جانا الليل لي كرب الحبيل ٢-٢

[ALIGN=CENTER]جانا الليل لي كرب الحبيل ٢-٢[/ALIGN] قلت من قبل انني لا اتصور أن هناك (بت ناس) أحسن والديها تربيتها ونشأت وسط جو أسري سليم ومعافى، يمكن أن تسيء معاملة والدة زوجها مهما صدر من تلك النسيبة من تصرفات قد تؤدي لشعور زوجة ابنها بعدم الراحة، وبأنها منبوذة وغير مرحب بوجودها كفرد جديد انتمى لتلك الأسرة .. فقد تشعر زوجة الابن بأن نسيبتها لا تتيح لها المجال الكافي لممارسة مسئولياتها كربة أسرة ناشئة ومنفصلة بقراراتها الاقتصادية والاجتماعية عن الأسرة الكبيرة .. وقد تتدخل النسيبة بحسن نية – في كل صغيرة وكبيرة تخص تفاصيل المعيشة في أسرة ابنها، وما ذلك إلا لاحساسها بأن زوجة ابنها لا تملك من الخبرة للتعامل في الحياة ما تمتلكه هي بحكم السن والتجربة، وبالتالي فعلى زوجة الابن أن تتفهم ذلك الاحساس وتتعامل معه بحسن الظن ولا تسمح لشيطانها أن يصور لها الامر بأنه مجرد دكتاتورية ورغبة في التحكم من نسيبتها زادها ووقودها شعور النسيبة بالغيرة من تلك الزوجة التي ازاحتها جانبا كي تتحكر على قلب ابنها.
ربما بدافع من كون اني (أم اولاد) اجد نفسي اقف إلى جانب (النسيبة) وأمارس اسقاطات (ينبح الكلب خوفا علي ديلو) باعتبار ما سيكون، خوفا من نسوان أولادي بعدين ما يقومن يوروني (المكشن بللا بصل) أو يسقني (الموية بي دودا)، كما تتوعد بعض البنات من فصيلة (ولادة الغضب قليلات الادب) نسيباتهن في المستقبل، فـ ثقافة مجتمعات النساوين غالبا ما تشحن بطاريات الشابات غير المتزوجات، بشحنة سالبة من كهرباء (كجين النسيبة)، فنجدهن يمارسن العوامة في البر ضد تيار النسيبات، ويتبارين في اطلاق الوعد والوعيد بوصف كل منهن بما سوف تفعله في نسيبتها في المستقل.
فتلك الثقافة هي التي حملت لنا مصطلح (مصيبتي) بدلا عن (نسيبتي)، كما افرزت منلوجات واسكتشات اعتمدت على الاساءة البالغة للنسيبة مثل:
نسيبتي جات وقعدت تنكرش .. نسيبتي جات وسّخت الفرش
ولم تتفوق عليها سوءا وقلة ادبا سوى الاغنية التي يقول مطلعها:
يا المغترب جيب لي خلاطة .. اخلط أمك بي نعلاتا
يا المغترب جيب لي سحّانة .. اسحن أمك بي جيرانا
والتي ابتدعتها اخيلة البنات (الما عندهن زوق) أيام سيادة دولة المغتربيين قبل ان تغرب شمسها بفضل غيوم الرأس مالية الجديدة.
نرجع لمرجوعنا الاولاني .. حيث اني اتفق مع الداعية الاسلامية (عبلة الكحلاوي) في دعوتها التي وجهتها لزوجات الابناء بان يتقين الله في حمواتهن ويعتبرنهن مثل امهاتهن، فـ أنا لا اعتقد ان هناك شابة مؤدبة وحسنة الخلق يمكن أن (تستقصد) والدتها و(تكرّها) العيشة، لمجرد ان والدتها تلك حادة الطبع أو صعبة و(ما بترضى الخمج وسواطة العجين بالضنب)، بل ستحاول تلك البنت ما استطاعت أن تتجنب ما يغضب امها وتحرص على رضاها، وبالتالي فعندما تضع نسيبتها في مقام امها ستتعامل معها وفق ذلك المنظور، وحينها ستتقبل منها ما يصدر عنها من تصرفات بنفس الروح التي تتقبل بها تصرفات والدتها التي تتسبب لها في الضيق والحرج.
وبنفس سياسة (الخوف على الضنب) وعلى طريقة (حنفي لا يحبذ)، اجد نفسي (لا أحبذ) أن نوصي (النسيبة) أو نحاول تعليمها الطريقة المثلى التي يجب أن تعامل بها زوجة ابنها .. ثم انها حرّة تعاملها بالطريقة البتريحها، وعلى زوجة الابن المتضررة أن تلجأ لـ قضاء (ود أمو) عشان تشوف البيحصل ليها ..
فعندما تضع الزوجة نفسها في كفة ووالدة زوجها في الكفة الاخرى لـ ميزان الولاء والوفاء، تدخل تلك الزوجة زوجها في الاختيار الصعب للمفاضلة بينها وبين أمه، وبذلك ستكون هي الخسرانة بغض النظر عن من سيختار بينهما، فأنا – برضو – ما شايفة لي خير في راجل ممكن ينصر زوجته على أمه، ولو كانت أمه غلطانة والغلط راكبا من ساسا لـ راسا.
لذلك وبدلا عن الدخول في معارك غير محسوبة العواقب مع النسيبة لفرض السلطات وفرز الصلاحيات، فـ على زوجة الابن ان تجعل من مثل ابونا الشيخ فرح ود تكتوك (الحسنة معطت شارب الاسد) حلق في اضانا، فتحسن معاملة نسيبتها مهما قابلتها بالصد والاساءة، فحتما ستتمكن بـ المحنة والاحسان من معط شنباتها ومن ثم شنبات ولدا – لتعيش معهم في تبات ونبات وتملاهم بالصبيان والبنات بدلا من أن تملاهم وتملا روحا فقر بالمشاكل.

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version