حرب العصابات ..!!

* غير ان ما ادهشنى بالفعل ان يقول الوزير انه مندهش من حصول صحفى بجريدة (السودانى) على مستند رسمى يحمل توقيع الوزير، وكأنه لا يعلم ان بعض الصحف التى يملكها المؤتمر الوطنى ومن بينها صحيفة ( السودانى) التى يرأس مجلس ادارتها جمال الوالى، ضالعة فى الحرب المستعرة داخل الحزب الحاكم وتصفية الحسابات بين الخصوم، ويدخل فى ذلك تسريب المستندات الرسمية للصحفيين بواسطة عصابات النظام فى محاولة محمومة لاغتيال الخصوم وكسب الحرب التى صارت صفحات الصحف والأعمدة الصحفية الميدان الرئيسى لها، وهو ما يعرفه المواطن العادى دعك من مسؤول كبير فى الدولة يعلم بخفايا الحرب المستعرة التى تدور داخل النظام وحزبه واجهزته الحساسة وغير الحساسة ؟!

* قد ينخدع بعض المواطنين البسطاء بما ينشر فى الصحف المملوكة للمؤتمر الوطنى أو لمجموعات فى المؤتمر الوطنى عن فساد بعض منسوبى النظام الحاكم وحزبه المهترئ ، مدعومة بالمستندات ويظنون انه نوع من حرية الصحافة و العمل الصحفى المهنى الذى يسعى لمكافحة الفساد فيتحدثون عنه باعجاب فى مجالسهم ويثنون عليه فى تعليقاتهم المنشورة فى المنابر الالكترونية، ولا يخطر ببالهم أبدا انه جزء من الصراع المستعر وتصفية الحسابات بين جماعات وقيادات النظام الحاكم المتناحرة، ولكن ما بال شخص صاحب نفوذ ومعرفة واسعة بكل ما خفى وما عرف من أسرار الدولة العليا، ويشغل موقعا مرموقا فى الحزب الحاكم ويتولى منصب وزير المالية الاتحادى وهو احد المناصب السيادية الكبرى فى الدولة التى لا يتولاها الا من كان صاحب نفوذ كبير، او شخص وثيق الصلة بقيادات الدولة العليا ومصدر ثقتهم وكاتم اسرارهم .. يندهش من تسرب وثيقة سرية الى صحيفة تابعة للمؤتمر الوطنى ( او) لجماعة من المؤتمر الوطنى ويرأس مجلس ادارتها جمال الوالى ( شخصيا) ، إلا اذا كان ساذجا بالفعل، أو يمارس نفس اللعبة التى تمارسها بعض صحف واجهزة النظام لتخدعنا بمسرحيتها الساذجة فى مكافحة الفساد، وتقتص من خصومها داخل النظام ؟!

* وحتى لو افترضنا سذاجة وزير المالية .. هل يصعب عليه تفسير ضلوع اهم واكبر صحف النظام والحزب الحاكم فى حرب عصابات النظام، والجهة التى تقف وراء تسرب كمية هائلة من المستندات السرية والمهمة كل يوم الى صحفيين لا حول لهم ولا قوة .. ؟!