منوعات

نضال حسن الحاج : رسالة إلى الدار الآخرة

[JUSTIFY]أنا الآن لست سوى أشلاء محطمة، أخشى انبثاق الضوء من بين الظلام كما أخاف انفلات الغيث من كف السحاب!!
يا من غادرت دنيانا حين حوجة وتركتنا في فك الحزن القاتل.. إليك أكتب والمسافات تكفر بالتوحد تماماً!!
إليك أكتب والقدر يمد لسانه مشاكسة كلما احتجت إليك حوجة أخت صغيرة لأختها الكبرى!!
احتاجك أنا الآن أكثر من حوجتي للتنفس!!
آلاف الرئات تمدني بالأوكسجين وست من اللائي خلفك عجزن تماماً عن ملء مكانتك الشاغرة!!
أختاه:
هذه الضوضاء التي تكبل أذني حطمتني تماماً!
أشتاقك ملء حوجة الشوق في جسد طفلة صغيرة تركتها وأنت تدركين تماماً أنها تحتاجك جداً!!
فارغ هو هذا المنزل الذي بات أشلاء طين، فارغة أزقته وغرفه التي تحتاجك أكثر منا!! خزانات الملابس التي اعتادت على لمسة يديك احتجت على غيابك فربتُّ على كتفيها بكتابة تاريخ رحيلك على كل جزء منها!!
أختاه:
تلكم الطفلة الصغيرة التي أودعتها أمي كبرت وازدادت جمالاً وهي تأخذ ملامحك الفاتنة كلما مضت عليها السنين!!
ها هي الآن عروس تجتمع عند منزلنا بها مئات النساء!! وأنا أحتاجك أكثر منها بآلاف المرات!!
هي أخذت منك النضج والوعي، وأنا لم آخذ منك سوى الالتياع!!
أختاه:
يمضي بنا العمر ونحن ندرك أن لك شرخاً في جسد الذكريات لن يشفى منه القلب!!
تسع من السنين تمضي ولا زال أبي ينادي باسمك كلما أراد أن ينادي واحدة منا!! أنا لم أعد تلكم الفتاة الصغيرة التي تستشيرك دائماً في أي المواد يجب أن تركز عليها في امتحاناتها الثانوية، أو أي الألوان يجب أن تشتري حينما يأتي العيد، أو بأي يوم تغادر (الحلة) نحو الخرطوم لتعاود الدراسة.. أنا الآن احتاجك لأمور أكبر وأعظم وأعمق، الله وحده يعلم تأثيرها علي!!
شاغرة كل المساحات التي امتلأت بك زمناً، ورخيصة كل بضاعة شوق لا تقدر قيمتك الأبدية!!
يا فاطمة..
سموك على بت النبي الكلَّ الرسالات خاتمه
سموك نجاة الروح من النار والجحيم ومن العمى
وخليتي روحي تضج وحيح والناس قلوبا ميتمه!!
طيب وكت عارفة الرحيل جاييك خبارك ماشة ساي!!
وسامّاني يعني علي صديقتك ليه.. وربيتيني زي ما تدوري..
واستقبلت ريدتك في دماي..
جابراني لي شن أغني ما دام هسي ما واصلك غناي!!
أرجيني ولا أمرقي من وش القمر
ما تشاغلي عيني كلما ضوك لمع فوق السما.. ويا فاطمة..

صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. أود أن أوضح أن معظم الإذاعيين أو الكتاب أو المتكلمين ينطقون أو يكتبون كلمة ( حوجة )بدلاً من حاجة , وكلمة حوجة غير صحيحة البتة , وإن كان أصل الألف في (حاجة )هو الواو فجذرها ( حوج ) ولكن عندما تصير صفة مشبهة أو مصدراً تقلب الواو في (حوجة )إلى ألف لتحرك الواو وفتح ما قبلها فتقلب ألفاً, ففي الكلمة إعلال وإبدال , وقد وردت الكلمة في هذا المقال التراجيدي ( الحزين ) خمس مرات وكلها مكتوبة بطريقة خاطئة والصحيح أن نقول ونكتب ( حــاجـة ) وللأسف فإن السودانيين فقط دون غيرهم ينطقونها (حوجة ) كماأن هناك كلمة أخرى وهي كلمة (ينــام ) وننطقها خطئاً ( ينوم ) فنقول نام (ينوم )بدلاً من (ينام )ومرة أخرى أن أصل الألف( واو ) والمصدر ( النوم ) ولذلك نحن السودانيين لا نكلف أنفسنا قلب هذه الواو ألفاً في الفعل المضارع وقد حصل في هذه الكلمة المعتلة الوسط , نقل وإبدال وهي على وزن يفعل( ساكنة الفاء مفتوحة العين )فنقلت حركة العين إلى الساكن الصحيح قبلهامع حذف السكون فقلبت الواو ألفاً فأصبحت( ينـــام )وليست ( ينوم ) وأعتذر لجفاف علم الصرف لمن لا يستسيغه وهو علم لذيذ لمحبيه !!

  2. آآآه من الرحيل ولحظات الوداع التي تستأصل الوجدان وتتركه مزقا …وكيف به إن كان رحيلا أبديا لا أمل لنا في لقاء بعده .

    يرحل الأحباب في طريق لا عودة منه تاركين لنا العبرات التي يتكفل الزمن بشفائها لكنها تعاودنا حين تحملنا الذكريات إلى عالم قد مضى فنعيش مع من رحلوا ولا نصدق أنهم مضوا وقد خلت من وجودهم دنيانا .

    أمي ” رحمة الله عليك ” لن أنسى لحظات وداعك إلى أن أسكن جوارك في مرقد الأبدية .

  3. نسأل الرحمة لاخت نجاة, ولكم الصبر وحسن العزاء الاخت نضال وتحياتى لاخوان محمد(عرب) ومعتصم .
    بدر البطل (الحارة الرابعة)