عبدالرحيم محمد سليمان: السجود فى الحفلات ظاهرة ام قضية !

هل يمكن النظر لمحاولة الشباب فى الخروج من الملة بالسجود للفنانيين فى الحفلات العامة على انها مجرد ظاهرة والسلام ؟.. ام اعتبارها بالقضية المحورية التى يجب على المجتمع ان يتعاطى معها وفق مسئولياته الاخلاقية والدينية التى تعالجها بما تجده فى القوانين من حدود شرعية تساعد على محاصرة تفاقم انتشارها بالصورة الماثلة ؟ .. لان المسألة تمددت من مجرد جنحة او جنحتين فى حفلة عامة ، الى موضة شبابية جارفة يمارسها الشباب و المراهقين من الجنسين فى كل الحفلات الغنائية بطريقة مخزية تفضح ضعف مقاومة الجدار الاخلاقى للاسر السودانية ، لكأنما اعوام التوعية الطويلة التى سكبها المشروع الاسلامى الحضارى ذهبت ادراج الريح وانكبت هباءً منثورا فى وجه الالحاح المادى الذى استعبد الشباب وافرغ دواخلهم من محتوى الاعتقاد الروحى فاستعاضوا عنه بالاعتقاد الشيطانى الذى قرآنه الشعر وترتيله الالحان الشجية وقُراءه الفنانين اصحاب الاصوات الصداحة التى تحاكى صفير البلبل ! لا سيما و القيم المجتمعية انتكست وتقهقرت للحد الادنى من متطلبات الانسانية ، فالفنانين صار تعدادهم اكبر من تعداد المواطنين واضعاف حفظة القران الكريم ! ولا يتذكر المرء فى الصلاة اخر مرة سمع فيها احد الشباب يبكى من خشية الله ! ولكن يتذكر بالصورة والصوت خشوع الشباب وشلالات الدموع الغزيرة التى يذرفوها مثل شلالات نياجرا تأثراً بعميق الكلام الغرامى الذى يداعب الاوتار الحساسة بدواخلهم كما يقولون ! ما يفتح المجال للتساؤل هل لازال المجتمع السودانى مؤمن بالوحدانية لله تعالى ام يعتقد مثل غيره من الشعوب المسلمة عدم المبالغة فى الاخز بحدود الله ؟ والله لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، والسجود لغيره اشراكاً به والعياذة بالله كما يؤكد جمهور العلماء ، فلا وسطية البتة فى ذلك ، مادام الحق الابلج ظاهر ، والتهاون فى التوصيف الدقيق مشكلة فى حد ذاتها ، فايما شك يثير المغالطة فى كيفية الاشراك بالله هو مردود على من يجادل فيه ، فالشرك لا يحتاج الى تبيان ، والاسلام ليس الامتناع فقط عن اكل لحم الخنزير لانه حرام !! … بيد ان المسئولية الجنائية والاخلاقية من اسباب الشرك تقع على عاتق الاسرة المسلمة اولاً وعلى السلطة الحاكمة التى يفترض ان تأخز ظاهرة السجود لغير الله بمأخز الجد ، فالتساهل يشجع على تكرار التجربة ، والكثير من القصص تروى عن بعض السودانيون الذين خرجوا عن الاسلام ليلتحقوا بملة عبدت الشيطان وبعضهم بالمسيحية واعدادهم تفوق الخيال ، كل ذلك لان اجهزة السلطة المختصة بحماية المجتمع لاتحرك ساكنة لكأنما تجد الترويح والتسلية فى انحطاط الناس ! وحتى اللحظة لازال الشخص الذى سجد للفنان بالمسرح القومى طليقا ًحراً ولم تكلف السلطة المختصة نفسها عناء السؤال عنه مع ان افرادها قاموا بتغطية هذا الحفل السئ الصيت ! فى حين بامكان السلطة بعدما اطلعت على الحيثيات ، و درءاً للشبهات ان تتجه نحو تطوير القوانين التى تمنع من اقامة الحفلات العامة وتحد من ظاهرة النوادى التى صار الكل يأتى فيها المنكر بموافقة جهة الاختصاص التى تسمح للاحتفال مقابل التصديق الذى تصدره دون تدقيق او مراجعة لشكل الحفل المقام ! … ففى واحدة من صالات الافراح يقول محدثى : انه داب يلاحظ امسية كل يوم تقاطر اعداد غفيرة من الشباب الذين يتشبهون (بالنيقرس ) للصالة التى تجاور منزله ، مما دعاه للتسلل خلسة لاستجلى حقيقة الأمر .. يقول : هالنى مارأيت وجدت شباب مراهق يحضنون بعضهم البعض فى مشهد من المجون والتعرى على اصوات المكبرات الصاخبة ما كان لينبئنى بمثله خبير ! … وبدورنا فى ظل غياب السلطة عن ممارسة دورها ، ما الذى يمنع الشباب من بعد السجود للفنانين ان يسجدوا لتجار المخدرات مقابل قرص للهلوسة !

عبدالرحيم محمد سليمان

Exit mobile version