ود أبرق هو السبب..!!

أثار أحد مشاهد مُسلسل (إكس إكس لارج) الذي يُعرض هذه الأيام إعجابي الشديد في تناولِه لحالة فساد كُبرى حدثت في منزل عوض والذي جسّد شخصيته الدكتور فيصل أحمد سعد وقد اكتشف السيد عوض فجاءة إختفاء كمية من كراتين العجوة من داخل منزله وسُرعان ما قام الرجُل بتكوين لجنة للتقصي والتحقيق مكونة من (نسيبه) جمال عبدالرحمن (وولده) أصلي (جلواك) والفاعل أحدهما ، اجتمعت اللجنة وانفضّت ثُم عادت لاجتماعها وتوصّلت اللجنة بعد تحقيقات وتحريات مُضنية شملت جميع من بالمنزل إلى أنّ الجميع أبرياء من هذه التُهمة وأنّ (ضباً) هزيلاً سطا على جميع الكراتين وأفرغ ما فيها في جوفه وقد ضبطوه مُتلبسا..
المشهد اختصر بذكاء شديد ما يحدُث في البلاد من فساد..

قضايا كُبرى شغلت الرأي العام كُونوا لها لجان وانبثقت منها أخرى شغلت هي الأخرى الرأي العام بكثرة التصريحات المُملة وغالباً ما كانت نتائجها ((Zero قضايا تشير فيها أصابع الاتهام للفاعل الحقيقي وبقدرة قادر يخرج منها كم يخرُج الذهب السوداني المُجمر من مطار الخرطوم ويلبسونها بلا حياء إلى من لا قُدرة له على الرد والدفاع عن نفسه وما حادثة تصدُع جسر المنشية ببعيدة عن الأذهان وقد خرج منها الفاعل بسهولة ويُسر ونسبوها إلى جُقور النيل الأزرق العملاقة شديدة الخُطورة والإجرام وقضايا أخرى يُنسبونها دون أن يطرف لهم جفن إلى مجهولٍ لا مجال لوقوفه أمام السلطات لمحاسبته..

يسألنا أهلنا في مشروع الجزيرة عن دمار المشروع ومن الفاعل ..؟
سألناهم عن نتائج لجنة دكتور تاج السر مصطفى (الثلاثينية) والتي كوّنها النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية السيد على عثمان محمـد طه وقد حشد لها العلماء الخبراء ولا تسألونا بالله عليكم عن هؤلاء العلماء والخُبراء وفي أي مجال اكتسبوا علمهم وخبراتهم المهم طافت هذه اللجنة (كما قالوا) على كامل المشروع وأنفقوا في رحلتهم تلك من خزينة الدولة الكثير من الأموال وخرجوا في النهاية (بتوصيات فاعلة) و(نتائج مُذهلة) عن سبب الدمار وخرجت أيضاً (بعلاجٍ فاعل) لكُل مشاكل المشروع وأهله (كما صرّحوا) سلموها للسيد على عُثمان قبيل خروجه من الوظيفة..

هل سمعتم شيئاً عنها يُغنيكم عن سؤالنا..؟
أجابوا بالنفي وهُم يعلمون كما يعلم الجميع من هو السبب الرئيس في تدمير المشروع وكُل المشاريع الأخرى واللجان التي تُكوّن هُنا وهُناك ما هي إلّا وسيلة من وسائل الإلهاء يتخذونها لتضييع الوقت وإسكات المواطن المغلوب على أمره الساكِت أصلاً على ضياع الكثير من حقوقه المُضاعة ، لجان لا فائدة تُرجى منها لم ولن تكُن حلاً لمُعضلة أحدثتها السياسات العشوائية العرجاء..
هُناك من مُزارعي المشروع من لم يسمع بها أصلا..
أحد ظُرفاء الجزيرة يقول نخشى من يومٍ يأتنا فيه من يُنسِب دمار المشروع إلى ود أبرق..
وكان الله في العون..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version