حركات دارفور تفشل فى (المعاينة الدولية) !

[JUSTIFY]بفعل سوء التقدير وسوء قراءة الواقع تحولت الحركات الدارفورية المسلحة من حركات سياسية تحمل السلاح الى مجرد (تجمع قبلي عشائري) يمسك بزمام المال والسلطة فى مفاصل الحركة. ففي محادثات السلام التى أقيمت فى مدينة أروشا بتنزانيا مؤخراً بدا واضحاً أن حركتي جبريل إبراهيم (ما تبقى من حركة العدل والمساواة) وحركة مني أركو مناوي ليست سوى تجمعاً لأبناء عمومة من قبيلة الزغاوة.

لقد بدا واضحاً ذلك فى تشكيل الوفد حيث اصطحب مناوي معه للمحادثات 5 من أقربائه، أبناء عمومة وأبناء خؤولة واقتصر الوفد عليهم وحدهم دون الآخرين.

حركة جبريل بدا واضحاً أنها -ومع أبناء العمومة- فإن وفدها يحمل جوازات سفر أجنبية! وبالطبع فإن العلة هنا ليست فقط ركون هاتين الحركتين (للشركة الخاصة) أو (الشركة القابضة) بقدر ما أنّ العلة فى فقدان هذه الحركات لمصداقيتها التنظيمية إذ كيف لفصيل مسلح يمثل إثنية معينة وحتى داخل الاثنية يمثل أبناء عمومة بعينهم أن يزعم أنه يسعى لحل أزمة دارفور ؟

وإذا كان من الجائز أن ينشئ من يريد حركة مسلحة كيفما يكون وبأي كيفية كانت، فإن المخاطر الناجمة عن هذا المسلك ستقضي على الحركة أول ما تقضي وهذا ما شهدناه فى الحركتين أعلاه. خرج منها من خرج فى فترات متباعدة ومتقاربة ثم دخلت هي الى الجبهة الثورية ولكن لم تُمنح أية امتيازات فى الثورية ولم يمنح جبريل إبراهيم حقه فى الرئاسة حين حان أوان دوره واضطر للرضوخ لقرارات الحلو وعقار ومداهنات عرمان ومخادعاته !

لقد بدا جبريل إبراهيم سعيداً بمحادثات أروشا والتي قال إنها أتاحت لهم شرح وجهة نظرهم فى فرصة نادرة للمجتمع الدولي وما درى أن محادثات أروشا أتاحت فى الواقع للمجتمع الدولي رؤية كيف تعمل حركات دارفور المسلحة؛ فالمجتمع الدولي ليس غائباً عن الساحة ولكنه كان يريد أن ينظر نظرة ثاقبة عن قرب لحملة السلاح. هل هم يحلمون قضية حقيقية جادة؟ هل يلتزمون بنظام تنظيمي دقيق؟ هل تضم حركاتهم كل الطيف السياسي والإثني فى إقليم دارفور ؟

من الواقع إن المجتمع الدولي المتمثل في الدول الأوربية التى أقامت المحادثات ومعها واشنطن قد أدركوا جيداً أن الحركات الدارفورية المسلحة قد انتهى أمرها. ولعل العقلية الأوربية التى عادة ما تميل الى النظام الدقة والانضباط وجدت أن شرذمة من أبناء العمومة يحملون سلاحاً وسيارات دفع رباعي يخيفون بها أهالي دارفور ويتفادون الجيش السوداني يجلسون إليهم على مائدة بحثاً عن حل.
إن المجتمع الدولي لم يتعود أن يخلق لقادة الحركات المسلحة واقعاً يفوق واقعهم، إذ ليس من المنظور أن يتبنى أحد من منظمي المحادثات، محادثات سلام ذات طابع قبلي لحفنة من حاملي السلاح فقدوا المشروعية، وفقدوا المصداقية ويبحثون عن مخرج أو مهرب!

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version