واستمرار التعاطي رغم المشكلات.

وقيّم الباحثون حالات المشاركين البدناء, ووفقا لإجاباتهم صنفوهم إلى “مدمنين” للطعام و”غير مدمنين”، ثم قارنوا بين المجموعتين في مجالات متصلة باضطرابات الإدمان التقليدية.

ولم يختلف مدمنو الغذاء عن غيرهم سنا ووزنا، غير أنهم اختلفوا عنهم من حيث اضطراب الأكل والاكتئاب ونقص الانتباه وفرط النشاط, كما برزت لديهم سمات الاندفاع والإحساس البالغ بمتعة الأكل والميل لتهدئة الذات بالأكل.

وتؤكد النتائج أن إدمان الطعام حالة يمكن تعريفها بأعراضها السريرية، وتتمثل بأحوال سلوكية نفسية مماثلة لاضطرابات إدمان المخدرات، وتقدم دليلا بشريا للمؤشرات المتزايدة على إدمان السكر والدهون في التجارب على الحيوانات.

ويؤمل أن تساعد النتائج في تطوير أساليب علاجية لمن يعانون إفراطا في تناول الطعام وتصاعدا في زيادة الوزن.[/JUSTIFY]

الجزيرة

Exit mobile version