أميرة الفاضل وزيرة الضمان والرعاية الاجتماعية : لم أكن ناعمة لانني في طفولتي،إتشاقيت ومشيت الطاحونة والجزارة والسوق

أميرة الفاضل وزيرة الضمان والرعاية الاجتماعية تدرجت في العمل السياسي وتقلدت عدة مناصب في الجهاز التنفيذي كما عملت في الاتحاد العام للمرأة السودانية في عدة أمانات تدرجت ما بين المناصب الولائية والإتحادية.. قدمت الكثير في مجال العمل الاجتماعي وقادت كرسي وزارة الضمان الإجتماعي الساخن بإقتدار.

«آخر لحظة» إلتقتها وأجرت معها حواراً قلبت معها فيه دفاتر وجهها الآخر وطرحت عليها الأسئلة الصعبة فأجابت عليها بكل إقتدار، وبدون تردد كانت تسبقها إبتسامتها للإجابة على الأسئلة لم تتردد ولم تتلعثم فكانت هذه الحصيلة..

لماذا، هل لأنك كنت منعمة؟

– لا لم أكن ناعمة لانني في طفولتي«إتشاقيت» مشيت الطاحونة والجزارة والسوق وكنت مسؤولة داخل أسرتي لأن والدي كان مغترباً ،وأنا كنت أكبر اخواتي، وتحملت المسؤولية منذ طفولتي، كنت آثرت الدخول لدورة الدِّفاع الشعبي رغم الجدل الكثيف الذي كان يدور حوله فهقياً حول تدريب المرأة عسكرياً، واللغط حول الإحتياج لنا في أوقات الحرب وهل سنقاتل أم لا.. وذهبت لخور عمر «45» يوماً وهي فترة لا تنسى.. أول مرةٍ أعرف يعني شنو إدارة داخلية، والوقوف للساعات الطوال، وكان الناس يسقطون على الارض أثنائها، لكن الحمد لله لم أسقط.

ماذا فعلت حتى عوقبتي؟

– كان عقاباً جماعياً، «أنا أصلو» ما عوقبت عقاب فردي ولا في المدرسة!! وعندما أقول لأولادي لا يصدقون ذلك! لكن ذلك حدث فعلاً، لم أعاقب قط لخطأٍ ارتكبته!! يجوز لانني كنت خوافة أخاف من الغلط، وبالمناسبة كان والدي معلماً، وكنت عندما أدخل لأيِّ مدرسةٍ يقول المعلمون لي لو غلطتي نحن حنخلص حقنا من والدك و قد يكون والدي قام بتدريسهم، وجلدهم في السابق، لذا كنت حذرة،ً ولا «أغلط» تجنباً للعقاب.

هل تتجنبين الغلط حتى الآن؟

– لا أحب أن أضع نفسي في محل اللوم، وهذا ما يجعلني أكون مجاملة في أحيانٍ كثيرةٍ وأعتقد ان الحدة الشديدة ليس من الدِّين لابد أن يتمتع الإنسان بالصَّدر الواسِع.

هل يعترض الأبناء على سفرك؟

– لا لا يعترضون فهم قد قضوا «8» سنوات من عمرهم في الغربة الكبير ولدته في أمريكا، والثاني أخذته«مفتحاً» في الغربة وتربوا في مجتمعات بها كل أنواع الحريات، والمجتمعات المفتوحة، وليس لديهم أي إعتراض على ذلك فهم يأخذون الأمور بصورةٍ طبيعيةٍ.

من يبقى معهم في المنزل أثناء سفرك؟

– أنا من أسرة أعتقد انها ساعدتني جداً، أمي وأخواتي وحتى أخوات زوجي يمكن أن أقول ان أسرتي لها دورٌ كبيرٌ في حياتي، حتى في الغربة كان زوجي الصادق هو الذي يدفعني للدِّراسة والعمل، وإذا حاولت الجلوس في المنزل هو الذي يدفعني فهو من شجعني، والآن ليس لدى أبنائي أي إعتراض على عملي أو أسفاري بالمناسبة أنا عشت بت مغترب، ولم اكن اريد ان يمر أبنائي بنفس تجربتي، لكن الصادق رجل متفهم وطلباته ليس كثيرة وناضج وتعلمت منه الكثير، ساعدني في كل الأوقات.

متى يتملكك إحساس بالتمرد على الوزارة ؟وهل مر عليك وقت تمنيت لو لم تكوني وزيرة؟

– أنا أصلاً لم أتمنى أن اكون وزيرة، ولم تكن طموحي في يوم من الأيام!! لكنها تكليف،، وأنا عضو مؤتمر وطني ملتزم ومزعن لرأي الحزب، حتى عندما إعتذرت رُفض اعتذاري فواصلت وأعتقد أن الوزارة تضيف لي في كل يوم واتعلم منها الكثير، والوزارة مليئة بالأحداث، وفي اي يوم أمسكت بملفاتها إجتهدت في معرفة الملفات والتقارير وسألت عن كل شيء لا أعرفه.. ولا أحب التحدث عن شيء لا أعرفه وأسأل من يعرف حتى اخواني في قيادة الدولة برجع لهم في كثير من القضايا وأشاورهم فيها، وكل هذه الاشياء مطلوبة رغم انها تحتاج لمجهود ذهني وبدني، واذكر عبارة قالتها لي أختنا سامية هباني في الوزارة الولائية في فترة التسليم والتسلم التي استمرت لمدة إسبوعين قالتها لي عندما أحست انني تعبت وحملت الهم فقالت: «الوزارة دي فيها أجر أصلو ما تتخيلوه!! ونحن في هذه الدنيا نعمل للأجر والوزارة دي باب أجر».

يعني صبرتك؟

– «آآآي» إفتكر ان هذه الوزارة بها أبواب للأجر وليس باب واحد وكوني أجلس في هذه الوزارة في هذا التوقيت «حاجه» أشكر عليها المؤتمر الوطني والجهات التي رشحتني وافتكر انها أضافت، وليس فيها أي خصم وأي يوم أجلس فيه تضيف لي!! لكن السؤال المطروح هل ظروفي التي أتاحت العمل في الفترة الماضية هي نفسها؟ أقول لابد إنها تغيرت لكن العمل كعمل ليس فيه مشاكل من الجانب السياسي، فأنا أجد الدعم السياسي كوزير التعامل مع الملفات الحمد لله إستطعت أفهم الملفات وأديرها، الناس الذين يعملون معي فقد سخر لي اللَّه اناس متعاونين ويحبون عملهم في كل إدارات الوزارة نحن الآن مجموعة واحدة ونتحرك كمجموعة فأنا أحب العمل بصورةٍ جماعيةٍ.

بدون مجاملة أنت من الوزراء الناجحين في بلادي!! ما هي أسباب نجاحك؟

– إذا كنت ناجحة فاعتقد ان التنسيق هو أهم أسباب النجاح وتفويض كل إدارة بلمفها..

موقف تجردتي من ثوب الوزيرة وأبكاك كإمرأة عادية؟

– قاعده أبكي كثير أنا واكثر ما ابكاني اسرة الشهداء في الراعي والرعية فهذه الاسر قدمت الكثير حتى إنني لم استطيع الحديث، وأيضاً زيارتي للمايقوما.

قرار ستفتخرين به بقية عمرك؟

– الحاجة الوحيدة التي يمكن ان أقول إنني قمت بها هي الدَّعم الإجتماعي وقد استفدت من تجربة البرازيل فيها وفي سوريا وبريطانيا وهذه إضافتي في مجال مكافحة الفقر، أما ما تبقى فهو كله جهد من سبقوني حاولت تنفيذه، والإضافة له في مجال التأمين الصحي وجهود مكافحة الفقر الاخرى.

الشيء الآخر الذي أفتخر بأنني أكملت بها جهد الآخرين هي قانون الطفل وهو أكثر ما يسعدني.

هل أحسست يوماً بأنك ظلمت أحد ؟

– مش ظلم بالمعنى الواضح ولكنني أعتقد أنني كان بإمكاني التحمل أكثر.

ممكن تقوليه..؟

– قاطعتني، لا

هل تعتقدين أنك تعانين من كونك إمرأةٍ يعاملها الرجال كامرأةو يحاولون السَّيطرة عليها؟

– هذه المشكلة باستمرار تكون موجودة وقضية النظر لك كإمرأة ويمنحوك المكانة التي يجب ان تتمتعي بها هذه موجودة، لكن يتم التغلب عليها بطريقتك في العمل وبالتشدد في بعض الاحيان، وبمزيد من الِّحدة واعتقد ان هذه المشكلة لن تنتهي في الوقت الحالي.

أحلامك؟

– التنسيق، والنظام الذي أحاول التأسيس له خاصةً مع ديوان الزكاة، ووضع إحصاء كامل للأسر وأوضاعها وحاجتها وهذا حلم أعمل له.

ماذا كان إحساسك وانت تتابعين القرارات الاقتصادية الأخيرة ووزارتك مسؤولة عن معالجتها خاصةً لشريحة الفقراء؟

– إحساس كان «صعباً» و«صعب جداً» لذلك وضعت لبنة لمبادرة الدَّعم الإجتماعي وجمعت أوراق الوزارة وقلت لهم اننا نريد أفكاراً لمبادرة نسميها المبادرة الإجتماعية لتخفيف آثار الإجراءات الإقتصادية، وقد كان ومشينا فيها واصبحت واقعاً معاشاً ولها تمويل فقد رصدنا من وزارة المالية 35 مليون شهرياً.

حاورتها-آمنة السيدح /تصوير-سفيان البشرى:
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version