زيجات الألفية الثالثة .. شبح الفشل

[JUSTIFY]على ذمة صحف الأسبوع الفائت، فقد طلّق رجل، في واحد من أحياء الخرطوم الراقية، زوجته «150» طلقة. ولو تجاوزنا الطرافة والغرابة في الحادثة، فإنّ الزواج الذي انتهى بالمئة والخمسين «طلقة»، كان عمره فقط أربعة أشهر، تنقص ولا تزيد. وهو ما يحرّض على السؤال: ما الداعي في الأصل لقول كلمة طالق بهذا العدد الكبير، الذي ليس له حاجة في الأصل؟ أهي الاستخفاف؟ أم أنّ الفعل الذي أتتْ به زوجته، والمحرض على الطلاق هو ما أخرجه عن طور العقل؟ والسؤال الكبير: أين المسؤولية والعقل في تجارب زوجية مثل هذه؟ أليس هو يقنع بتصديق النسبة المفزعة التي قالت بها دراسة اختصاصية قبل شهور، كون أنّ اثنين من ثلاث زيجات حديثة قابلة للانهيار. والاسباب في ذلك عديدة، لكن أكبرها وأظهرها، هو عدم استعداد هؤلاء الأزواج حديثي التجربة بالمعرفة الكافية، وعدم تقبلهم واحساسهم بالمسؤولية الزوجية. وهو ما يُخلّف بالتالي مجتمعاً من المطلقين والمطلقات الصغار. وفي ذلك خطورة كبيرة، لو تذكرنا أن الزواج هو الذي يبني المجتمع!!

اعتقد ان اي فشل يواجه حياة زوجين وهما في بداية رحلة حياتهما تنحصر في عدة زوايا لا ينتبه لها الطرفان منذ انطلاق صافرة قطر التفكير لايجاد حياة مشتركة منها عدم التوافق في الرؤى والنظر لصعوبات الحياة وكيفية التعايش معها، هكذا بدأت ماجدة عبادة حديثها واضافت اختلاف وجهات النظر حول معنى التعايش والتآلف حول كل الصعوبات التي تواجههما، كما نجد ان ابرزها عدم القناعة بالوضع سواء كان الاقتصادي او الاجتماعي من قبل بعض الفتيات والتطلع لمستقبل فاره دون النظر لامكانيات شريك الحياة وهل باستطاعته ان يحقق لها احلامها ام لا !! وهي نظرة قاصرة تشف عن مدى سطحية هؤلاء الفتيات، وفي ذات السياق نرى ان بعض الازواج الشباب يفتقرون الى بعض الاساليب في كيفية التعامل مع الزوجات وعدم اعمال العقل في كثير من المواقف مما يجعل الزوجة تقف بعناد في بعض الاشياء والتي كثيرًا ما تصبح قاصمة لظهر سفينة حياتهما الزوجية..
عدم المسؤولية والاستهتار

وفي سياق متصل قالت الاستاذة آمنة قسم الله: الزواج رباط مقدس والحياة الزوجية شراكة يجب ان تقوم على ركائز ودعامات اساسية المسؤولية والتوافق، وفشل الزيجات في الآونة الاخيرة اسبابها عديدة وكثيرة ومشتركة بين الطرفين ولكن الاساس فيها عدم المسؤولية والاستهتار بقيمة هذا الرباط فهو من اقوى المواثيق التي اوصى الله سبحانه وتعالى بالمحافظة عليها وجعل فض هذه الشراكة من ابغض الحلال عنده… اللامبالاة وعدم الشعور بان الزوج كاجتماع وانفض امر في غاية السوء وتشريد للأطفال ودخول الزوجين في منعطف خطير قد يصل الى انهيار المجتمع بأسره فضلاً عن ذلك الضغوط الاقتصادية التي يتحجج بها الكثيرون واحياناً تدخل الاطراف في الخلافات الزوجية التي قد تكون سبباً مباشراً في انهيار الحياة الزوجية، لذلك يجب ان ينبني الزواج على توافق كامل بين الطرفين في كل الجوانب حتى لا تهتز هذه الشراكة لأبسط الأسباب وتفشل.
وفي ذات السياق قال الاستاذ عبد الباقي محمد علي ان الأساس في الحياة الزوجية التضامن و الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من بداية العلاقة الزوجية، وأضاف «في اعتقادي أن الرجل أصبح يبحث بالدرجة الأولى عن الزوجة المتعلمة والموظفة التي تستطيع مساعدته في مجابهة ظروف الحياة الصعبة في وقتنا الحالي على عكس السابق تمامًا.
الآمال الخيالية ويقول فرح حامد هناك العديد من الأسباب التي تهدد عرش الزوجية بالانهيار في هذا الزمن من ضمنها الآمال الخيالية، ففي كثير من الاحيان تظنّ المرأة أنّ كلّ شيء قد يتغيّر بعد الزواج وأنّ الزوج سيحقّق لها كلّ ما تطلبه حتّى لو كان أمرًا خياليًا إلّا أنّ الواقع غير ذلك فإنّ بعض الطلبات لا يمكن أن تتحقّق أو أنّ الزوج بحاجة الى بعض الوقت ليتمكّن من تحقيقها، لهذا السبب يبدأ الخلاف، فضلاً عن الأنانية وقد تكون أنانية الطرفين سببًا مهمًّا لفشل زواجهما، لأنّ أحدهما لا يتنازل للآخر وكلٌّ يفكّر في مصلحته الخاصّة ممّا يسهم بفشل الزواج، ولا ننسى صفة الاستهتار عن الازواج «الطايشين» صغار السن فإذا كان الطرفان لامبالين قبل الزواج فقد تبقى هذه التأثيرات بعده ممّا يجعلهما لا ينظّمان أمورهما بالطريقة المناسبة ويختلفان دائمًا، والاختلاف بصورة دائمة بهدد استقرار الزواح لذلك لا بد من ايجاد برامج تدريبية وتوعوية لشبابنا من الإناث والذكور في كيفية إدارة الحياة الزوجية ورفع الوعي الاجتماعي.

صحيفة الإنتباهة
سارة إبراهيم عباس
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version