عالمية

وضع حجر الأساس لكنيس يهودي قرب «الأقصى» وسط تنديد فلسطيني

[JUSTIFY]وضع وزير البناء والإسكان الإسرائيلي أوري ارئيل، مساء أمس الأول، حجر الأساس لكنيس «جوهرة إسرائيل» في حارة الشرف (حارة اليهود بحسب التسمية الإسرائيلية) في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، على بعد 200 متر غربي المسجد الأقصى، وسط تنديد فلسطيني.

ونقلت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (مؤسسة أهلية فلسطينية) عن ارئيل قوله «نضع في هذا اليوم لبنة أخرى من لبنات بناء القدس، وهي خطوة رمزية نحو تحقيق الهدف الأكبر، فالقدس هي قلب الأمة».

وقال ارئيل: «نقف اليوم قبالة جبل الهيكل (التسمية الإسرائيلية للمسجد الأقصى) في وقت لم نصل إلى السيطرة والسيادة الحقيقية عليه، ولذلك فنحن نسعى ونعمل من أجل تحقيق ذلك».

وأضاف «سنتابع البناء في كل البلاد وبالذات في القدس ولن نوقفه، فالقدس هي المدينة المقدسة لنا إلى الأبد».
وجاء احتفال حجر الأساس لكنيس «جوهرة إسرائيل» بالتزامن مع ذكرى ضم إسرائيل القدس الشرقية إليها بعد احتلالها عام 1967 وتوحيدها مع القدس الغربية في خطوة يرفضها الفلسطينيون ولا يعترف بها المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة.
ويحتفل الإسرائيليون في 28 أيار / مايو حسب التقويم اليهودي، بذكرى ضم القدس الشرقية لشطرها الغربي بعد احتلالها 1967.
وقالت مؤسسة الأقصى في بيان لها إن «الحكومة الإسرائيلية ستموّل بناء الكنيس بشكل كامل بمبلغ 50 مليون شيكل إسرائيلي (14 مليون دولار)، وستقرّ هذه الميزانية الاستثنائية، خلال جلسة خاصة تعقدها اليوم الأربعاء (امس) بمناسبة ما تطلق عليه السلطات الإسرائيلية يوم القدس».

وأضافت المؤسسة أنه «بحسب الخرائط والوثائق والبروتوكولات والصور التي حصلت واطلعت عليها «مؤسسة الأقصى» فإن موقع الكنيس المُزمع إنشاؤه يقع في قلب القدس القديمة، وتحديداً في حارة الشرف المقدسية، والتي احتلتها اسرائيل عام 1967 وصادرت أرضها وهدمت معظم بيوتها، واستبدلتها بحي سكني استيطاني أطلقت عليه اسم» الحي اليهودي».

وأشار البيان إلى أن الكنيس سيبنى على موقع هو في الأصل وقف إسلامي يتضمن مصلى إسلاميا تاريخيا، وقال «لكن الاحتلال يدعي أنه صادق مؤخرا على مخطط لترميم وإعادة تأهيل كنيس «جوهرة اسرائيل» ، كان قد بني في السابق في هذا الموقع».
وأضافت مؤسسة الأقصى في بيانها أن «مساحة القطعة المخصصة للبناء ستصل إلى 378 متراً مربعاً، من بينها 275 مترا لبناء الكنيس و103 أمتار كمساحة وحديقة عامة تعتبر جزءا من المدخل الرئيسي للكنيس، أما المساحة البنائية الإجمالية فتصل إلى 1400 متر مربع، أي استغلال 50% للمساحة البنائية، وهو أمر استثنائي غير معمول به تقريباً.

وسيتكوّن البناء من ستة طوابق، أربعة طوابق من المدخل الرئيسي وطابقين أسفل المدخل الرئيسي، وسيكون ارتفاعه 23 متراً عن المدخل الرئيسي، كما ستعلو الكنيس قبة ضخمة وسيتكون البناء من كنيس ضخم، وقاعات عرض للمكتشفات الأثرية (يدعي الاحتلال أنه وجد اثاراً من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين)، وحمامات ومغتسلات دينية، وقاعات عرض وتعليم للتراث والتاريخ اليهودي، ومكتبة، ومطلات زجاجية في الطابق العلوي، بحسب البيان ذاته.
من جانبه، أدان أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون القدس بالمنظمة، بناء الكنيس، معتبرا أن ما جرى «هو عمل إجرامي يندرج في إطار سياسة الاحتلال الهادفة لتهويد المدينة المقدسة وتغير معالمها بالكامل».

وقال قريع في بيان وزعه مكتبه إنه «إجراء مرفوض وتتحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تجاوزاتها وتعنتها وإصرارها على سياسة الاستيطان والتهويد الممنهج في مدينة القدس».

وتابع قريع أن «هدف الاحتلال من رصد الميزانيات الضخمة هو التوسع الاستيطاني وتدنيس المقدسات وتغير معالم المدينة المقدسة بالمعابد اليهودية والكنس لصبغها بالصبغة اليهودية فقط، إضافة لبناء العديد من البنايات والبؤر الاستيطانية فيها لتطويق المدينة المقدسة بالكامل، وهي سياسة يمارسها الاحتلال بشكل محموم لتهجير السكان المقدسين خارج مدينة القدس».
واحتلت إسرائيل شرق مدينة القدس في يونيو/ حزيران 1967 خلال الحرب التي تعرف عربيا بـ»نكسة (حزيران/ يونيو) «، واحتلت خلالها شبه جزيرة سيناء المصرية، والضفة الغربية وقطاع غزة، وهضبة الجولان السورية.
وفي 30 تموز/ يوليو 1980 أصدر الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي ما يعرف بـ «قانون القدس»، والذي تم بموجبه ضم الشطر الشرقي من القدس إلى الغربي المحتل عام 1948، وإعلانها عاصمة موحدة وأبدية لها.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وينددون بالاستطيان الإسرائيلي الذي يلتهم المدينة.

صحيفة القدس العربي
ع.ش[/JUSTIFY]