عبد اللطيف البوني

بورتسودان والسوق المركزي


بورتسودان والسوق المركزي
* كنت من الذين يظنون أنه لا توجد مدينة نظيفة ومدينة متسخة لأنه في تقديري أي مدينة في الدنيا عبارة عن (كرش فيل) بها أحياء راقية وأحياء فقيرة ومضرب المثل في هذا مدينة جوهانسبيرج على أيام التفرقة العنصرية فأحياء البيض تحفة للناظرين لدرجة أن السود ممنوعون من التجوال فيها، أما أحياء السود على النقيض منها في نيويورك رأيت بأم عيني حي مانهاتن حيث ناطحات السحاب وأجمل شوارع ومباني الدنيا بينما حي هارلم الذي يفصله عن مانهاتن شارع لا مثيل له من حيث القذارة في أي مدينة إفريقية اللهم بعض المناطق كالسوق المركزي للخضر والفواكه بالخرطوم عاصمة السودان. بالمناسبة أتمنى أن يكون السيد معتمد الخرطوم الجديد قد زار هذا السوق لأن المعتمد القديم قد تطبع معه وبمناسبة الخرطوم فقد قرأت لأحد المستشرقين الحديثين أن أقذر مدينتين في العالم العربي هما صنعاء والخرطوم ولكن عندما رأيت صنعاء أيقنت أن ذلك الخواجة قد ظلمها لأن طبيعتها الجبلية وطقسها المعتدل طول العام كفيل بأن يجعلها تتفوق على الخرطوم ذات السوق المركزي للخضر والفواكه والقذارة.
* عندما رأيت بورتسودان قبل مدة ليست بالقصيرة أيقنت أن هناك مدنا نظيفة في هذه الدنيا فقد أسرتني برشاقتها وخلوها من القذارة وفي كل أحيائها الفقيرة منها والباذخة ولكنني عندما رجعت بعد عشر سنوات من تلك الزيارة رأيت أن مستوى النظافة فيها قد تراجع ولكن يبدو أنه في السنوات الأخيرة قد عادت إليها نظافتها فقد استمعت وقرأت لكثيرين قادمين منها وصفوها بأن حكومتها الحالية نجحت في إعادتها سيرتها الأولى ولا بل طورتها وتأكدت من هذا وأنا أتابع قناة النيل الأزرق يوم الخميس الأول من أمس وهي تنقل على الهواء مباشرة مهرجان السياحة والتسوق من بورتسودان وفي كلمة السيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف جاء أنه لاحظ أن الإحباط السائد في البلاد لا وجود له في بورتسودان كما وصفها بأنها مدينة نظيفة. العرض الذي قدمه التلاميذ كان في غاية الروعة فقد كان خليطا من الجمباز والإكروبات وعلى أنغام أمة الأمجاد والوسيم القلبي راده وأنا سوداني وأجمل الحلوين وأغاني من الشرق ومن الغرب فكل إيقاعات السودان كانت موجودة في العرض (منتهى القومية) والحضور الذي ظهر على الشاشة تبدو عليه الراحة.
* قديما قالوا إن مدح حاتم الطائي بأنه أكرم العرب يعني ذم لبقية العرب ووصف لهم بأنهم بخلاء إلا لما تميز عنهم حاتم عليه فإن وصف بورتسودان بإجماع أنها مدينة نظيفة ويمكن أن تنافس عالميا بمستوى نظافتها يعني أن بقية مدن السودان محتاجة لمراجعة موقفها من حيث النظافة خاصة كبيرتهم العاصمة المثلثة ذات السوق المركزي الذي يغذيها بالفواكه والخضر. لو كان أمر نظافة العاصمة يخص الحكومة الاتحادية لما كانت هناك مشكلة ولكن الأمر يخص حكومة الولاية وهي حكومة غنية جدا لها فضائية ومنتزهات وحاجات تانية حامياني فيا سيادة الدكتور الخضر هلا تكرمت بزيارة خاطفة لسوق السمك والطماطم بالسوق المركزي لترى… افتكر مافي داعي أحسن تشوف براك.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

‫2 تعليقات

  1. لا فض فوك- هناك الوالي.. المعتمد.., المدير التنفيذي… المدير الاداري…. ضابط الصحة…. مفتش الصحة… وزارة الصحة… وزارة البيئة… التخطيط العمراني…و هلم جرا… أين كل هؤلاء من هذه الكارثة الفضيحة؟