هل نحن أنانيون ..؟!

[ALIGN=CENTER]هل نحن أنانيون ..؟! [/ALIGN] الكثير من الظواهر التي نراها في أنفسنا وفي بلادنا تفرض علينا أن نتساءل.. (هل نحن أنانيون ؟!).

* ليس من السهولة بالطبع أن نجيب بلا أو نعم، أو أن نجيب بدون أن نتناول هذه الظواهر ونخضعها للتحليل العلمي والمنطقي ونصل إلى السبب أو الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها، وحتى لو فعلنا ذلك فإنه يصعب علينا أن نرجح سبب على سبب، كما أننا في كل خطوة نخطوها في تناول هذا الموضوع الشائك نحتاج إلى وسائل إحصائية وتحليلية رياضية معقولة ومقبولة علمياً لتحليل الظاهرة وأسبابها، وحتى لو أردنا إجراء استفتاء بين السادة القراء لتحديد الإجابة بدون الدخول في أي تفاصيل كما تفعل مراكز الاستطلاع، لاحتجنا إلى طريقة إحصائية مناسبة ومقبولة علمياً ــ هذا أمر مفروغ منه، وبالتالي يجب ألا نشغل أنفسنا به، كما أننا بصدد مقال القصد منه مجرد (العصف الذهني) ــ لا أكثر ولا أقل، وليس بحثاً علمياً أو حتى استطلاع رأي نريد منه الوصول إلى نتيجة!!

* الآن، دعونا نأخذ بعض الظواهر القبيحة المتفشية في مجتمعنا ونتحاور حولها ونربطها بالسؤال المطروح:

أولا، ظاهرة (الشخص المنقذ) ــ وينسحب على ذلك الحزب المنقذ أو الحكومة المنقذة … إلخ، بمعنى أن كل من يجلس على كرسي، لا يرى فعلاً جميلاً لمن سبقه في الجلوس، فيبدأ من الصفر إن لم يهدم كل عمل من قبل، أليس فى هذه الظاهرة ما يستدعي التفكير؟!

* ثانياً، الاستئثار بالسلطة مهما كانت صغيرة واستغلالها لأقصى درجة لتحقيق منفعة شخصية أو إيذاء الآخرين. انظر حولك ستجد الكثيرين الذين يحبون السلطة حباً جما ويحرمون منها الآخرين، بل يستغلونها لتعذيبهم بشتى الوسائل، ثم عندما تنظر إلى نفسك ستجد أنك مثال للزهد والفضيلة حتى لو كنت الأسوأ بينهم، ولكنك لن تعترف بذلك، وإذا قاله الآخرون ستضعه في خانة الحسد والحقد .. مرة أخرى، أليس فى هذا ما يدعونا إلى تشغيل عقولنا؟!

* ثالثاً، غياب ثقافة التوفير بشكل كامل من حياتنا على كافة المستويات ــ الأفراد والحكومة ــ باعتباره وسيلة ناجعة لتأسيس مستقبل أفضل لمن سيأتي بعدنا، وليس لمواجهة حاجتنا ــ نحن ــ الآنية والمستقبلية ..!!

خذ كمثال البترول وهو طاقة غير متجددة، وانظر هل هنالك مشروع زراعي أو صناعي كبير أنشئ من عائداته ليكون خميرة للجيل القادم بعد أن ينفذ البترول، إن عائداته الضخمة ذهبت من أجل تحقيق أهداف الشخص أو الجيل الذى يحمل مفتاح هذا الكنز؟!

* وهنالك ما هو أخطر بكثير يتعلق بحياة أو موت أحفادنا ونوع الحياة التي سيعيشونها في المستقبل، وهو ما سيكون موضوع أول مقال لي غداً في (مناظير الأسبوعية) في الصفحات الداخلية بإذن الله، انتظروني!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
11/10/2010م

Exit mobile version